شؤون محلية

مازوت «الفيسبوك» مغشوش … مواطنون: وقعنا ضحايا نصب واحتيال وغش.. والتموين: نلاحق المتاجرين

| حماة- محمد أحمد خبازي

تنتشر في محافظة حماة على صفحات الـ«فيسبوك»، عروض لبيع المازوت بالسعر الحر، مثلما ينتشر البيع المباشر للمواطنين في العديد من المحال و«البراكيات»، وعلى قارعة الطرقات والأرصفة، ولكن معظم المازوت المعروض أسود فاحم كأنه زيت معدني، ومغشوش بمشتقات نفطية أخرى وبالماء أيضاً!.

وبيَّن مواطنون وقعوا ضحايا نصب واحتيال وغش، أنهم اشتروا مؤخراً مازوتاً من عارضين على صفحات الفيس بسعر 100 ألف ليرة للغالون، ولكنهم فوجئوا عند إشعاله برائحته النفاذة، وبأصوات شبيهة بأصوات «المفرقعات والألعاب النارية» تصدر عنه بمدافئ البيوت والحمامات، وأوضح بعضهم أنهم لم يردوه لباعته، بل استخدموه مرغمين لكونهم بحاجة ماسة له للتغلب على البرد القارس الذي عم البلاد مؤخراً.

وكشف آخرون أنهم اشتروا قبل أيام معدودة بضعة ليترات، وبسعر 5500 ليرة لكل ليتر، وتبيَّن أنها مخلوطة بزيت معدني محروق، ومع ذلك استخدموها لطرد البرد لعدم توافر بديل عنها!.

وذكر أصحاب مهن حرة لـ«الوطن» أنهم وقعوا ضحايا عمليات غش، فقد اشتروا كميات من المازوت لإنجاز أعمالهم من باعة على الطرقات بسعر 90 ألف ليرة للغالون، وعند تشغيل آلاتهم ومعداتهم به، كان احتراقه سيئاً لارتفاع نسبة الماء فيه.

ويروي طبيب لـ«الوطن» أنه اشترى مازوتاً من خلال الفيسبوك، لاستخدامه بتدفئة مرضاه بالعيادة، ولكنه فوجئ بأنه لا يشتعل إلا بصعوبة بالغة، وإن اشتعل فيصدر أصواتاً تصيب المرضى المنتظرين بغرفة الانتظار في العيادة بالهلع!وبيَّنَ أن المازوت مغشوش بإضافة عدة سوائل له، وعند تصفية كمية قليلة منه في عبوة بلاستيكية شفافة تشكلت ثلاث طبقات من السوائل!.

ولفت مواطنون إلى أن الغش بالمازوت الذي يباع خارج الأقنية الرسمية، أصبح ظاهرة بمختلف مدن ومناطق محافظة حماة، حيث يستغل الغشاشون حاجة الناس للمازوت وخصوصاً في الأيام الشديدة البرودة، ويغشون الكميات المتوافرة لديهم بإضافة أي سائل آخر لزيادة الكميات وجني أرباح فاحشة.

وذكر مواطنون أن بعض باعة الفيسبوك، يدعون زوراً وبهتاناً أنهم فقراء أو من ذوي الاحتياجات الخاصة أو من أسر شهداء، ليستدروا عطف الراغبين بالشراء ويدفعوا لهم السعر الذي يرغبونه من من دون أي مناقشة أو جدال. وأضاف المواطنون: لكن يتضح فيما بعد أنهم ليسوا كذلك، بل نصابون فقط، لأن صفحاتهم تختفي بعد بيعهم ما يكون بحوزتهم من مازوت مغشوش!.

وكذلك – يقول المواطنون – لا جدوى من البحث عن باعة الأرصفة والطرقات، لأنهم يختفون أيضاً.

وأكد العديد من الذين وقعوا ضحايا الغش أنهم لم يشتكوا للجهات المعنية لعدم اقتناعهم بنتيجة الشكوى، وكي لا يقعوا في «سين وجيم» لمعرفتهم أن المازوت يباع بالسوق السوداء، ولعلمهم أن الجهات المعنية تعرف أن المازوت يباع بهذه الطرق ولكنها تغض النظر عن باعته.

من جانبه، بيَّن مدير التجارة الداخلية بحماة رياض زيود لـ«الوطن»، أن دوريات حماية المستهلك تلاحق المتاجرين بكل أنواع المحروقات والمتلاعبين بها سواء في المحطات أم الصهاريج التي توزع المازوت للمواطنين عبر البطاقة الإلكترونية.

وأوضح أن الدوريات ضبطت خلال الشهر الجاري، العديد من المتاجرين والغشاشين واتخذت بحقهم الإجراءات القانونية، ومؤخراً تم ضبط 960 ليتراً مغشوشة بالماء لدى 3 متاجرين، وتم تنظيم ضبوط بحقهم، كما تم ضبط عدة محطات تتلاعب وتتاجر بالمحروقات «بنزين ومازوت» وتمت مخالفتها حسب المرسوم 8 لعام 2021.

وأهاب زيود بالمواطنين الذين يتعرضون لأي غش، عدم السكوت والإبلاغ عن الغشاشين على أرقام الهواتف المعروفة لإنصافهم واتخاذ الإجراءات اللازمة بحق أولئك المخالفين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن