عربي ودولي

طردت دبلوماسيين أميركيين.. وقوات روسيا ودونيتسك الشعبية واصلت تدمير وحدات اللواء 54 الميكانيكي الأوكراني … موسكو: فكرة إرسال «حفظ سلام» إلى كييف خطيرة ومتهورة ولا يمكن إصلاح عواقبها

| وكالات

بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع المستشار الألماني أولاف شولتس هاتفياً مستجدات الوضع في أوكرانيا، بالتزامن مع تحميل روسيا أمس الغرب المسؤولية عن محالة إحياء نموذج أحادي القطب من النظام العالمي، واصفة فكرة إرسال قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا بأنها خطيرة ومتهورة وقد تؤدي إلى عواقب لا يمكن إصلاحها.
وحسب موقع «روسيا اليوم» أعلن الكرملين أمس أن بوتين ناقش هاتفياً مع شولتس المفاوضات المتواصلة بين موسكو وكييف لوقف الأعمال القتالية في أوكرانيا.
وذكرت الرئاسة الروسية في بيان مقتضب نشرته أمس الأربعاء، أن الزعيمين ناقشا خلال المكالمة مستجدات الوضع في أوكرانيا مع التركيز على القضايا المتعلقة بالمفاوضات المتواصلة بين الممثلين عن روسيا وأوكرانيا.
وأوضح البيان أن بوتين طرح عدداً من الاعتبارات في سياق مواقف روسيا المبدئية في هذه المفاوضات.
في الغضون أعلنت وزارة الخارجية الروسية إنها سلمت السفارة الأميركية في موسكو قائمة بعدد من الدبلوماسيين الأميركيين الذين سيتم طردهم بصفتهم «أشخاصاً غير مرغوب فيهم».
وأوضحت الخارجية أن طرد الدبلوماسيين الأميركيين هو رد على طرد واشنطن دبلوماسيين روسا من بعثة الأمم المتحدة في نيويورك، وموظفاً روسياً في الأمانة العامة للأمم المتحدة.
وشددت الوزارة، حسب موقع «روسيا اليوم»، على أن «أي أعمال عدائية من قبل الولايات المتحدة ضد روسيا ستلقى ردا حاسما ومناسبا».
وأعلنت واشنطن في وقت سابق أنها طردت 12 دبلوماسيا روسيا، أعضاء في البعثة الروسية لدى الأمم المتحدة، مدعية أنهم مارسوا «أنشطة لا تنسجم مع صفاتهم»، فيما اعتبرت روسيا هذا القرار انتهاكاً فظاً وخطوة عدائية جديدة ضدها.
من جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في كلمة ألقاها أمس الأربعاء أمام معلمي وطلبة معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية: ما يجري في العالم حالياً لا يخص أوكرانيا وحدها بطبيعة الحال، بل إنه محاولات لإنشاء نظام عالمي جديد.
وحسبما نقل عنه موقع «روسيا اليوم» أضاف لافروف: لم يعد لدي أي شكوك في أن إحدى القواعد التي يحاول الغرب تطبيقها الآن، عندما نتابع ذروة النزاع الأوكراني، هي ردع أي منافس. الآن يدور الحديث عن روسيا، والصين ستأتي لاحقاً، ويكمن هدف نموذج النظام العالمي هذا في إحياء العالم الأحادي القطب بالكامل.
وأشار لافروف إلى أن الولايات المتحدة في هذا النظام العالمي الجديد تسعى إلى الهيمنة على الصعيد الدولي، متهماً الغرب بالسعي إلى استبدال القانون الدولي بـ«النظام العالمي المبني على القواعد»، لافتاً إلى أن هذه القواعد لا وجود لها في الواقع، بل يجري إعدادها في كل حالة من مجموعة ضيقة من الدول.
وشدد الوزير على أن هدف الغرب يكمن في ردع روسيا وأي دولة أخرى تمارس السياسات الخارجية المستقلة، مضيفاً إن حلف الناتو اختار أوكرانيا كآلية لقمع استقلالية روسيا.
وتطرق لافروف إلى العقوبات غير المسبوقة المفروضة على روسيا في ظل عمليتها العسكرية الحالية في أوكرانيا، مشيراً إلى أنها لا تستهدف قيادة روسيا، فحسب بل اقتصاد البلاد بالكامل.
وقال لافروف: الغرب المتحضر تلقى تعليمات بمهاجمة كل ما يتعلق بروسيا، موضحاً أن كل ذلك يأتي من أجل تطبيق آمال الغرب في إزالة العائق الذي تشكله روسيا أمام جهود بناء العالم الأحادي الجانب.
ولفت لافروف إلى أن الجولة الأخيرة من النزاع في أوكرانيا لم تنطلق ببدء روسيا عمليتها العسكرية في أراضي هذا البلد في 24 شباط الماضي، بل برفض الغرب مطالب موسكو لوضع نظام ضمانات أمنية ملزمة قانونياً بغية تطبيق مبدأ الأمن المشترك غير القابل للتجزئة.
وقال إن روسيا تملك وثائق تؤكد بوضوح أن الحكومة الأوكرانية قبل بدء العملية كانت تحضر لشن هجوم واسع النطاق بغية استعادة السيطرة على منطقة دونباس بالقوة.
وذكر لافروف أن المفاوضات الجارية حالياً مع الحكومة الأوكرانية تتقدم ببطء، محملاً كييف المسؤولية عن تغيير مواقفها باستمرار ومراجعة اقتراحاتها.
ورجّح الوزير أن سبب ذلك يكمن في خضوع الحكومة الأوكرانية لإملاءات واشنطن، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة ليست مهتمة بإنهاء الصراع على وجه السرعة، بل باستمراره من أجل مواصلة ضخ أسلحة بكميات هائلة إلى حكومة كييف.
وحذر لافروف من أن أي خطوات من قبل الناتو في سبيل نشر قوات حفظ سلام في أوكرانيا كانت ستؤدي إلى اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، وعلّق على اقتراحات بولندية في هذا الشأن بالقول: آمل أنهم يفهمون ما يتحدثون عنه.
من جهته قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، تعليقاً على فكرة إرسال قوات حفظ السلام التابعة للناتو إلى أوكرانيا، إن هذه ستكون خطوة متهورة وخطيرة، وقد تؤدي إلى عواقب يصعب إصلاحها.
وقال بيسكوف في تصريح معلقاً على تصريحات حول هذه المسألة: سيكون هذا قراراً متهوراً وخطيراً للغاية. يجري تنفيذ عملية عسكرية خاصة، وأي تماس محتمل بين قواتنا العسكرية وقوات الناتو يمكن أن يؤدي إلى عواقب مفهومة ويصعب إصلاحها.
إلى ذلك أعلن بيسكوف أن موسكو لا تثق بتصريحات كييف حول سقوط ضحايا بين المدنيين نتيجة عمليات القصف الروسية، مشيراً إلى أن العسكريين الروس لا يقاتلون ضد المدنيين.
وخلال موجز صحفي أمس، علّق بيسكوف على تقارير النيابة العامة الأوكرانية عن سقوط قتلى بين المدنيين، بمن فيهم أطفال، نتيجة ضربات الجيش الروسي، قائلاً: لا نصدق النيابة العامة الأوكرانية، العسكريون الروس لا يستهدفون المدنيين، بل يساعدونهم، وللأسف هناك أكثر فأكثر من الشهود الذين يخرجون من المدن ويقولون إنهم محتجزون هناك كدروع بشرية وإن كتائب القوميين المتطرفين تطلق النار على المدنيين، وقد اتخذت مثل هذه الحوادث نطاقاً واسعاً.
وأوضح بيسكوف أن العسكريين الروس لا يقاتلون المدنيين الأوكرانيين ما داموا لا يأخذون السلاح ولا يصوبونه نحو الجنود الروس.
وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية أن العملية العسكرية في أوكرانيا تتواصل وفق خططها ومهامها المعروفة.
وفي السياق أعلنت وزارة الطوارئ الروسية وصول نحو 385 ألف لاجئ، بينهم 81 ألف طفل من جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك إلى روسيا، منذ بداية التصعيد في أوكرانيا.
وجاء في بيان الطوارئ الروسية: حتى صباح (أمس) الأربعاء، عبر 384.6 ألف لاجئ حدود الدولة الروسية، بينهم 80.7 ألف طفل من جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، مضيفاً إن هذا الرقم كان في أول أمس 365.7 ألف شخص.
وبدأ إجلاء واسع النطاق للسكان المدنيين من جمهوريتي منطقة دونباس على خلفية التصعيد والقصف المتكرر من قبل القوات الأوكرانية لهذه المنطقة منذ منتصف شباط الماضي، بعد ذلك، اعترفت روسيا باستقلال جمهورية دونيتسك ولوغانسك، وفي 24 شباط أطلقت روسيا عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا لنزع السلاح والطابع النازي لأوكرانيا.
بدورها أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن إصابة ترسانة «أورجيف» غرب منطقة «ريفني»، بأسلحة عالية الدقة بعيدة المدى من قواعد بحرية، حصلت القوات الأوكرانية على جزء كبير من تلك الترسانة الكبيرة من الأسلحة والمعدات العسكرية من الدول الغربية.
وحسب المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، تواصل القوات المسلحة الروسية تدمير وحدات اللواء 54 الميكانيكي المنفصل للقوات المسلحة الأوكرانية، حيث يقاتلون الآن للسيطرة على قرية «نوفوميخايلوفكا».
كذلك فقد قامت قوات جمهورية دونيتسك الشعبية، بعد انتهائها من تمشيط قرية «فيرخنيتوريتسكويه» من القوميين الأوكرانيين المتطرفين، بملاحقة فلول اللواء 25 الأوكراني المحمول جواً، وسيطرت على محطة السكك الحديدية «نوفوباخموتوفكا».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن