بعد جلسة مباحثات ثنائية.. عبد اللهيان أعلن استعداد بلاده لتنمية علاقات البلدين أكثر … المقداد لـ«الوطن»: نعمل على تفادي الوحشية التي تطبق بها الإجراءات القسرية الغربية
| سيلفا رزوق
حضرت تطورات المنطقة والعالم الساخنة، وتطوير العلاقات القائمة بين البلدين على طاولة مباحثات وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد ونظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أمس، حيث جدد المقداد التأكيد على أن العلاقات مع إيران هي علاقات متطورة وتسير دائماً نحو الأمام، مبيناً أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين ارتفعت بشكل مثير للاهتمام خلال هذه الفترة.
بدوره عبر عبد اللهيان عن ارتياحه لما تقوم به بعض الدول العربية ونهجها الجديد في تطبيع العلاقات مع سورية، مؤكداً استعداد بلاده لتنمية علاقاتها مع سورية أكثر من أي وقت مضى، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن بلاده تقترب من التوصل إلى اتفاق وصيغة نهائية للاتفاق النووي في فيينا.
وفي رده على سؤال «الوطن» أوضح المقداد خلال تصريحات له عقب اللقاء الذي جمعه مع نظيره الإيراني، أن اللقاء شكل فرصة طيبة للجانبين كي يراجعوا تطورات المنطقة والعلاقات الثنائية، وما يجري من أحداث على الساحتين الإقليمية والدولية، مبيناً أنه جرى خلال اللقاء مع الرئيس بشار الأسد مباحثات مطولة حول مختلف التطورات القائمة، وتبادل وجهات النظر حول ذلك.
ولفت إلى أنه وخلال الاجتماع الذي جمعه مع عبد اللهيان في مبنى الخارجية، تمت مناقشة التطورات المرتبطة بالعلاقات الثنائية، وهي علاقات متطورة وتسير دائماً نحو الأمام، حيث ارتفعت العلاقات الاقتصادية بين البلدين بشكل مثير للاهتمام خلال هذه الفترة.
وأشار المقداد إلى أنه في موضوع الإجراءات القسرية الأحادية الجانب المفروضة على البلدين، يحاول الجانبان العمل على تفادي الوحشية التي تطبق بها هذه العقوبات، مشيراً إلى أن المحتل الأميركي يسرق النفط السوري والغاز السوري وحتى اللقمة من فم الأطفال، مؤكداً أن السوريين يعانون من صعوبات هائلة جراء هذه العقوبات القسرية اللاإنسانية.
وذكر أنه جرى بحث التطورات الجارية الآن في اجتماعات لجنة مناقشة تعديل الدستور في جنيف، موضحاً أن مواقف سورية وإيران متطابقة تجاه هذه المباحثات، مؤكداً أن سورية مع أن يتم إنجاح ما يجري لكنها تتفاجأ دائماً بأن الطرف الآخر ومشغليه لا يعملون من أجل المصلحة الوطنية.
وأضاف: «أؤكد أنه في حال وجود رغبة لدى هذه الأطراف للعمل من أجل مصلحة سورية فإنه سوف لن يكون من الصعب أن تعود سورية لممارسة دورها وطنياً وإقليمياً ودولياً».
وأكد المقداد وقوف سورية إلى جانب إيران في الملف النووي والموقف المبدئي الذي أعلنته الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأنها تريد هذا الاتفاق ولكنها تريده بما يخدم الشعب الإيراني وليس ضد مصلحته، لافتاً إلى أننا بانتظار تطورات في هذا المجال.
وأضاف: «نأمل أن يعرف الآخرون بأن إيران قادرة على الدفاع عن مصالحها ومواقفها، وأنها تعمل من أجل استقرار هذه المنطقة واستقرار العالم ولا يوجد لديها أي طموحات نووية تتناقض مع الاتفاقيات الدولية وعلى رأسها اتفاقية الأسلحة النووية».
ولفت المقداد إلى أننا في مرحلة جديدة يمر بها العالم وموقف سورية في هذه التطورات واضح، وهي ترى أن الأصدقاء الروس يدافعون عن حقهم في أن يضمنوا أمن شعبهم ويبعدوا «الناتو» عن حدودهم المباشرة، تطبيقاً للحقوق التي يجب أن يتمتع بها الشعب في الدونباس، وأضاف: «نعتقد أن الحملة الغربية الظالمة ضد الاتحاد الروسي لن تؤدي للنتائج التي يرغب الغرب المتوحش بها لأن روسيا تدافع عنا جميعاً وتدافع عن سيادتها وحقها في الدفاع عن النفس».
بدوره أشار عبد اللهيان إلى أنه أجرى محادثات جيدة ومهمة مع الرئيس الأسد ورئيس مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك والمقداد، تطرقت لآخر التطورات الثنائية والإقليمية، معبراً عن ارتياحه لما تقوم به بعض الدول العربية ونهجها الجديد في تطبيع العلاقات مع سورية.
ولفت إلى أنه جرى التطرق لبعض المواضيع الإقليمية لاسيما موضوع اليمن، مؤكداً أن بلاده ترحب برفع الحصار عن الشعب اليمني ووقف إطلاق النار هناك، مشيراً إلى أنه جرى تبادل وجهات النظر أيضاً حول الوضع في أفغانستان، حيث سينعقد في الأسبوع القادم اجتماع لوزراء خارجية دول جوار أفغانستان في الصين، موضحاً أن بلاده تدعم تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان بمشاركة جميع الأطراف.
عبد اللهيان أشار إلى أن مباحثاته في دمشق تطرقت أيضاً لآخر التطورات بشأن مفاوضات فيينا، ورفع العقوبات عن إيران، وقال: «نعتقد بأننا نقترب من التوصل إلى اتفاق وصيغة نهائية لاتفاق فيينا، لقد قدمنا النسخة القطعية التي نود التوصل فيها إلى الاتفاق النووي وذلك عبر منسق الاتحاد الأوروبي، ونحن قلنا بصراحة للطرف الأميركي إننا لن نتجاوز الخطوط الحمر بالنسبة لنا».
وأكد أنه في حال اتخذت أميركا نظرة واقعية وتعاملت بشكل واقعي مع هذا الأمر، فإن بلاده على استعداد للإعلان عن هذا الاتفاق بحضور الدول الأعضاء في الاتفاق النووي.
وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين، أكد عبد اللهيان استعداد بلاده لتنمية العلاقات الاقتصادية أكثر من أي وقت مضى، مشيراً إلى أنه جرى التطرق لموضوع تعزيز مستوى التبادل السياحي بين البلدين، حيث تم التأكيد على ذلك، معرباً عن أمله في أن نشهد في المستقبل القريب زيارة ولقاء رؤساء الجمهورية لدى البلدين.
ووصل وزير الخارجية الإيراني صباح أمس إلى دمشق على رأس وفد رفيع المستوى لإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين في الدولة حول التطورات الإقليمية والدولية وتعزيز العلاقات الثنائية، حيث استقبله المقداد في مطار دمشق الدولي وعدد من كبار موظفي الوزارة والسفير الإيراني في دمشق مهدي سبحاني.
وأكد المقداد في تصريحات له من المطار، أن الزيارة تشكل فرصة أخرى للتشاور حول الأمور التي تهم بلدينا والتطورات في المنطقة، وقال: «نحن حريصون على أفضل العلاقات بين دول المنطقة بما في ذلك العلاقات بين إيران والدول العربية، والتنسيق بيننا مستمر على المستويين الإقليمي والدولي».
بدوره قال عبد اللهيان: «سنبحث تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، خاصة في المجال الاقتصادي الذي يعد في مقدمة الأولويات».
وأكد، أن سورية وإيران في خندق واحد، وأن بلاده تدعم سورية قيادة وحكومة وشعباً، معتبراً أن العلاقات الثنائية بين بلدينا تمر بأفضل الظروف.