موسكو أكدت أن الوضع في العالم يتغير بشكل دراماتيكي وبطريقة جذرية … بوتين: لن نقبل سوى الدفع بالروبل لقاء شحنات الغاز إلى أوروبا
| الوطن
توازياً مع الصلابة السياسية والتقدم الميداني، خطت موسكو خطوة اقتصادية كبيرة بإعلان نيتها تحويل مدفوعات إمدادات الغاز نحو أوروبا إلى عملة الروبل، في خطوة انعكست انتعاشاً سريعاً على عملتها الوطنية، فيما اعتبرها خبراء اقتصاديون بأنها تشكل واحدة من خطوات التحرر الدولي من سيطرة الدولار وتشكل أحد عناوين التغير المحتملة في العالم.
الكرملين أعلن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناقش هاتفياً مع المستشار الألماني أولاف شولتس المفاوضات المتواصلة بين موسكو وكييف لوقف الأعمال القتالية في أوكرانيا.
وذكرت الرئاسة الروسية في بيان مقتضب نشرته أمس، أن الزعيمين ناقشا خلال المكالمة مستجدات الوضع في أوكرانيا «مع التركيز على القضايا المتعلقة بالمفاوضات المتواصلة بين الممثلين عن روسيا وأوكرانيا».
وتابع البيان: «طرح فلاديمير بوتين عدداً من الاعتبارات في سياق مواقف روسيا المبدئية في هذه المفاوضات».
وجاءت هذه المكالمة بعد يوم من اتصال آخر تلقاه بوتين من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، والذي بدوره أعلن أمس عن عزمه مواصلة الجهود لحل الأزمة الأوكرانية.
وحسب قناة «بي إف إم» التلفزيونية أشار ماكرون إلى أن المحاولات يجب أن تستمر لحل الأزمة الأوكرانية، حيث لا يوجد اتفاق حتى الآن بين الطرفين، إلا أن الرئيس الفرنسي لا يزال على ثقة من أهمية وضرورة مواصلة الجهود، مشيراً إلى أنه لا يرى أي سبيل آخر لحل الأزمة سوى وقف إطلاق النار، وبدء مفاوضات نزيهة بين روسيا وأوكرانيا.
بموازاة ذلك قال المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، تعليقاً على فكرة إرسال قوات حفظ السلام التابعة للناتو إلى أوكرانيا: إن هذه ستكون خطوة متهورة وخطيرة، وقد تؤدي إلى عواقب يصعب إصلاحها، وأضاف: «سيكون هذا قراراً متهوراً وخطيراً للغاية، يجري تنفيذ عملية عسكرية خاصة، وأي تماس محتمل بين قواتنا العسكرية وقوات الناتو يمكن أن يؤدي إلى عواقب مفهومة ويصعب إصلاحها».
وتعليقاً على إمكانية مشاركة بوتين في قمة العشرين المقبلة، التي ستعقد في إندونيسيا في نهاية السنة: «من السابق لأوانه الحديث عن ذلك»، الوضع في العالم يتغير بشكل دراماتيكي وبطريقة جذرية، ولذلك كل هذا سيتعين العمل على حله من جديد».
وفي الوقت الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة أنها تبحث مع حلفائها إمكانية استبعاد روسيا من مجموعة العشرين للاقتصادات الرئيسة، أكدت وزارة الخارجية الصينية أن روسيا جزء مهم من هذه المجموعة، ولا حق لأي عضو في مجموعة العشرين في استبعاد عضو آخر فيها.
تأتي هذه التطورات في وقت خطا فيه الرئيس الروسي خطوة اقتصادية كبيرة لحماية اقتصاد بلاده من العقوبات الغربية المتواصلة، وأعلن أن موسكو قررت تحويل مدفوعات إمدادات الغاز نحو أوروبا إلى عملة الروبل في أسرع وقت ممكن.
وأصدر بوتين تعليمات للبنك المركزي ومجلس الوزراء «لتحديد إجراءات المعاملات مع أوروبا بالروبل الروسي في غضون أسبوع»، وشدد على أنه «لا معنى لتوريد السلع الروسية للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وتلقي المدفوعات باليورو والدولار»، مؤكداً أن موسكو اتخذت قرارها بالامتناع عن استخدام «عملات الدول غير الصديقة» في نقل الغاز.
وفور إعلان بوتين لقراره، استرد الروبل الروسي 8.27 بالمئة من خسائره أمام الدولار الأميركي للمرة الأولى منذ 3 أسابيع، وسجل سعر صرف الدولار، خلال تعاملات أمس الأربعاء 95 روبلاً، للمرة الأولى منذ 3 من آذار الجاري.