عربي ودولي

زيلينسكي أكد أن لا أحد في مأمن من اضطرابات سلاسل الإمداد الغذائية … بايدن: الدفاع المشترك في الـ«ناتو» واجب مقدس

| وكالات

أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أمس السبت أن الولايات المتحدة تعتبر المادة 5 من ميثاق حلف شمال الأطلسي حول الدفاع المشترك «واجباً مقدساً» يقع على عاتق جميع الدول الأعضاء، وذلك بالتزامن مع محادثات جمعت وزيري الخارجية والدفاع الأوكرانيين، دميتري كوليبا وأليكسي ريزنيكوف، مع كبار المسؤولين الأميركيين، على رأسهم الرئيس جو بايدن في وارسو، على حين حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن العالم أجمع أصبح مهدداً بنقص الغذاء بسبب العملية العسكرية الروسية الخاصة، مشدداً على أنه لا أحد في مأمن من اضطرابات سلاسل الإمداد الغذائية.

ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن وزير خارجية أوكرانيا قوله في تغريدة على حسابه في «تويتر» إنه وريزنيكوف عقدا في وارسو اجتماعاً رباعياً مع نظيريهما الأميركيين، أنتوني بلينكن ولويد أوستن، لافتاً إلى أن هذه الصيغة تتيح البحث عن قرارات عملية في المجالين السياسي والدفاعي على حد سواء بغية توطيد قدرة أوكرانيا على التصدي للعدوان الروسي.

كما انضم بايدن أيضاً إلى الاجتماع الذي عقد في فندق ماريوت في وسط وارسو، وفقاً لصحفيين مرافقين له خلال جولته الأوروبية الحالية، وصور نشرتها وكالة «أسوشيتد برس».

ويعتبر هذا أول لقاء شخصي بين بايدن ومسؤولين أوكرانيين كبار منذ بدء روسيا عمليتها العسكرية في أوكرانيا في 24 الماضي.

وفي السياق أثار بايدن تساؤلات بخصوص خطط واشنطن إزاء أوكرانيا، إذ خاطب عسكريين أميركيين، متحدثاً عن آخر التطورات في أوكرانيا، بالقول: «سترون عندما ستكونون هناك».

وأشاد بايدن أول من أمس، في كلمة ألقاها في بولندا أمام عسكريي الفرقة 82 المحمولة جواً بشجاعة الأوكرانيين، في ظل العملية العسكرية التي تجريها روسيا في أراضي بلدهم، مضيفاً إنه لا يقصد العسكريين وحدهم بل المدنيين.

وقال مخاطباً العسكريين: «سترون عندما ستكونون هناك، وسبق أن كان بعضكم هناك.. سترون نساء وشباباً يسدون طريقاً أمام دبابة وهم يقولون: لن أنسحب، وأتمسك بموقعي».

واستدعى كلام بايدن هذا تساؤلات، وخاصة أن سيد البيت الأبيض سبق أن أعلن مراراً وتكراراً عن عدم نيته إرسال قوات إلى أوكرانيا على خلفية النزاع الحالي، قائلاً: إن هذه الخطوة كانت ستهدد باندلاع الحرب العالمية الثالثة.

واضطر البيت الأبيض إلى التدخل والتوضيح أن موقف إدارة بايدن بخصوص عدم نيتها إرسال قوات إلى أوكرانيا لا يزال ثابتاً.

وقال متحدث باسم البيت الأبيض لقناة «فوكس نيوز»: «أكد الرئيس بوضوح أننا لن نرسل قوات أميركية إلى أوكرانيا، ولم يطرأ أي تغييرات في هذا الموقف».

وأعلن بايدن خلال لقاء مع الرئيس البولندي أندجي دودا أن الولايات المتحدة تعتبر المادة الخامسة من ميثاق حلف شمال الأطلسي حول الدفاع المشترك «واجباً مقدساً» يقع على عاتق جميع الدول الأعضاء.

وأشار بايدن إلى أن الناتو أظهر وحدة صفه التامة إزاء الوضع حول أوكرانيا، مضيفاً: «لم تكن هناك أي اختلافات في الرأي، وكل ما نفعله نقوم به آخذين بعين الاعتبار مصالح كل بلد (…) لقد حافظنا جميعاً على وحدتنا، وأعتقد أنه من بالغ الأهمية أن نتخذ خطواتنا بالتنسيق مع حلفائنا».

وتنص المادة الخامسة من معاهدة الناتو على أن «أي هجوم أو عدوان مسلح ضد طرف منهم (أطراف الناتو)، يعتبر عدواناً عليهم جميعاً، وبناء عليه فإنهم متفقون على حق الدفاع الذاتي عن أنفسهم، المعترف به في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، بشكل فردي أو جماعي، وتقديم المساندة والعون للطرف أو الأطراف التي تتعرض للهجوم».

في غضون ذلك قال الرئيس الأوكراني في كلمة عبر تقنية الفيديو أمام منتدى الدوحة الذي بدأ أعماله أمس السبت إن «أوكرانيا تعد سلة الغذاء للعالم حيث تصدر الزيوت والقمح وغيرها من المنتجات الزراعية، واستقرار كثير من الدول يعتمد على هذه الصادرات».

وبيّن أن الأسواق اليوم لم تعد قادرة على الإيفاء بالمتطلبات بسبب هذه الأزمة وهي أزمة كبيرة وعارمة، متهماً القوات الروسية بتعمد استهداف موارد أوكرانيا الزراعية والصناعية وحرمانها من ثرواتها.

ودعا الدول المنتجة والمصدرة للطاقة إلى زيادة الإنتاج «كي يفهم الجميع أنه لا أحد يستطيع استخدام الطاقة للابتزاز وتهديد العالم».

وطالب زيلينسكي بإصلاحات حقيقية للمؤسسات الدولية لردع الدول النووية عن القيام بأعمال عدائية ضد دول أخرى.

وزعم أن القوات الروسية تعرقل وصول المساعدات للمدن الأوكرانية قائلاً إن «القوات الروسية لا تسمح بدخول المساعدات الإنسانية الطبية والطعام والغذاء وقد تم استهداف الكثير من المباني حيث يعيش آلاف الأشخاص».

تجدر الإشارة إلى أن وزارة الدفاع الروسية أكدت أن قواتها فتحت يوم 24 الشهر الحالي 10 ممرات إنسانية، وافقت أوكرانيا على 3 منها واقترحت 12 مساراً إضافياً على محاور كييف وتشيرنيغوف وسومي وخاركوف وماريوبول، نصفها باتجاه روسيا والنصف الآخر باتجاه الأراضي الأوكرانية.

وأشارت إلى أن السلطات الروسية أعدت أكثر من 22 ألف طن من المساعدات الإنسانية لإرسالها إلى أوكرانيا ومنذ 2 الشهر الحالي تم إيصال 4933 طناً من المساعدات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن