«النواب» العراقي يخفق في انتخاب رئيس الجمهورية ويحدد الأربعاء موعداً جديداً … صالح: على جميع الأطراف الانخراط بحوار جدي لإنهاء الأزمة السياسية

في أعقاب فشل مجلس النواب العراقي أمس السبت إكمال نصاب جلسته للتصويت على مرشحي رئاسة الجمهورية بعد مقاطعة نحو 126 نائباً بسبب استمرار الخلافات بين الكتل السياسية، وتأجيل الجلسة إلى الأربعاء المقبل، أكد الرئيس العراقي برهم صالح أن عدم استكمال الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها أمر مؤسف وعلى جميع الأطراف الانخراط بحوار جدي لإنهاء الأزمة السياسية بروح الوطنية.
وحسب وكالة «واع» صرح صالح في بيان صحفي بعد فشل مجلس النواب في اختيار رئيس جمهورية جديد، أن انعدام التفاهمات الوطنية وعدم انعقاد جلسة مجلس النواب لاستكمال الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها المحددة هو أمر مؤسف ومثير للقلق بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على إجراء الانتخابات المبكرة، مشيراً إلى أن استمرار حالة الانسداد السياسي وسط التحديات الجسام التي تواجه البلد بات أمراً غير مقبول.
وأضاف: إن إجراء الانتخابات المبكرة لم يكن هدفاً بحد ذاته، بل وسيلة للإصلاح وضمان الاستقرار السياسي والاجتماعي وتحسين الأوضاع العامة في البلد والاستجابة لمطالب العراقيين، لافتاً إلى أن مجلس النواب الجديد المنبثق عن الانتخابات، تقع على عاتقه مسؤولية استثنائية كونه جاء بعد حراك شعبي وإجماع وطني واسع يطالب بتصحيح المسارات وإنهاء الأزمات السياسة المستحكمة في البلد لا تكريسها.
ونوه صالح بأن القوى السياسية اليوم أمام اختبار وطني حاسم، وأن الظروف العصيبة التي مرت بالبلد والظرف الدقيق الراهن تفرض على الجميع مسؤولية تاريخية وعملاً استثنائياً في الخروج من الأزمة الراهنة بروح الوطنية والتكاتف، والشروع في تلبية الاستحقاقات الوطنية بتشكيل حكومة مقتدرة فاعلة تحمي مصالح البلد وتعزز سيادته واستقلاله، وتعمل على تلبية تطلعات العراقيين.
ويتطلب انتخاب رئيس الجمهورية تصويت ثلثي أعضاء البرلمان، أي 219 نائباً من أصل 329 نائباً.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية «واع» عن رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي قوله إن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية ستعقد يوم الأربعاء المقبل.
وكانت هيئة رئاسة البرلمان وجّهت بعقد جلسة الانتخاب أمس بعد أن عقدت اجتماعاً قبل ذلك، كما عقد اجتماع ثلاثي بين التيار الصدري وكتلة الجيل الجديد وكتلة امتداد النيابية قبل بدء الجلسة.
وقدم النائب أحمد الأسدي تواقيع 126 نائباً مقاطعاً لجلسة البرلمان العراقي المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية.
من جانبه، اعتبر الأمين العام لعصائب أهل الحق قيس الخزعلي أن «الإطار التنسيقي يسير في طريق الحوار والتفاهم ولا يقبل بكسر الإرادات»، مضيفاً: إن اليوم تاريخي ومفصلي في إعادة توجيه العملية السياسية لمسارها الصحيح.
وجاءت تصريح الخزعلي بعد أن كشف عضو الإطار التنسيقي، جاسم الموسوي، أول من أمس الجمعة، ذهاب الإطار التنسيقي باتجاه مقاطعة الجلسة، وقد ضمن نحو 133 نائباً مقاطعاً، إضافة إلى 20 آخرين يحتمل أن يكونوا ضمن المقاطعين.
كما أعلن حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» بزعامة بافل طالباني أول من أمس، مقاطعة الجلسة البرلمانية المخصّصة لانتخاب رئيس جديد للعراق، بسبب ما قال إنه «غياب التوافق» بين القوى الممثلة في البرلمان.
وشهدت العاصمة العراقية بغداد، أول من أمس الجمعة، اجتماعات مكثفة للأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان تناولت الجلسة البرلمانية الخاصة بانتخاب رئيس جديد للبلاد.