الخبر الرئيسي

موسكو ترد على «هستيريا» بايدن بحق رئيسها: من الضروري إخضاعه لفحص طبي.. والبيت الأبيض: الرئيس لم يقصد ذلك! … روسيا: فرص التطبيع تضيق وسنردّ على كل خطوة عدائية تتخذها واشنطن

| الوطن

مع دخول العملية العسكرية الروسية شهرها الأول، لم يتبقَّ بيد أميركا لمواجهة موسكو غير تصدير المزيد من الأسلحة لأوكرانيا، ومعها الخروج بتصريحات نابية تكشف عمق الأزمة التي بدت تتمظهر في سلوكيات الرئيس الأميركي جو بايدن.

بايدن وخلال اجتماعه باللاجئين الأوكرانيين وفي مشهد أميركي مكرر لعشرات المرات خلال السنوات الماضية، وصف نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه «جزار»، واستتبع قائلاً: إنه لا يمكن للرئيس الروسي «البقاء في السلطة»!

موسكو لم تتأخر بالرد الحاسم على إهانة رئيسها، وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف: «من المستغرب سماع مثل هذه الاتهامات بحق بوتين من قبل بايدن الذي سبق أن أصدر أوامر بقصف يوغوسلافيا وقتل الناس».

وحذر بيسكوف من أن الإهانة الجديدة بحق بوتين من قبل بايدن تضيّق أكثر نافذة الفرص المتوفرة لتطبيع العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة ومن الضروري أن نكون على علم بذلك، وقال: «لا يزال يتعين على زعيم الدولة أن يحافظ على أعصابه، معرباً عن تفاجئه من توجيه الاتهامات لبوتين من قبل بايدن الذي دعا إلى قصف يوغوسلافيا».

وفي تصريح لوكالة «تاس» قال بيسكوف: «بعد كل شيء، هو الرجل الذي طلب ذات مرة، متحدثاً في التلفزيون في بلاده، أن يتم قصف يوغوسلافيا، بالضبط، قصف يوغوسلافيا، وطالب بقتل الناس».

رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين وصف تصريحات الرئيس الأميركي بهستيريا العاجزين، مؤكداً ضرورة خضوعه لفحص طبي، وفي منشور على قناته عبر «تيليغرام» تحت عنوان: «بايدن ضعيف ومريض وغير سعيد» قال فولودين: «لقد سمح رئيس الولايات المتحدة لنفسه مرة أخرى بإصدار بيان غير دبلوماسي ضد رئيسنا».

من جهته اعتبر رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي ليونيد سلوتسكي، أن ترسانة الدبلوماسية الأميركية والمستوى الثقافي للقيادة يقتربان بسرعة من الصفر.

الرد الروسي السريع استتبعه توضيح أكثر سرعة من البيت الأبيض، وخصوصاً على مطالبة بايدن للرئيس الروسي بالتنحي، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض: إن «الرئيس الأميركي لم يقصد الدعوة لتغيير النظام في روسيا، وجهة نظر الرئيس بايدن هي أنه لا يمكن السماح لبوتين بالتسلط على جيرانه أو على المنطقة»!

وأجرى بايدن في وقت سابق أمس في وارسو محادثات مع الرئيس البولندي أندجي دودا، ووزيري الخارجية والدفاع الأوكرانيين، ديميتري كوليبا وأليكسي ريزنيكوف، وأكد أن الولايات المتحدة ستصدر المزيد من صواريخ «جافلن» المضادة للدروع وأسلحة أخرى إلى حكومة كييف بغية «مساعدة الأوكرانيين فيما سماه «طرد الغزاة».

وكان بايدن قد أثار أول من أمس موجة تساؤلات عندما خاطب جنوداً أميركيين منتشرين في بولندا، متحدثاً عن الوضع في أوكرانيا، بالقول: «سترون عندما ستكونون هناك»، وذلك على الرغم من نفيه مراراً وجود أي خطط لدى واشنطن لإرسال قوات إلى أوكرانيا.

وأوضح البيت الأبيض لاحقاً أن موقف بايدن لا يزال ثابتاً في هذا الشأن، ولم يطرأ أي تغيير فيه.

المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، جددت التأكيد على أن موسكو سترد بشكل حتمي وموجع للولايات المتحدة على كل خطوة عدائية تتخذها ضد روسيا، وقالت: «لقد حان للأميركيين أن يستوعبوا أن كل خطوة عدائية سيكون الرد عليها حتمياً من جانبنا، ومؤلماً بالنسبة لهم في أي حال من الأحوال».

وأضافت: إن «المسؤولين الأميركيين يحاولون نفي مسؤوليتهم عن الحالة البائسة التي وصلت إليها العلاقات الروسية- الأميركية، وأن الولايات المتحدة تتهم موسكو بـ«التصعيد» لمجرد أنها لا تبقي الضربات الموجهة ضدها بلا رد».

على المقلب الميداني، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان لها: إن «الجيش الروسي تمكن من السيطرة على مركز قيادة عسكري أوكراني تحت الأرض محمي ومحصن، يقع في بلدة نيكولايفكا بضواحي كييف».

وذكر البيان، أن 61 عسكرياً أوكرانياً، كانوا في المركز، استسلموا طوعاً، وأكثر من نصفهم من كبار الضباط في القوات المسلحة الأوكرانية.

وألقى العسكريون الأوكرانيون، أسلحتهم بشكل جماعي بسبب النقص الحاد في العتاد والذخيرة والطعام.

بموازاة ذلك قال نائب رئيس مجلس الأمن ديميتري مدفيديف: إن الحرب الاقتصادية من دون قواعد ضد روسيا، والتي بدأتها الدول الغربية، ستدمر الهيكل الاقتصادي العالمي بأكمله.

وفي حديث لقناة «روسيا اليوم»، أضاف مدفيديف: ماذا كتبوا على رايات أي مجتمع رأسمالي، وعلى أي اقتصاد سوق؟ «احترام الملكية الخاصة، ليهلك كل العالم ولكن العدالة تسود، ليهلك كل شيء ولكن لتبقى الملكية الخاصة في الحفظ والصون».

وتابع: «لكنهم في الغرب يجمدون أصول المؤسسات المالية وحتى البنك المركزي، بل وحتى يتحدثون عن الاستيلاء على هذه الأصول، أي تأميمها، هذه طبعاً حرب من دون أي قواعد، وستكون نتيجتها تدمير بنية كل الاقتصاد العالمي».

من جهته أكد نائب رئيس الوزراء الروسي ديميتري تشيرنيشينكو، أن مستوى الاستعاضة عن الاستيراد في الصناعات الحيوية بالبلاد بلغ نسبة تقارب المئة بالمئة، مشدداً على أن العقوبات الغربية لا تمثل خطراً يهدد القطاعات الاقتصادية في روسيا.

يأتي ذلك في وقت أعلن فيه الاتحاد الوطني الإيطالي للمزارعين، توقف نحو 11 بالمئة من الشركات الزراعية عن العمل في البلاد جراء الأزمة الأوكرانية، ونقلت وسائل إعلام عن الاتحاد قوله في تقرير: «إن نحو 100 ألف مؤسسة إنتاجية زراعية في البلاد مهددة بالإغلاق، في حين نحو 11 بالمئة من الشركات الزراعية قد توقفت عن العمل وتشهد 30 بالمئة من المزارع خسائر بسبب محدودية الإمدادات من روسيا وأوكرانيا».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن