رياضة

فوز وبسمة.. ولكن؟

| غسان شمه

هل تحسن وجه المشاركة، المرهق بنتائج سلبية وربما الأسوأ، لمنتخبنا في التصفيات المونديالية، بعد الفوز على نظيره اللبناني بثلاثية رد الدين..؟

لا شك أن هذا الفوز مهم، وفي هذا التوقيت، من الناحية المعنوية، ولكن قبل الذهاب بعيداً في التلويح بمناديل الفرح ينبغي التذكير بواقع كرتنا وحال المنتخب على وجه التحديد، فالمنتخب يحتل المركز الأخير في مجموعة لا يمكن اعتبار جميع منتخباتها بمستوى جيد، وأقصد على وجه الدقة المنتخبات العربية الثلاثة «الإمارات والعراق ولبنان» التي لم تكن في أفضل أحوالها خلال التصفيات، في الوقت الذي كانت فيه الفرصة مواتية بالمعنى الفني لاستعادة ما حققه المنتخب في التصفيات السابقة لوجود قامات كروية هي على المستوى الفردي مع أنديتها تظهر بصورة مشرقة وتقدم مستويات جيدة كنا ننتظر التعويل عليها، لكن التخبط الإداري والفني الذي شهدته المراحل السابقة منذ التعاقد مع المعلول وما بعده من مدربين فشلوا جميعاً في الوصول إلى صيغة تحقق الطموحات الكبيرة لعشاق الكرة السورية في ظل اتحاد سابق كان همه إرضاء المدرب ولو على حساب المنتخب، وكان ذلك لافتاً في ظل غض النظر من المعنيين عن ضرورة تغيير تلك البوصلة القاصرة.

وجاءت لجنة مؤقتة كانت تهجس بكل شيء وتسعى للقيام بما ينبغي أن تقوم به وما يمكن تركه للاتحاد القادم باعتباره معنياً بواقع العمل في السنوات القادمة، وفي الوقت نفسه لم تتمكن من حل مشكلة المنتخب مع توالي المدربين الذين لم يقدموا أفضل مما سبق، لتستمر مشكلات اللاعبين المحليين والمغتربين كما يعرف الجميع.. بل كان هناك إصرار على بعض الوجوه التي أثبتت فشلها أكثر من مرة ورغم ذلك كانت حاضرة على اللائحة مع مزيد من الفشل!

مع كل ما سبق أؤكد على حقنا جميعاً في رفع مناديل الفرح ورفع سقف الطموحات، وإن يكن في غير هذه التصفيات، لكن من الضروري أن يقف الجميع وخاصة الاتحاد القادم، لدراسة «تفاصيل التفاصيل» لكل ما ظهر في المراحل السابقة، وإدراك مواقع الخلل وأسباب هذه الاختيارات المتواضعة وفهم العوامل المختلفة وكيفية الخروج من هذا الواقع الذي يرى البعض أنه من الصعب مغادرته بمثل العقليات التي شهدناها في المراحل السابقة، وتالياً فإن التفكير خارج الصندوق الرمادي السابق الموسوم برؤى قاصرة ومحدودة ومصالح ضيقة بات مطلباً أكثر من ضروري… وأكتفي بذلك بانتظار مباراتنا مع المنتخب العراقي..!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن