واصلت الدبلوماسية الأميركية، أمس الإثنين، عملية تصحيح أخطاء الرئيس الأميركي جو بايدن، التي ساقها ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطابه الذي ألقاه قبل يومين في وارسو، محاولة استدراك النتائج السلبية والتداعيات التي تسبب بها الرئيس الأميركي، عبر قيامها بسلسلة من إعادة المفاهيم التي كان ينوي قولها بايدن في خطابه ذاك.
وفي السياق أعلن كبير مستشاري أمن الطاقة بالخارجية الأميركية آموس هوكستين، أن تصريح بايدن حول تنحية بوتين من السلطة لا يعكس السياسة الرسمية للبيت الأبيض.
وقال هوكستين، أمس الإثنين في خطاب ألقاه في منتدى الطاقة العالمي في دبي الذي تم تنظيمه بمشاركة مجلس واشنطن الأطلسي: «لا يتفق هذا التصريح للرئيس مع السياسة الرسمية للولايات المتحدة، ولا يعكس ما تعمله الولايات المتحدة، كان هذا التصريح عاطفياً».
وقال بايدن خلال زيارته إلى وارسو في الأسبوع الماضي عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: «هذا الرجل لا يمكنه البقاء في السلطة»، وفيما بعد تراجع بايدن عن تصريحاته هذه مشدداً على أنه لم يدع إلى تغيير السلطة في روسيا.
من جهته اعتبر وزير الخارجية البولندي السابق جاسيك تشابوتوفيتش أن بايدن أعلن حرباً باردة جديدة في خطابه في وارسو، وقال تشابوتوفيتش في مقابلة مع صحيفة رزيكزبوسبوليتا: «كانت زيارة الرئيس بايدن ذات بعد عالمي وتاريخي، تم تصميم الأداء في فناء القلعة الملكية لفتح فصل جديد في التاريخ، في هذا الخطاب، أعلن الرئيس الأميركي حرباً باردة جديدة».
ولفت الوزير البولندي السابق إلى أن خطاب بايدن في وارسو يمكن مقارنته بخطاب (رئيس الوزراء البريطاني الأسبق) ونستون تشرشل في عام 1946، عندما تحدث عن الستار الحديدي، مشيراً في هذا السياق إلى أنه يرى أن خطاب الرئيس الأميركي «يقدم معنى يغير تصور الواقع».