رياضة

فرصة الشباب

| مالك حمود

زحمة من المباريات المكتظة عشناها في صالة الفيحاء مع الأدوار النهائية لدوري الشباب والشابات بكرة السلة (تحت 19 سنة).

المنافسات التي أقيمت على مدى ثلاثة أيام متواصلة بمشاركة الفرق الأربعة المتأهلة في كل مسابقة. كانت معظم مبارياتها قوية وممتعة وجديرة بالمتابعة لكونها أمل السلة القادم. ولكن سرعان ما فرضت العديد من التساؤلات المهمة، فما الجديد في البطولتين؟

التغيير لم يتعد الشكل ولم يدخل في العمق، ومادامت دوريات الفئات العمرية تقام بطريقة التجمعات الجغرافية فلن تتطور هذه الفئات مهما حاولنا اللعب على أدوارها النهائية، فاللعب ضمن المجموعة الجغرافية في الأدوار الأولى لن يحقق للفريق سوى عدد محدود من المباريات وقد لا تتجاوز الـ 20 مباراة في الدوري كله مابين ذهاب وإياب وملحق وو.. والزيادة النسبية تتحقق للفريق عند التأهل للنهائيات التي توفر له خوض 3 مباريات إضافية، ولكن ماذا بعد؟

هل هذا العدد من المباريات كافٍ لتطوير هذه المواهب التي تحتاج إلى الكثير من المباريات في مرحلة عمرية مفصلية مهمة يمكن خلالها أن تكسب الكثير من التطور المهاري والفكري والتكتيكي في مرحلة نضج يفترض التعامل معها بنضج أكبر.

ماذا يمنع من إقامة مسابقات الفئات العمرية بطريقة الدوري الكامل مثل أيام زمان حيث يلعب الفريق عدداً واسعاً من المباريات مع التنوع في الفرق التي يواجهها، ومسابقات الدوري يمكن تعزيزها بدور ثان للفرق الـ 8 الأولى، ودور لاحق للفرق الأربعة الأولى وهكذا، فالأجدر البحث في البطولة وكيفية تفعيلها لأوسع الحدود، في حالة أكثر فائدة وإيجابية من اللعب ضمن مجموعة محدودة العدد والفرق حفظت بعضها وسط محاولات الإكثار على حساب التكرار..!

قد تكون الحجة هي تخفيف النفقات على الأندية. ولكن لن يتحقق شيء بالمجان، ومن ليست لديه المقدرة المالية على تحمل تكاليف السفر فلا يشارك بدوري الدرجة الأولى، وما العيب بمشاركته في الدرجة الثانية ريثما تتحسن أموره وتناسب أحلامه. فقد آن الأوان لإحداث نقلة في آلية مسابقات الفئات العمرية. والخروج من الثوب الميداني الذي فرضته علينا سنوات الأزمة.

لن نخوض في مسألة إقامة الأدوار النهائية بطريقة الدوري وسلبيتها في ربط حظوظ الفرق ببعضها كما حدث في اليوم الأخير لدوري الشباب. ولكن لماذا الإصرار على إنجاز المسابقة خلال الشتاء، وماذا تركنا لفصل الصيف. وأين الحافز لهذه المواهب الواعدة، وهل من مشروع منتخب يستقطب هذه المواهب الواعدة والصاعدة التي تمثل مستقبل السلة السورية، أم إننا سنبقى ننتظر غرب آسيا وما سيعلنه من بطولة لهذه الفئة، أليست هذه المواهب جديرة بمنتخب يتم العمل عليه بطريقة إستراتيجية، دون النظر في الاستحقاقات الرسمية الحالية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن