رياضة

نهاية مدرب شجاع في سلة سيدات تشرين

| مهند الحسني

لم يكن أشد المتشائمين بسلة سيدات نادي تشرين يتوقع أن ينتهي شهر العسل بين المدرب إبراهيم الحلبي وإدارة النادي بهذه الطريقة التي لا تنم عن عقلية احترافية جيدة، رغم تفاؤلنا الكبير بالدعم الكبير الذي أولته الإدارة للعبة بشكل عام منذ توليها لمهامها حيث نجحت في صناعة فريق بات يحسب له ألف حساب بعدما ضمت أفضل اللاعبات ووفرت كل المناخات التحضيرية المناسبة له، غير أنها لم تتعامل مع استقالة المدرب الذي لم يبخل يوماً عن تقديم كل ما لديه للفريق بشكل يليق بما قدمه للنادي خلال سنوات طويلة ماضية.

تدخلات واستقالة

لم تغب أفكار وأسلوب أديبنا الكبير الراحل حنا مينا عن أجواء سلتنا، فالطريقة التي أبعد بها المدرب إبراهيم الحلبي لا تصلح إلا كمثل في قلة الوفاء ونكران الجميل.

فالمدرب تعب ودأب وأعطى كل ما لديه من خبرة للفريق على مدار سنوات طويلة وصفق له جمهور النادي مراراً وتكراراً بفضل خبرته وتمكنه في إحداث نقل نوعية بمستوى الفريق فردياً وجماعياً وأوصله إلى مراكز متقدمة على لائحة الترتيب العام، وحقق نتائج أكثر من إيجابية، وتحول الفريق في عهده من قط أليف تستبيح سلته جميع الفرق إلى فريق عنيد وقوي بات رقماً صعباً في المعادلة السلوية، وما وصلت إليه سلة تشرين بعهده لم تشهده في تاريخها.

إدارة النادي التي نجحت في تأمين كل ما لذ وطاب ووفرت الأجواء التحضيرية المناسبة للفريق الذي لم ينقصه سوى لبن العصفور وكانت الداعمة الأولى لمدرب الفريق هي نفسها التي استبعدته بطريقة الإعدام وكأنه قصّر بحق ناديه، والأمر الذي يثير الدهشة والاستغراب هو أن القائمين على سلة تشرين لم يكلفوا أنفسهم مجرد سؤاله عن أسباب استقالته وخفاياها التي تعرفها الإدارة بحذافيرها، وتدرك أن هناك سلسلة من التدخلات غير المباشرة التي مورست على المدرب منذ فترة ليست بالقصيرة من دون أن يكون هناك من يدافع عنه ويدعم موقعه بوجه لاعبة لا تمت للعمل الاحترافي بصلة، فغياب المحاسبة للمسيئين والمتصيدين في المياه العكرة كانت بمنزلة الفرصة لتصفية الحسابات ولممارسات أكبر وضغائن وأوصلت المدرب إلى قرار الاستقالة، فتم الاستغناء عن خدماته تكريساً لمبدأ الجحود الذي اعتدناه في أجواء رياضتنا السورية والذي أصبح ماركة مسجلة في أجوائنا الرياضية.

خلاصة

لسنا في وارد الدفاع عن المدرب بعينه، وإنما نحن نتحدث عن حالة خلل قد تحدث في أي ناد، وكان حرياً بالإدارة أن تتريث بموضوع التغيير ما دام الفريق يقبع في مركز الوصافة على لائحة الدوري وأي خلل فني قد يخلط أوراقه ويبعده عن المنافسة لا سمح الله، ثم أين دور اتحاد السلة ولجنة المدربين في حماية مدربينا الوطنيين وهل هناك ما يضمن استعادة حقوق المدرب المادية من إدارة النادي، أم إن لجنة الاحتراف باتت وكالة من غير بواب؟!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن