عربي ودولي

عملية الخضيرة هزت الشعور بالأمن لدى المستوطنين وأفشلت مؤتمر النقب … مقتل خمسة إسرائيليين في عملية إطلاق نار قرب تل أبيب

| وكالات

بعد يوم واحد من عملية الخضيرة، التي نفذها شابان فلسطينيان، وقتل فيها عنصرا أمن للاحتلال الإسرائيلي، قتل مساء أمس، خمسة إسرائيليين، في إطلاق نار وقع في أكثر من موقع، في مدينتي بني براك، ذات الأغلبية الحريدية، ورمات غان، بالقرب من تل أبيب داخل أراضي 48 في فلسطين المحتلة.
وبحسب تقديرات سلطات الاحتلال فإن حادث إطلاق النار في بني براك هو «عملية نفذت على خلفية قومية»، وذكرت تقارير أولية أن مطلق النار الذي لم تُعرف خلفيته بعد، تعرض لإطلاق نار دون تأكيد مقتله، كما واصلت سلطات الاحتلال البحث عن المزيد من «المشتبه بهم»، وسط تحليق للمروحيات العسكرية، ونصائح للمستوطنين بالبقاء في منازلهم.
ووفقا للمعلومات، فإن مسلحاً برشاش على دراجة نارية أصاب 3 أشخاص في أحد شوارع رمات غان، وتابع إلى شارع آخر حيث أصاب مستوطناً هناك، وواصل تقدمه إلى موقع ثالث في بني براك حيث أطلق النار على خامس، وقال شهود عيان إن أحد القتلى من عناصر شرطة الاحتلال.
وشكل توقيت وطريقة تنفيذ عملية الخضيرة يوم الأحد الماضي، مبعث قلق لدى المعلقين الإسرائيليين، وخصوصاً أن توقيتها تزامن مع المؤتمر التطبيعي في النقب، الذي أفشلته العملية.
وحسب موقع «الميادين» خطفت العملية الفلسطينية التي حصلت في مدينة الخضيرة، شمال فلسطين المحتلة، الأحد الماضي، الأضواء من الاجتماع الذي عُقد في النقب بين وزراء خارجية الاحتلال الإسرائيلي، الولايات المتحدة الأميركية، مصر، المغرب، البحرين، والإمارات، وفرضت نفسها بقوة على جدول الأعمال الإسرائيلي، في ضوء توقيتها الحساس، ومكان تنفيذها داخل أراضي الـ48، وطريقة التنفيذ، فضلاً عن هوية منفذيها، ونتائجها القاسية إسرائيلياً.
ودفعت ظروف العملية ونتائجها، بكبار المسؤولين الإسرائيليين، من المستويات السياسية والعسكرية والأمنية، وعلى رأسهم رئيس الحكومة نفتالي بينيت، وما يسمى «وزير الأمن» يبني غانتس، إلى عقد جلسات تقدير للوضع وإطلاق بيانات الإدانة والشجب، والإعلان عن تدابير وإجراءات ردعية ووقائية، فيما ظهر خطاب سياسي وإعلامي إسرائيلي يُحرض على فلسطينيي الـ48 ويدعــــو إلى التعامل معهم بيد من حديد.
فيما كانت أهمية العملية، وخطورة دلالاتها وتبعاتها، مدار اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية، حيث ركز المعلقون الإسرائيليون في تعليقاتهم على عملية الخضيرة على عدة عناوين، ولفتوا إلى أن الشرق الأوسط القديم يصطدم بالشرقٍ الأوسط الجديد في إشارة إلى لقاء وزراء الخارجية في النقب، إذ في الوقت الذي يبدو فيه «مؤتمر النقب» كمرحلة إضافية في اندماج الكيان الإسرائيلي في المنطقة، حصل الهجوم في الخضيرة في توقيت مقصود، ليُفسد بالكامل الزخم الإيجابي الذي سعى المؤتمر لإنتاجه، وليظهر أن «القضية الفلسطينية» لديها طريقتها لتفرض نفسها على الواقع.
وأضافوا: إن العمليات «جزء من الشرق الأوسط أيضاً»، وإنه في كل مرة يرفع فيها الشرق الأوسط الجديد رأسه، يأتي القديم ويحاول قطعه. هكذا كان، وعلى ما يبدو هذا ما سيكون، وأن ما هو مطلوب هو وقف الكلام والبدء بالعمل.
فيما رأى معلقون أن الفلسطينيين، وإن لم يكونوا حاضرين بصورة مباشرة في لقاء النقب، إلا أن ملائكتهم كانت حاضرة وأنهم موجودون في الخضيرة وبئر السبع والقدس.
إلى ذلك توقف معلقون عند كون الهجوم في الخضيرة الثاني في غضون أسبوع الذي لم يتم فيه تلقّي إنذار مسبق، بحيث قُتل في غضون أقل من أسبوع 6 إسرائيليين في هجومين في قلب مدينتين، وأضاف معلقون: إنه سيكون على «الشاباك» والشرطة استيضاح ما إذا كان الذي حصل في الخضيرة هو عملية محاكاة لهجوم بئر السبع، أم مبادرة أكثر تنظيماً.
وشدد معلقون على أنه من الواضح أن شيئاً ما لم يعمل لدى جهاز الأمن العام «الشاباك»، بحيث إنه يوجد شيءٌ ما تم تفويته، ومرّ من تحت راداره.
من جانب آخر توقف المعلقون باهتمام وقلق كبيرين عند هوية منفذي العمليات الأخيرة، الذين هم من فلسطينيي الـ48 ويحملون الجنسية الإسرائيلية، فرأى معلقون أنه في الهجمات الأخيرة، تبين أن أغلبية المنفذين يحملون هوية زرقاء (هوية إسرائيلية)، الأمر الذي زاد من الصعوبة التي يواجهها جهاز الشاباك لوقف هذه الهجمات على أساس مؤشراتٍ استخباراتية، موضحين أن التعامل مع «مواطنين إسرائيليين»، حسب تعبيرهم، أصعب وأكثر تعقيداً من التعامل مع منفذين من منظمات الضفة الغربية.
وفي هذا السياق، انتقد معلقون الإهمال المتراكم من سلطات الاحتلال الإسرائيلي لفلسطينيي الـ48 على المستويات كافة، وأشاروا إلى أنه: على مدى عقود، تم إهمالهم وتركهم يجمعون ترسانة لا تنتهي من الأسلحة، وأن فرضية أنهم سيقتلون بعضهم، تقتلنا نحن الآن، وهذا خطأ يجب تصحيحه بسرعة.
ووصف معلقون العملية بأنها «حادثة قاسية جداً في قلب إسرائيل»، ورأوا أنها تؤثر في شعور الأمن لدى الإسرائيليين، فهي أمر لم يحدث منذ سنوات طويلة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن