سورية

تنظيم «النصرة» سرق شاحنة مساعدات دولية وباعها لتاجر تركي … نظام أردوغان يقوم بـ«تتريك» عشائر عفرين الكردية

| وكالات

مع مواصلته عملية التغيير الديموغرافي في المناطق التي يحتلها بريف حلب، يقوم النظام التركي حالياً بـ«تتريك» العشائر السورية ذات الطابع الكردي المنتشرة في المنطقة، في وقت أقدم تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي على سرقة شاحنة مقدمة من أحد المنظمات الدولية تحوي على أجهزة طبيبة وأدوية للأمراض المزمنة دخلت عن طريق معبر باب الهوى بريف إدلب الشمالي.
وذكرت مصادر في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي والخاضعة للاحتلال التركي بحسب موقع «أثر برس»، أن خطوات النظام التركي الجديدة لم تكن وليدة الأيام الماضية فقط، بل كانت قد بدأت فعلياً قبل نحو أسبوعين، حين وصل عدد من ضباط مخابرات النظام التركي إلى المنطقة، واجتمعوا مع كبار متزعمي الميليشيات المسلحة التابعة للاحتلال التركي، إلى جانب عدد من أفراد العشائر المنتشرة في المنطقة ممن يعرفون بولائهم للنظام التركي.
وأوضحت المصادر أن الاجتماع تمخض عن الاتفاق على تشكيل ما يسمى «مجالس عشائرية كردية»، تحت ذريعة تفعيل دور العشائر في ضبط الأوضاع الأمنية بمنطقة عفرين، إلا أن الهدف الحقيقي هو بتأطير كل عشيرة ضمن مجلس خاص بها، ما يضمن تفرقها ويسهل من عملية ضبطها والسيطرة عليها، إضافة إلى ترسيخ مسألة الانتماء العرقي والعشائري لدى أبناء تلك العشائر بعيداً عن الهوية الوطنية السورية.
وأشارت إلى أن النظام التركي عين آنذاك رأساً واحداً على مجمل ما يسمى «المجالس العشائرية»، تتبع له كل رؤوس تلك المجالس المنفردة، حيث عينت مخابرات النظام التركي المدعو علي سينو كمسؤول عام عن العشائر، الذي ينحدر من ناحية راجو ويُعرف عنه ولاؤه التام للنظام التركي.
وأكدت أنه وبعد ضمان وجود شخصية موالية له على رأس ما يسمى «المجالس العشائرية»، تابع النظام التركي خلال اليومين الماضيين ما بدأ به سابقاً، وبادر بمساعدة سينو وعدد من أعوان الاحتلال التابعين له من أفراد تلك العشائر إلى تعيين زعماء جدد على رأس كل مجلس يحملون صفة «شيخ العشيرة»، من دون النظر إلى أهميته ومكانته بين أفراد عشيرته كما هي العادة، حيث اقتصرت معايير التعيين على مقدار نسبة ولائه للنظام التركي.
وأوردت المصادر أسماء عدد من العشائر التي تم تأطيرها ضمن «مجالس» منفردة وتغيير شيوخها، حيث ضمت القائمة كلاً من عشائر «الهفيدي، بيان، آمكا، الرضوان، شيخان، رشوان، شكاك»، التي تعتبر من أكثر العشائر انتشاراً ضمن منطقة عفرين بشكل عام.
وذكر «أثر برس»، أن النظام التركي أصدر تعليمات لـمن أطلق عليهم صفة «شيوخ» المجالس الجديدة، بضرورة زرع الأفكار التركية بين أفراد تلك العشائر، ومحاولة تغيير ثقافتهم ومعتقداتهم وعاداتهم الاجتماعية بما يناسب المجتمع التركي، وإبعادهم بشكل تدريجي عن هويتهم الرئيسية.
وبدأ النظام التركي منذ احتلال قواته لمنطقة عفرين في آذار 2018، بسلسلة من الإجراءات التعسفية الهادفة إلى تغيير الطابع الديموغرافي لمجتمع المنطقة، و«تتريك» كل المظاهر العربية السورية في المنطقة، بدءاً من التعليم وتغيير أسماء الشوارع والقرى والبلدات، وليس انتهاءً بعمليات توطين المسلحين الموالين له الذين وصلوا تباعاً في وقت سابق من عدة محافظات سورية.
من جهة ثانية، كشفت مصادر محلية، حسب الموقع عن قيام مسلحين من تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي بسرقة شاحنة مقدمة من إحدى المنظمات الدولية تحوي أجهزة طبيبة وأدوية للأمراض المزمنة كان من المقرر تسليمها إلى أحد المستشفيات في مدينة إدلب، حيث قام ما يسمى «المكتب الأمني» التابع لـ«النصرة» باقتياد الشاحنة إلى أحد مستودعات التنظيم في مدينة سرمدا.
ولفتت المصادر أن الشحنة تم بيعها إلى أحد التجار الأتراك الذي بدوره قام أول من أمس بإعادة إدخالها إلى الأراضي التركية بعد تسليم «النصرة» مبلغاً مالياً يقدر بـ600 ألف دولار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن