مفاوضات اليوم الأول في اسطنبول تثمر عن تبني كييف «الحياد».. وماكرون: مستحيل تسديد قيمة الغاز بالروبل … موسكو: أنجزنا المرحلة الأولى ونتحرك لتحقيق هدفنا بتحرير دونباس.. وعلى المتطرفين في ماريوبول إلقاء أسلحتهم
| الوطن - وكالات
انعكست أجواء اليوم الأول من المفاوضات بين الوفدين الروسي والأوكراني في إسطنبول، والتي بدأت أمس، ببوادر إيجابية في أرض الميدان على ضفتي المواجهة، إذ قررت موسكو خفض عملياتها القتالية على محوري كييف وتشيرنيغوف، وذلك لتهيئة ظروف مواتية لمواصلة المفاوضات السلمية، فيما أكدت كييف أنها لن تنضمّ إلى حلف «الناتو»، ولن تستضيف القواعد العسكرية الأجنبية في أراضيها، شريطة الحصول على ضمانات أمنية.
أولويات الموقف الروسي حالياً، لخصها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث شدد على ضرورة توقف المتطرفين الأوكرانيين في ماريوبول عن المقاومة وإلقاء أسلحتهم حتى يتثنى تقديم المساعدة للمدنيين في المدينة، في حين اعتبر ماكرون أنه من غير الممكن أن يدفع مشترو الغاز الروسي من الغربيين، قيم عقودهم بالروبل.
وفي التفاصيل، أفادت وسائل إعلام فرنسية، أمس الثلاثاء، بأن ماكرون وبوتين تحادثا هاتفياً وناقشا الأزمة في أوكرانيا، وخاصة العملية الإنسانية في ماريوبول، ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن بيان للكرملين أمس أن بوتين «أطلع ماكرون على سير تقديم المساعدات الإنسانية وإجلاء المدنيين، بما في ذلك عن مدينة ماريوبول».
وأضاف البيان: «تم التأكيد على أنه لتسوية الوضع الإنساني الصعب في هذه المدينة، يجب على المتطرفين الأوكرانيين التوقف عن المقاومة وإلقاء أسلحتهم».
من جهته، أعلن «الإليزيه» أن الرئيس الفرنسي أخبر بوتين بأنه «من المستحيل تسديد قيمة الغاز الروسي بالروبل».
يأتي هذا في حين قال مكتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في بيان: إن زعماء بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا اتفقوا في اتصال أمس، على ضرورة عدم تخفيف الموقف الغربي حيال أوكرانيا.
في الأثناء، واصلت العملة الروسية الروبل الارتفاع، وعوضت بذلك بعض الخسائر التي منيت بها في وقت سابق، وجرى تداول الدولار أمس من دون مستوى 83 روبلاً، وذلك للمرة الأولى منذ 25 شباط الماضي.
وبحلول الساعة 16:05 بتوقيت موسكو، انخفض سعر صرف الدولار بواقع 6.05 روبلات إلى 83.70 روبلاً، وقبل ذلك تم تداول العملة الأميركية عند مستوى 82.95 روبلاً.
من جانب آخر أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها قررت خفض عملياتها القتالية على محوري كييف وتشيرنيغوف بشمال أوكرانيا، وذلك لتهيئة ظروف مواتية لمواصلة المفاوضات السلمية، من جهته أكد كبير المفاوضين الروس فلاديمير ميدينسكي بعد انتهاء المحادثات مع الوفد الأوكراني في إسطنبول أن المحادثات كانت بناءة، ونقلت وكالة «تاس» عن ميدينسكي قوله أمام الصحفيين: «جرت المفاوضات بشكل بناء، وتلقينا مقترحات من أوكرانيا للنظر فيها، وموقفهم المصاغ بوضوح بشأن الإدراج في الاتفاقية».
بدوره، شدّد رئيس الوفد الأوكراني على أن بلاده «لن تنضمّ إلى حلف الناتو» وأنّها لن تستضيف القواعد العسكرية الأجنبية في أراضيها، قائلاً: «نسعى للحصول على ضمانات أمنية».
وفيما يتعلّق بإقليم دونباس، أكد رئيس الوفد الأوكراني أنه موضوع مغاير تماماً، ويمكن إجراء استفتاء شعبي في الإقليم، موضحاً أن موضوع القرم يمكن البحث فيه أيضاً بهدوء، ومن دون اللجوء إلى السلاح والقتال.
في غضون ذلك، شدد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس، على أن روسيا سترد بشكل مناسب إذا تم تنفيذ خطط عدد من دول الناتو لتزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة وأنظمة دفاع جوي، وقال شويغو: «نتابع تصريحات قادة دول الـ«ناتو» الفردية بشأن نيتهم تزويد أوكرانيا بطائرات وأنظمة دفاع جوي، وإذا تم تنفيذها، فسنرد بشكل مناسب».
كما أعلن وزير الدفاع الروسي، إتمام المهام الرئيسة للمرحلة الأولى من العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، والتي أطلقتها موسكو في 24 الشهر الماضي لدواعٍ أمنية، وأشار إلى أن الجيش الأوكراني تعرض لخسائر فادحة في ظل العملية العسكرية ما يسمح بتركيز الجهود على تحقيق الهدف الرئيس للعملية وهو تحرير دونباس.