سورية

سورية منذ عام 2011 أضافت الروبل واليوان إلى محفظتها المالية.. واستخدام العملات المحلية لتسوية المبادلات يحتاج لبحث تقني … السفير حداد لـ«الوطن»: العقود الموقعة بين البلدين لم تتأثر بالعقوبات بحق روسيا

| موفق محمد

أكد سفير سورية لدى روسيا، رياض حداد، أن العلاقات الاقتصادية بين سورية وروسيا الاتحادية تتطور وتتزايد وتيرتها، وأن الاتفاقيات والعقود العديدة التي جرى توقيعها مع الجانبين لتأمين المواد الأساسية اللازمة لحياة الشعب السوري لم تتأثر بالإجراءات الاقتصادية المجحفة المفروضة من الغرب بحق روسيا.

وفي تصريح لـ«الوطن» قال حداد: «العلاقات الاقتصادية بين سورية وروسيا الاتحادية تتخذ منحىً تصاعدياً، وتستمر علاقتنا الثنائية على المستوى الاقتصادي والتجاري بالتطور نحو الأفضل، وهذا ما تعكسه الاتفاقيات والعقود العديدة التي جرى توقيعها مع الجانبين لتأمين المواد الأساسية اللازمة لحياة الشعب السوري وفي مقدمتها القمح الخبزي الطري، إضافة إلى المشاريع التي تشارك بها الشركات الروسية بهدف تحسين الواقع الاقتصادي السوري ودفع عملية إعادة الإعمار نحو الأمام».

وأضاف: «وبطبيعة الحال لم تتأثر هذه العقود بالإجراءات الاقتصادية المجحفة المفروضة من الغرب بحق روسيا، وذلك لأنها بالأساس وقعت في ظل إجراءات مماثلة اتخذها الغرب تجاه الشعب السوري بهدف خنقه اقتصادياً، ولهذا فإن سورية لن تتأثر بهذه العقوبات الغربية على روسيا الاتحادية الصديقة، بل على العكس، علاقاتنا الاقتصادية تتطور وتتزايد وتيرتها، ونحن نأمل بالمزيد من التعاون مع الأصدقاء الروس في المجال الاقتصادي في المستقبل».

ورداً على سؤال إن كانت سورية وروسيا تناقشان الانتقال للتعامل بالعملات الوطنية لتسديد المدفوعات بين البلدين قال حداد: إن «سورية كانت أول من دعا العالم إلى التخلي عن هيمنة الدولار لأنه الأداة الرئيسة في الهيمنة الأميركية على النظام الاقتصادي العالمي؛ وقد قامت سورية منذ عام 2011 بإضافة الروبل الروسي واليوان الصيني إلى محفظتها من النقد الأجنبي».

وأضاف: «وبالتالي فإن سورية من حيث المبدأ تقوم بالتعاون مع روسيا بما يخدم مصالح الجانبين بما في ذلك المجال المالي، وهذا الموضوع بطبيعة الحال يحتاج إلى بحث تقني بين المختصين من الجانبين».

وفي الـ23 من آذار الجاري أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعليماته بتحويل كل مدفوعات إمدادات الغاز إلى أوروبا إلى العملة الوطنية في أسرع وقت ممكن، مشدداً على أنه «لا معنى لتوريد السلع الروسية للاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة وتلقي المدفوعات باليورو والدولار».

وأمس دعا رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين إلى توسيع قائمة السلع المصدرة من روسيا مقابل عملة الروبل لتشمل الحبوب والزيت والأخشاب وغيرها.

ونقل موقع قناة «روسيا اليوم» عن فولودين قوله عبر قناته في تلغرام اليوم: «الدول الأوروبية لديها كل الإمكانات التجارية للدفع بالروبل… لا توجد أي مشكلة في ذلك… الوضع يكون أسوأ بكثير عندما يتوفر مال من دون أن تكون هناك سلع.. إذا كنتم تريدون الحصول على الغاز فابحثوا عن الروبل».

وشدد على أنه «سيكون من الصواب أن نوسع قائمة السلع المصدرة مقابل الروبل حيث يعود ذلك بفائدة إلى بلدنا» مشيراً إلى أن «الساسة الأوروبيين بحاجة إلى إلقاء الأحاديث جانباً والتوقف عن البحث عن أعذار لعجز بلدانهم عن الدفع بالروبل».

وقال حداد رداً على سؤال: إن كانت هناك خطط مع روسيا لتبادل الزيارات الرسمية في ظل الظروف الراهنة، «في حقيقة الأمر الزيارات المتبادلة بين الجانبين السوري والروسي لم تتوقف نهائياً، حيث لا يمر أسبوع إلا ونجد وفداً سورياً في روسيا أو وفداً روسياً في سورية وهذا بطبيعة الحال يعود لمستوى العلاقات الرفيع بين البلدين على كل المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية وغيرها من آفاق التعاون بين البلدين الصديقين، ولهذا يمكن دائماً القول: إن هناك مخططات للقيام بزيارات متبادلة بين مسؤولي البلدين».

من جهة ثانية، ورداً على سؤال حول مسألة اعتراف سورية رسمياً بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك في دونباس، قال حداد: إن «رئاسة الجمهورية العربية السورية أوضحت أنه خلال زيارة وفد برلماني روسي يضم ممثلين عن جمهورية دونيتسك إلى دمشق برئاسة ديمتري سابلين النائب في مجلس الدوما الروسي أواخر العام الماضي أن السيد الرئيس بشار الأسد طرح حينها استعداد سورية للاعتراف بجمهورية دونيتسك وجرى الاتفاق على البدء ببناء علاقات معها».

وتابع: «بالتالي سورية تتعاون مع الجمهوريتين لمصلحة الشعبين ومستعدة لتوسيع هذا التعاون في حال كان في ذلك مصلحة مشتركة للجانبين وتبقى مسألة الاعتراف رسمياً مسألة بحاجة للمزيد من البحث والتنسيق بين الطرفين».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن