سورية

الفتيات داخله يلجأن للزواج هرباً من تحرش واغتصاب مسلحي الميليشيات .. هدوء حذر في «مخيم الهول» عقب الاشتباكات بين «قسد» وقاطنيه

| وكالات

بينما ساد أمس الهدوء الحذر في «مخيم الهول» بريف الحسكة الشرقي عقب الاشتباكات التي دارت على مدار يومين بداخله، تواردت أنباء عن وجود حالات زواج متكررة للفتيات القاطنات بداخله، وذلك هرباً من التحرش والاغتصاب اللذين يتعرضن لهما من مسلحي ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية.
وذكرت وكالة «هاوار» الكردية أن المخيم يشهد هدوءاً حذراً، وبدء العودة التدريجية للحياة الطبيعية، مع مواصلة ما تسمى قوات «الأسايش» التابعة لـ«قسد» تعزيز الطوق الأمني حول سوره، والتحري عن ملابسات الهجوم الذي استهدف مسلحي الميليشيات في داخله الإثنين الماضي.
وأول من أمس، أكدت مصادر محلية في ريف الحسكة الشرقي لــــ«الوطن»، مقتل 6 أشخاص بينهم طفلان وإصابة أكثر من 15 آخرين معظمهم من الأطفال والنساء داخل «مخيم الهول»، جراء اشتباكات دارت على مدار يومين في داخله بين مسلحي « قسد» من جهة وقاطني المخيم من جهة أخرى.
وتحتجز ميليشيات «قسد» في مخيماتها شمال شرق البلاد التي يعد «الهول» أبرزها، إضافة إلى نازحين سوريين وعراقيين، الآلاف من مسلحي تنظيم داعش وعائلاتهم بينهم الكثير من الأجانب الذين ترفض بلدانهم الأصلية استعادتهم خوفاً من أن يرتد عليها إرهابهم، بعدما قدمت تلك الدول الدعم لهم في سورية.
جاءت تلك التطورات، في وقت كشف فيه موقع «أثر برس» الإلكتروني، أمس، أن المخيم يشهد حالات زواج متكررة يُكتفى بها بعقد زواج شرعي، وغالباً ما تكون الفتيات اللواتي يتم تزويجهن من القاصرات أو الأرامل الصغيرات في السن.
وتحدث الموقع عن زواج امرأة تدعى «أم محمد»، من رجل يكبرها بـ55 عاماً لتهرب من «كلام الناس»، والتحرش المستمر بها من مسلحي «قسد»، لأنها أرملة بعمر 20 عاماً، مشيراً إلى أن زوجها قتل بغارة أميركية على مدينة هجين بريف دير الزور.
وذكر أن هناك معلومات تتحدث عن وجود عدد كبير من الحالات المماثلة لـ«أم محمد»، فالنساء اللواتي قتل أزواجهن خلال عمليات القصف الأميركي لمنطقة شرق الفرات، بريف دير الزور، يتعرضن للتحرش من مسلحي «قسد» وسكان المخيم على حد سواء، وبعضهن تعرضن للاغتصاب داخل الخيام التي يسكنّها.
وأضاف: إن الفتيات اللواتي وصلن بعمر 9 – 10 سنوات إلى المخيم قبل أربع سنوات، بتن اليوم عرائس، في زيجات يعتبرها سكان مخيم «حاجة من باب السترة»، وخياراً أفضل من تعرضهن للتحرش أو الاغتصاب.
ولفت إلى زيجات القاصرات تتم بـعقد قران شرعي، يكتب على «ورقة مشقوقة من دفتر»، قد لا يعترف بها من المؤسسات الرسمية السورية في حال حاول أي من الأزواج أن يثبت واقعة زواجه مستقبلاً، الأمر الذي يحول الأطفال الذين يولدون لمثل هذه الأمهات إلى مكتومي القيد، وفقاً للتعبير الذي يشير إلى من لا يمتلكون هوية شخصية أو غير المسجلين في الدوائر الرسمية السورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن