الخبر الرئيسي

دمشق اعتبرته اعتداء سافراً.. ودعوات دولية للتهدئة.. وموسكو: سندمر جميع الأهداف التي ستمثل خطراً علينا … بوتين: إسقاط الطائرة ضربة في الظهر وجهها أعوان الإرهابيين.. ولن نتسامح

الوطن – وكالات :

يبدو أن موسكو قد اتخذت قرارها بعد إسقاط تركيا لطائرتها، في مواصلة عملياتها العسكرية للقضاء على كل التنظيمات الإرهابية في سورية، ولن تقتصر حربها على تنظيم داعش، ولن تكون هناك منظمات إرهابية ذات حصانة أمام طائراتها أياً كانت الجهة التي تقف وراءها.
ونددت دمشق أمس بـ«الاعتداء السافر» على السيادة الوطنية السورية بعد إسقاط تركيا مقاتلة روسية من طراز «سو 24» قرب الحدود التركية في ريف اللاذقية الشمالي «أثناء عودتها من تنفيذ مهمة قتالية ضد تنظيم داعش الإرهابي (…) فوق الأراضي السورية»، بحسب ما نقلت وكالة «سانا» عن مصدر عسكري.
ومن موسكو اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن إسقاط المقاتلة هو «ضربة في الظهر وجهها أعوان الإرهابيين»، مهدداً بأن العملية ستكون لها «عواقب وخيمة» على العلاقات بين أنقرة وموسكو التي «لن تتسامح أبداً مع جرائم مثل تلك التي ارتكبت اليوم»، فيما قالت الرئاسة التركية بحسب وكالة الأنباء الفرنسية إن الطائرة «أسقطت طبقاً لقواعد الاشتباك بعدما حلقت في المجال الجوي التركي على الرغم من التحذيرات»، وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحسب «وكالة الأناضول» أن «على الجميع أن يحترموا حق تركيا في حماية حدودها».
ولفت بوتين خلال استقباله الملك الأردني عبد اللـه الثاني في سوتشي إلى أن موسكو عقدت اتفاقية مع واشنطن لمنع حدوث مثل هذه الحوادث الجوية، و«تركيا من ضمن التحالف الأميركي» الذي يدعي محاربة داعش، فيما قدم عبد اللـه تعازيه لبوتين بالحادث.
وعلى حين قال الجنرال سيرغي رودسكوي في تصريح نقلته «روسيا اليوم» إن «أحد الطيارين قتل في الجو بإطلاق نار استهدفه من الأرض»، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول حكومي تركي «أن الطيارين على قيد الحياة، وتحاول أنقرة استعادتهما»، في ظل تناقل صفحات المعارضة على فيسبوك صوراً للطيارين مقتولين وقد بدت على ملامح وجهيهما وجسدهما آثار التعرض للضرب المبرح، ورجح متابعون أن يكونا قد قتلا بعد سقوطهما بيد المجموعات المسلحة.
ورداً على إسقاط الطائرة، ألغى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف زيارته الرسمية المقررة اليوم، وقال: «إن روسيا تنصح مواطنيها بعدم السفر إلى تركيا، حيث التهديد الإرهابي المتنامي»، كما استدعت وزارة الدفاع الروسية الملحق العسكري التركي في موسكو، أما هيئة الأركان الروسية فأكدت قطع كل الاتصالات العسكرية مع أنقرة، موضحة في بيان صحفي نقلته «روسيا اليوم» أن «الطائرات القاذفة ستقوم بجميع طلعاتها المقبلة تحت حماية المقاتلات فقط»، ومضيفة إن إجراءات ستتخذ لتعزيز الدفاع الجوي، ومنها تموضع الطراد «موسكو» المزود بمنظومة صواريخ «فورت» المضادة للطائرات، الشبيه بمنظومة «إس300» الشهيرة، في ساحل اللاذقية، وحذرت من أن «جميع الأهداف التي ستمثل خطراً محتملاً علينا سيتم تدميرها».
وركزت ردود الفعل الدولية على الدعوة إلى التهدئة بين العاصمتين الروسية والتركية فخلال مؤتمر صحفي مشترك في البيت الأبيض أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن من «حق تركيا الدفاع عن مجالها الجوي»، بينما دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند إلى «تفادي أي تصعيد»، بحسب «فرانس برس» التي نقلت عن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك دعوته إلى اتخاذ «تدابير عاجلة لتهدئة التوتر».
وبالمثل، أمل وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير «أن يسود الحذر والتعقل» في العاصمتين التركية والروسية، كما دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ بعد اجتماع طارئ للحلف دعت إليه أنقرة إلى «الهدوء ونزع فتيل التوتر».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن