الخبر الرئيسي

موسكو: كييف وعدت بعدم الانضمام إلى أي تحالفات عسكرية.. برلين: إمدادات الطاقة تُدفع باليورو أو بالدولار … لافروف من بكين: يجري تشكيل واقع يكون فيه عالم أحادي القطب من الماضي وإلى غير رجعة

| الوطن- وكالات

مع انخفاض أصوات الميدان نسبياً، عقب موافقة كييف على تلبية مطالب موسكو المبدئية التي تتيح منع تحول أوكرانيا إلى منطلق لـ«ناتو»، ارتفعت حدة النقاشات الاقتصادية بين الغرب وروسيا على خلفية قرار الأخيرة تغيير عملة الدفع لإمدادات الغاز إلى الروبل اعتباراً من اليوم، إذ رفض المستشار الألماني أولاف شولتس خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل قاطع سداد مدفوعات الطاقة إلا باليورو، رغم تأكيد بوتين أن تسديد ثمن الغاز الروسي بالروبل لا يجب أن يؤثر على العقود مع الأوروبيين.

ميدانياً قالت وزارة الدفاع الروسية، أمس الأربعاء: إن قواتها تعيد تجميع صفوفها بالقرب من العاصمة الأوكرانية كييف ومدينة تشيرنيغوف الشمالية من أجل التركيز على مناطق رئيسة أخرى واستكمال تحرير منطقة دونباس.

وفي التفاصيل، أكد شولتس أن سداد ثمن الغاز الروسي سيتم باليورو والدولارات وفق ما قررته مجموعة «السبع الكبار»، ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن الحكومة الألمانية قولها في بيان أمس، إن شولتس أجرى محادثة هاتفية مع الرئيس الروسي نوقشت خلالها قضايا دفع ثمن الغاز الروسي، بعد أن قال بوتين: إنه سيصدر قانوناً سيتم بموجبه دفع إمدادات الغاز بالروبل اعتباراً من 1 نيسان المقبل»، مع إشارته إلى أنه «لن يتغير أي شيء بالنسبة لشركاء العقود الأوروبيين».

وتابع البيان: إن «المستشار شولتس لم يوافق على هذا الإجراء خلال المحادثة»، بل طلب من الجانب الروسي تقديم توضيحات مكتوبة من أجل فهم أفضل لهذا الإجراء، مضيفاً: إن «اتفاقية مجموعة السبع الكبار لا تزال سارية المفعول، ومفادها أن إمدادات الطاقة تُدفع حصريا باليورو أو بالدولار، كما هو محدد في العقود»، مضيفاً: إن المدفوعات مقابل الغاز الروسي سيتم تحويلها إلى «غازبروم بنك».

وانعكست العملية الروسية في أوكرانيا وما يترتب عليها من ارتفاع في أسعار الطاقة سلباً على الاقتصادات الغربية، وذكر موقع «النشرة» أن معدل التضخم في ألمانيا ارتفع لأعلى مستوياته منذ توحيد البلاد في بداية تسعينيات القرن الماضي.

وكشفت بيانات وكالة الإحصاءات الفيدرالية الألمانية، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع بنسبة 7.3 بالمئة في آذار الجاري على أساس سنوي، وهو أعلى مستوى منذ رصد السجلات في عام 1990، مقابل 5.1 بالمئة في شباط الماضي.

وشهدت تكاليف الطاقة في ألمانيا ارتفاعاً بنسبة 39.5 بالمئة في الشهر الجاري على أساس سنوي، مقارنة بـ22.5 بالمئة في شباط، كما زادت أسعار الغذاء 6.2 بالمئة مقابل 5.3 بالمئة في الشهر الماضي.

من جهة ثانية أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أثناء لقائه نظيره الصيني وانغ يي في مدينة تونشي الصينية، أمس الأربعاء، أنه يجري حالياً تشكيل واقع جديد يكون فيه العالم أحادي القطب، طي الماضي وإلى غير رجعة، لينشأ مكانه عالم متعدد الأقطاب، مؤكداً أن هذه عملية موضوعية لا يمكن وقفها.

وأضاف لافروف: إن موسكو تعتبر نتائج المفاوضات بين الوفدين الروسي والأوكراني في إسطنبول أول من أمس بمثابة تقدم إيجابي نحو الأمام على الرغم من أنها ليست نتائج نهائية بعد.

من جانبه أكد وانغ أن القضية الأوكرانية لها أصول وأسباب تاريخية صعبة، وهي أصبحت انفجاراً لتلك الخلافات في مجال الأمن التي كانت تتراكم في أوروبا خلال وقت طويل.

وسعت أوكرانيا خلال مفاوضات السلام في تركيا، إلى الحصول على ضمانات أمنية ملموسة بما في ذلك التوصل إلى اتفاق يضمن تدخل الجيوش ذات «القوة النووية» إذا ما تعرضت أراضيها للهجوم، في حين أبلغ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مجلس الوزراء بأنه يريد تزويد أوكرانيا بأسلحة أكثر فتكاً.

ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها شرعت في إعادة تجميع قواتها المشاركة في عمليتها العسكرية في أوكرانيا عند محوري كييف وتشيرنيغوف وفقاً للخطط المطروحة، بعد تحقيق أهدافها الرئيسة هناك.

كما نقلت «روسيا اليوم» عن المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف أن مستودعات الوقود الواقعة في منطقتي ستاروكونستانتينوف وخميلنيتسكي، استهدفت بصواريخ عالية الدقة تم إطلاقها من الجو.

وأضاف المتحدث: إن منظومة الصواريخ العملياتية والتكتيكية «إسكندر» دمرت مستودعين كبيرين لأسلحة الصواريخ والمدفعية الأوكرانية في قرية كامينكا بمنطقة دونيتسك. وذكر كوناشينكوف أنه تم إسقاط طائرة من طراز «سو 24» تابعة لسلاح الجو الأوكراني خلال معركة جوية في مقاطعة ريفني بالقرب من الحدود الأوكرانية- البيلاروسية، فيما دمرت الدفاعات الجوية الروسية 10 طائرات أوكرانية من دون طيار في أنحاء البلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن