رياضة

قرعة مونديال 2022 تمنح فرصاً ثأرية لمنتخبات عملاقة … المانشافت يلتقي الماتادور للمرة الخامسة مونديالياً

| محمود قرقورا

سحبت يوم الجمعة في العاصمة القطرية الدوحة قرعة نهائيات كأس العالم الثانية والعشرين التي ستقام في قطر بين 21 تشرين الثاني و18 كانون الأول القادمين، ومعلوم أن المونديال يقام للمرة الأولى على الأراضي العربية كما يقام للمرة الأولى في الشتاء، كما جرت القرعة للمرة الأولى قبل اكتمال النصاب القانوني، فهناك منتخب أوروبي من بين ويلز واسكتلندا وأوكرانيا، كما هناك ملحق بين خامس آسيا وخامس أميركا الجنوبية، وكذلك ملحق بين رابع أميركا الشمالية وهو كوستاريكا مع بطل قارة أقيانوسيا وهو منتخب نيوزيلندا.

آلية القرعة كانت تمنع التقاء منتخبين تقابلا خلال التصفيات كما تمنع وجود ثلاثة منتخبات أوروبية في مجموعة واحدة، كما تمنع وجود منتخبين إفريقيين أو منتخبين آسيويين في مجموعة واحدة، كما تمنع التقاء منتخبين لاتينيين أو منتخبين من الكونكاكاف في مجموعة واحدة.

القراءة السريعة للقرعة توحي بتكرار المواجهات بين عديد المنتخبات وهاكم الأبرز:

للمرة الثالثة

البرازيل جاءت في المجموعة السابعة إلى جوار سويسرا وصربيا والكاميرون، والملاحظ أن البرازيل التقت سويسرا وصربيا في مونديالي 1950 و2018، ولم يسبق للبرازيل الفوز على سويسرا في مواجهتين موندياليتين حصل فيهما التعادل، ولكن البرازيل لم تخسر أمام المنتخبات الثلاثة في مجموعتها سوى مرة واحدة وكانت أمام يوغسلافيا عام 1930 وفي اللقاءات التالية بين المنتخبين فازت البرازيل عام 1950، وتعادلا 1954 و1974 ثم فازت البرازيل في المونديال المنصرم، وسبق لمنتخب السامبا الفوز على الكاميرون 1994 و2014، لكن العلامة الفارقة أن البرازيل لم تفز بكأس العالم كلما واجهت يوغسلافيا وسويسرا ولكنها حققت اللقب عندما واجهت الكاميرون عام 1994.

إعادة سريعة

لم تكن مجموعة البرازيل مع سويسرا وصربيا هي الوحيدة المكررة عن المونديال السابق، ففرنسا حاملة اللقب والتي ترأست المجموعة الرابعة للمونديال الثاني على التوالي ستواجه الدانمارك وبدرجة كبيرة «منتخب البيرو بموجب الملحق حيث سيواجه المتأهل من آسيا بين الإمارات وأستراليا» وكانت فرنسا قد واجهت الدانمارك والبيرو في المونديال الفائت إضافة إلى أستراليا، بينما في هذه النسخة جاءت تونس التي لم يسبق لها أن واجهت فرنسا أو الدانمارك ولكننا ربما نشاهد منتخبين عربيين للمرة الثالثة في كأس العالم وهذا مرهون بتأهل الإمارات الذي لا يبدو سهلاً أبداً.

زعماء القارات

المنتخب الألماني جاء في المجموعة الخامسة التي تزعمتها إسبانيا والسبب أن المانشافت كان في التصنيف الثاني للقرعة، والمنتخبان هما زعيما القارة الأوروبية بثلاثة ألقاب لكل منهما، وجاء معهما منتخب اليابان زعيم القارة الآسيوية وبانتظار المتأهل من كوستاريكا ونيوزيلندا، والمنتخب الألماني لم يخسر أمام إسبانيا في مونديالات 1966 و1982 و1994 ولكنه في المرات الثلاث لم يحرز اللقب، بينما عندما فازت إسبانيا في نصف نهائي 2010 بهدف بويول تابعت مشوارها نحو اللقب، ولم يسبق لليابان أن واجهت ألمانيا وإسبانيا أو المتأهل الثالث من الملحق، ما يعني أنها ستواجه منتخبات جديدة.

ثأر إنكليزي

جاء المنتخب الإنكليزي بطل العالم 1966 بمواجهة أميركا وإيران وأحد ثلاثة منتخبات أوروبية (ويلز وإسكتلندا وأوكرانيا)، وإذا تأهلت ويلز أو إسكتلندا فسنكون على موعد مع ديربي بريطاني للمرة الأولى في كأس العالم، وقبل ذلك على الإنكليز أخذ الثأر من أميركا التي هزمتها عام 1950 بهدف مقابل لا شيء في واحدة من المعجزات الكروية، وأتيحت لإنكلترا فرصة الثأر عام 2010 ولكن التعادل بهدف لمثله كان سيد الموقف، والمجموعة ذاتها تشهد نزالاً ذا صبغة سياسية بين أميركا وإيران وهو مكرر عن مونديال 1998 يوم فازت إيران بهدفين لهدف.

والمجموعة ربما تكون أرضيتها خصبة لهداف منتخب إنكلترا هاري كين كي يحافظ على لقب هداف كأس العالم مع العلم أنه لم يسبق للاعب أن حقق لقب هداف المونديال في نسختين مختلفتين.

المحطة الأخيرة لميسي

جاءت الأرجنتين على رأس المجموعة الثالثة للمونديال الثاني توالياً وستلتقي المكسيك وبولندا والسعودية، وتجاربها السابقة مع المكسيك حملت الفوز ثلاث مرات أعوام 1930 و2006 و2010 وتبادلت الفوز مع بولندا ففازت 1978 وخسرت 1974 والمنتخب الرابع هو السعودية الذي لم يسبق له أن واجه المنتخبات الثلاثة، وميزة الأرجنتين أن كعبها أعلى نظرياً ولكن عليها الصدارة كي لا تواجه فرنسا في أول أدوار الإقصاء كما حدث قبل أربع سنوات، وبالتأكيد ستبحث فرنسا عن الصدارة لتجنب الصدام المباشر مع أبناء التانغو.

المستضيف والمهمة الصعبة

في تاريخ كأس العالم هناك مفردة تقول إن المستضيف يتجاوز دور المجموعات والاستثناء الوحيد كان عام 2010 عندما وقعت جنوب إفريقيا ضحية التألق الأورغوياني المكسيكي فحلت ثالثة وخرجت، وفي هذه النسخة جاءت قطر بمواجهة هولندا والسنغال والإكوادور، والمنطق يقول إن مهمة المستضيف صعبة جداً بمواجهة بطل القارة السمراء وأحد منتخبات النخبة في العالم والمقصود الطواحين الهولندية التي لها صولات وجولات في كأس العالم، ويبقى منتخب الإكوادور لاتينياً لا يستهان به، وميزة هذه المجموعة أنها خالية من بطل مونديالي.

مجموعة متوازنة

المجموعة السادسة التي ترأستها بلجيكا إلى جوار كرواتيا والمغرب وكندا تبدو متوازنة بدرجة كبيرة وهي فرصة مواتية لليوث الأطلس لتكرار إنجاز التأهل لدور الستة عشر عام 1986، فمنتخب كرواتيا يبدو مترهلاً ومكشوفاً ويبقى منتخب بلجيكا الأقوى ولا نغفل أن منتخب كندا ليس صعباً وهو عائد إلى المونديال بعد 36 عاماً وهو يبحث في المونديال الجديد عن النقطة الأولى والهدف الأول، وسبق لمنتخب المغرب أن واجه بلجيكا في مونديال 1994 وكان الفوز بلجيكياً بهدف مقابل لا شيء.

ثأر رونالدو

المجموعة الثامنة ضمت البرتغال إلى جوار الأورغواي وكوريا الجنوبية وغانا، وعنوانها ثأر كريستيانو ورفاقه من منتخب السيليستي اللاتيني الذي أوقف مسيرتهم في المونديال المنصرم عند دور الستة عشر، وسبق للبرتغال أن واجهت المنتخبات الأربعة وهي تتطلع إلى الثأر ليس من الأورغواي وحدها بل من كوريا الجنوبية التي أطاحت بها من دور المجموعات في مونديال 2002 وسبق للبرتغال الفوز على غانا في مونديال 2014 ولكن ذلك لم يكن كافياً لبرازيليي أوروبا للتأهل.

والتحدي المهم لكريستيانو رونالدو تسجيل ولو هدفاً واحداً ليصبح اللاعب الوحيد الذي يسجل في خمسة مونديالات وفض الشراكة مع بيليه وزيلر وكلوزة، وعندها ستكون نهاية النجم البرتغالي المونديالية على أحسن حال فردياً، ويبقى حلم اللقب يراوده كما ليونيل ميسي فهما حققا كل الألقاب الممكنة فردياً وقادا منتخبيهما إلى المجد القاري ولكن الغصة في القلب والدمعة في العين لعدم التتويج المونديالي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن