رياضة

دوري الظل لكرة القدم في طريقه إلى الأضواء … مستويات متراجعة والفوائد معدومة والمال والخبرة أهم العوائق

| ناصر النجار

وصل دوري كرة الظل إلى الأمتار الأخيرة قبل أن يحتفل بفريقين ليزفهما إلى دوري الأضواء، والخيارات صارت بين أربعة فرق، اثنان سيسعدان واثنان سيحزنان.

وكان المجد وجرمانا تأهلا عن المجموعة الجنوبية واكتفى فريقا الكسوة والعربي بشرف المشاركة، في حين حسم الخميس الماضي ترتيب المجموعة الشمالية فتصدرها الجزيرة بفوزه المتوقع على مورك 5/صفر، وحسم مصير البطاقة الثانية الحرية على حساب الساحل بفوزه بهدف نظيف.

وبذلك سيتقابل الجزيرة مع جرمانا بلقاءي ذهاب وإياب والفائز من مجموع المباراتين يتأهل إلى دوري المحترفين، وعلى الضفة الأخرى سيتقابل المجد مع الحرية بالأسلوب ذاته، والفائز سيتأهل للدوري الممتاز.

وبالنظر إلى الفرق الأربعة فإننا نجد أن ثلاثة منها كان لها مشاركات سابقة وقوية بالدوري الأول في العقود السابقة وهي الجزيرة والحرية والمجد، وسبق للحرية أن حاز في أحد المواسم على بطولة الدوري.

بينما سيكون جرمانا ضيفاً للمرة الأولى في هذا المربع الذهبي وسيكون تأهله للدوري الممتاز إنجازاً كبيراً لهذا الفريق الفتي وسيكون الثاني بتاريخ محافظة ريف دمشق بعد فريق حرجلة.

الفرق الأخرى كانت قسمين، قسم حاول وقد وصل للدور الثاني مثل العربي والكسوة ومورك والساحل، وقسم كان وجوده مخجلاً بالدوري وخصوصاً المحافظة والعربي، في حين كانت بقية الفرق همها الأول والأخير الصمود بالدوري وعدم الهبوط إلى الدرجة الثانية وأغلبها ضيف دائم على الدوري دون أن يتقدم أو أن يتطور.

وأغلب فرق الدرجة الأولى إمكانياتها ضعيفة وغير قادرة على بناء كرة القدم يالشكل الصحيح وقواعدها غائبة عن الوجود الفعلي وإن كانت موجودة شكلياً للضرورة.

لذلك لا جدوى من وجود هذا العدد الكبير بدوري الدرجة الأولى وهو بشكله الحالي غير مفيد وغير مطور ولا يمكن له أن يصنع كرة القدم أو أن يساهم بجزئية منها ولو على سبيل القواعد على أقل تقدير.

وحسب المؤتمر الاستثنائي الأخير لمؤتمر اللعبة وجدنا أن سعي أعضاء الجمعية العمومية لبقاء هذا العدد الكبير بالدوري هو للمنفعة الشخصية فقط، لأن هذه الأندية عبارة عن جسر عبور لبعض أعضائها ليكونوا بالجمعية العمومية وليحصلوا على بطاقة الترشح إلى الانتخابات، لذلك وجدنا أكثر المعترضين على النظام الجديد لاتحاد كرة القدم كانوا من الدرجة الأولى وذلك خوفاً على وجودهم الشخصي.

المعضلة الأولى

المشكلة الرئيسية التي ستواجه الفرق المنتقلة من دوي الظل (هواة) إلى دوري الدرجة الممتازة (محترفين) هو التحول الكبير في كل شيء، لذلك لا بد من التساؤل هل هذه الفرق قادرة على التحول النوعي من الهواية إلى الاحتراف؟

وإذا فترضنا أنها تملك كوادر محترفة أو أنها قد تستعين بخبرات من خارج النادي فهل تملك المال الكافي لتغطي نفقات الدوري الممتاز؟ وها نحن نجد المطبات الكثيرة التي تقع بها الأندية التي تتأهل إلى الدرجة الممتازة وبعضها يصمد موسماً أو أكثر ثم لا يلبث أن يعود أدراجه إلى مكانه، والسبب في كل الحالات مالي الشكل والمضمون ونذكر منها أندية مصفاة بانياس والساحل والحرية والمجد والمحافظة وعفرين والنواعير وغيرها، لذلك ليس الإنجاز بالتأهل، إنما الإنجاز بكيفية الظهور والصمود في الدوري.

وفي توصيف الفرق المؤهلة للدرجة الممتازة نجد:

المجد النادي الدمشقي العريق الذي عودنا على مقولة الصاعد الهابط يدخل المنافسة بقوة وقد وصل إلى المربع الذهبي كمتصدر للمجموعة الجنوبية، والمجد يملك خبرة هذا الدوري، لكن قد يعيقه المال في حال عودته.

جرمانا وصيف المجموعة الجنوبية يحاول العبور نحو الأضواء، وهو فريق فتي يأمل أن يكون الفريق الثاني من ريف دمشق بعد حرجلة الذي يحظى بهذا الشرف، جرمانا لا يملك الخبرة المطلوبة في مواجهة فرق الممتاز وأيضاً سيقف المال عائقاً أمام تشكيل فريق قادر على الصمود، وإن تأهل فسيكون ذلك للمرة الأولى بتاريخه.

من المجموعة الشمالية الجزيرة ناد عريق له صولاته وجولاته بالدوري، لكنه في السنوات العشر الأخيرة تراجع كثيراً وعانى أكثر من الغربة واللعب خارج أرضه، أيضاً الجزيرة سيعاني من الوضع المالي، حيث تستنزف كرة القدم كل مدخرات الأندية الكبيرة فكيف بالأندية الفقيرة أو التي لا تملك الاستثمارات والموارد.

الحرية ناد عريق ويحمل سابقاً لقب بطولة الدوري والكأس، لكنه اهتز كثيراً في العقدين الماضيين ولم يبق مقعده دائماً بدوري الممتاز، بل إنه يحل فيه ضيفاً بين الفينة والأخرى.

بالمحصلة العامة دوري كرة الظل عديم الفاعلية لا يمت في الكثير من فرقه ومبارياته إلى كرة القدم، وربما كان شبيهاً بدوري الأحياء الشعبية، وبقاؤه على شكله الحالي كارثة كروية لأنه أحد أسباب تدهور كرتنا وغرقها بالجهل التام والتخلف الكروي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن