رياضة

لا تبيعونا الأوهام!

| غسان شمه

لا تشتروا الوهم بثمن بخس لمحاولة بيعه في سوق الاستعراض و«النجاح» وتذكروا أن منتخبنا حل في المركز ما قبل الأخير في التصفيات الفائتة بعد خسائر كشفت الكثير من العورات في واقع كرتنا على المستوى الإداري والتنظيمي والفني، وطغت المصالح الشخصية على اتخاذ بعض القرارات على مصلحة المنتخب والكرة السورية..

لا تبالغوا في الحديث عن استعادة الشخصية الكروية فهذا «الإنجاز» يشبه التباهي بشعر تفرقت خصلاته فكشفت أكثر مما غطت، وأقل بكثير من الطموح الذي بقي في سلال الأمل، كاشفاً ضيق ذات الرؤية وضعف حوامل العمل، وتردي مفاصل عديدة في الإدارات المتعاقبة، في ظل تجريب أدهش الجميع سواء على صعيد اللاعبين أم المدربين..

تعالوا إلى كلمة سواء نواجه من خلالها الحقيقة بكل شفافية يتطلبها العمل من أجل مستقبل كروي يمكن أن يشار إليه بالبنان، وهذا ما يحتاج إلى عقليات قادرة على اجتراح «المعجزات» لعملية تغيير وبناء لكرة القدم السورية في مختلف مفاصلها ضمن رؤية بعيدة المدى وشروط تجعل المصلحة العامة هدفاً أولاً وأخيراً..

وإذا استعرضنا تفاصيل الصورة الواقعية اليوم لعمل اتحاد الكرة السابق ومن بعده اللجنة المؤقتة فإننا نتلمس الكثير من المشكلات والقرارات التي لم تخدم العمل المنشود، وهذا الواقع يعرفه القاصي والداني.. وهو في أحد وجوهه يشبه واقع الكثير من الألعاب الرياضية والأندية وحالة الكثير من الملاعب المتردية، الأمر الذي يتطلب تعاون الكثير من الجهات المعنية من أجل رسم خارطة جديدة شكلاً ومضموناً لوضع هذه الألعاب على السكة السليمة..

هل يرضينا حال الرياضة السورية في كثير من وجوهها وفي العديد من الألعاب؟.. وهل هذه حدودنا سواء في كرة القدم أم غيرها؟ أم أننا نمتلك ما هو أفضل على صعيد المواهب والإمكانات الإدارية والفنية في حال فتحنا الأبواب والنوافذ لأصحاب الكفاءات الفكرية والمهنية والإدارية؟

نعتقد أنه لدينا الكثير مما يستحق الكشف عنه والأخذ به للعمل بالشكل الذي يحقق طموحات رياضتنا بأشكالها كافة… فالمواهب موجودة والعقول متوافرة وروح الشباب حاضرة، ومثل هذه المعادلة يمكن لها أن تقدم الكثير في سبيل ما نسعى إليه إذا صدقت النيات وصدقتها الأعمال.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن