شؤون محلية

منها يصل إلى نصف مليون ليرة … مختار أهالي إدلب الوافدين إلى اللاذقية لـ«الوطن»: الإيجارات تكوي فقراء الوافدين

| اللاذقية - عبير سمير محمود

قال مختار أهالي إدلب الوافدين إلى اللاذقية محمد رضوان السليم لـ«الوطن»: إن أهالي الوافدين منذ حوالي سبع سنوات، يعانون كثيراً في ظل الظروف المعيشية القاسية والأوضاع الاقتصادية الصعبة بشكل عام، لافتاً إلى أن عددهم يتراوح بين 18 – 20 ألف أسرة.

المختار – المقيم في اللاذقية – أشار إلى أن معظم الأسر الفقيرة التي نزحت إلى اللاذقية تسكن مناطق العشوائيات وتعيش أوضاعاً صعبة في ظل رفع الإيجارات وغلاء المعيشة، مقابل قلة ممن يعيشون في مناطق متفرقة ضمن المدينة والريف، مبيناً أن الإيجارات تتراوح بين 200 – 500 ألف ليرة حسب المنطقة سواء كان منزلاً عادياً أو حتى غرفة وصالون! فلا فرق عند البعض ويبتزون المحتاجين لمأوى آمن.

وذكر السليم أن معظم المستأجرين يتعرضون للاستغلال والابتزاز في مسألة عقود الإيجار ومنهم من يطلب سجلات عقارية وسندات إقامة وهذه المناطق عشوائية غير منظمة، ما يجعلهم تحت وطأة الابتزاز في رفع رسوم الإيجار بين الفترة والأخرى، مطالباً بضرورة مراعاة أوضاع هؤلاء والنظر إليهم نظرة العطف والرحمة.

وبيّن أن العديد من الأسر الوافدة لديهم أقارب مغتربون خارج البلاد منذ سنوات ما قبل الأزمة ويرسلون لهم مبالغ دورية ولولاهم لما استطاعوا العيش وسط هذه الظروف، ونسبتهم حوالي 50 بالمئة من مجمل الوافدين، مقابل نسبة 30 بالمئة منهم نستطيع تصنيفهم بدرجة العدم «معدومين من الفقر» يعملون بالمياومة عند أصحاب المحال وعمال بناء، على حين أن نسبة 20 بالمئة وضعهم جيد من ميسوري الحال.

وطالبَ المختار بضرورة مساعدة العائلات النازحة الفقيرة من خلال سلل غذائية ومعونات المنظمات كالهلال الأحمر أو الجمعيات الخيرية في اللاذقية لتكون منظمة بشكل دوري فمنذ أشهر تحصل كل عدة أشهر وآخرون لم يحصلوا عليها مطلقاً منذ سنوات.

في المقابل، قال السليم إن عدداً من المهجرين ممن يمتهنون الحرف ووضعهم المادي جيد، عملوا على فتح ورش في اللاذقية منها ألبسة وأحذية وحدادة ونجارة وخياطة، وتصليح سيارات وصيانة أدوات كهربائية، إضافة لوجود عدد محدود من المهجرين ممن استطاعوا فتح مطاعم صغيرة ومحلات صاغة، مشيراً إلى مساهمة جميع هؤلاء بإثبات وجودهم بهذه الأعمال وإنعاش الاقتصاد المحلي في المحافظة وتشغيل أيادِ عاملة وسط هذه الظروف الصعبة.

إلى مناطق التحرير ولكن..!

من جهة ثانية، لفت السليم إلى مطالبة محافظ إدلب مؤخراً، جميع المهجرين الموظفين الذين نقلوا عملهم إلى المحافظات الأخرى، طلب منهم العودة إلى المناطق المحررة والالتحاق بالدوام في خان شيخون التي تمت استعادتها وتحريرها من التنظيمات المسلحة وتضم حوالي 50 قرية محررة.

ورغم اعتبار السليم أن طلب المحافظ محق لتشجيع جميع أبناء المحافظة على العودة، نوّه في الوقت نفسه بضرورة تأهيل البنى التحتية في المناطق المحررة وتأمين المواصلات لضمان عودة الجميع بظروف مناسبة للعيش بتوفير المياه والكهرباء وترميم المنازل، وخاصة أن ليس كل المهجرين من خان شيخون ما سيضطر من يرغب بالعودة إلى العيش بمنزل ليس منزله وفي حال قام بترميمه على حسابه ربما يأتي صاحبه بعد فترة ويطالبه بالإخلاء وهذا حق، لذا لا بد من تأمين كل سبل العيش للراغبين في العودة وتشجيعهم على إعادة الحياة للريف المحرر بشكل عام.

واقترح المختار أن يتم إلزام المهجرين الموظفين من أبناء المناطق المحررة أنفسهم بالعودة إلى منازلهم ومناطقهم التي باتت تحت سيطرة الجيش العربي السوري وتنعم بالأمان، وهنا يستطيع أبناء هذه المناطق ترميم منازلهم والعيش فيها من دون خوف الإخلاء، ما يخفف الأعباء عن المحافظات الأخرى وباقي الوافدين فيها حتى تتحرر مناطقهم من دنس الإرهاب وإن شاء الله يكون موعد العودة لمنازلهم في إدلب قريب جداً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن