بلغاريا تلقت إخطاراً رسمياً بتسديد الثمن بالروبل.. سلوفاكيا: سنفعل ذلك لا يمكن قطع الغاز عنا … موسكو: الهدف من تسعير الغاز بالروبل تأمين التجارة الروسية وليس تأديب دول ما
| وكالات
أكدت موسكو أمس أن قرار تسعير الغاز الروسي بالروبل اتخذ حرصاً على عدم خسارة النقد الأجنبي بسبب العقوبات عليها، وبالتزامن تلقت بلغاريا أمس إخطاراً رسمياً من «غازبروم» بشأن تسديد ثمن إمدادات الغاز بالروبل، في حين أشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إلى أن هولندا تحاول تشويه الحقيقة بشأن طرد الدبلوماسيين الروس من أراضيها.
وحسب موقع «روسيا اليوم» أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن قرار تسعير الغاز الروسي بالروبل لم يتخذ من أجل «تأديب» الغرب بل حرص من روسيا على عدم خسارة الدولارات واليورو بسبب العقوبات الغربية.
وفي مقابلة مع برنامج «موسكو- الكرملين- بوتين» بثتها قناة «روسيا 1» التلفزيونية، أمس الأحد، ذكر بيسكوف أن الدول الغربية ستدفع ثمن الغاز الروسي المورد لها باليورو وفقاً لما نصت عليها الاتفاقيات المبرمة بينها وبين موسكو، لكن الجهة البائعة وهي شركة «غازبروم» الروسية ستتلقى المدفوعات النهائية بالعملة الروسية بعد شراء الروبلات مقابل اليورو.
ووافق بيسكوف على أن الهدف من انتقال موسكو إلى تسعير الغاز الروسي بالروبل هو تأمين التجارة الروسية وليس «تأديب» دول ما، موضحاً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الذي طرح فكرة إنشاء آلية للوقاية من المخاطر المحدقة بالاحتياطي الوطني من الدولارات واليورو، وذلك على خلفية تراجع الثقة المتزايد في العملات الاحتياطية، كي لا يحاول أحد سرقتنا من جديد.
وفي الإطار ذاته نقل موقع «النشرة» عن الرئاسة الروسية، إن «الأوروبيين سيدفعون بالفعل مقابل الغاز الروسي بالروبل ولكن سيتعين عليهم فتح حسابات في روسيا بالروبل»، موضحة أن قرار الدفع بالروبل لن يطبق على مبيعات الغاز الروسي وحدها وإنما سيشمل سلعاً أخرى، قائلة «لا نريد تعقيد حياة شركائنا الغربيين الذين يشترون الغاز منا ونحترم سمعتنا كمورد موثوق».
وأشارت إلى أن العقوبات الغربية ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تظهر أن الغرب قادر على ارتكاب كثير من الحماقات، لافتة إلى أن بوتين لم يرفض أبداً لقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، ولكن هذا سيكون ممكناً عند جهوزية وثيقة محددة متفق عليها.
وفي السياق أعلن وزير الطاقة البلغاري، ألكسندر نيكولوف، أن بلاده تلقت إخطاراً من شركة «غازبروم إكسبورت» الروسية بشأن سداد قيمة إمدادات الغاز بالروبل الروسي.
وحسب وكالة «تاس» قال نيكولوف في مقابلة مع التلفزيون الوطني البلغاري، أمس الأحد: لقد تلقينا طلباً رسمياً لدفع ثمن الغاز بالروبل، ومع ذلك، فإن بلدنا ينوي التمسك بموقف عموم أوروبا عند دفع ثمن الغاز وعدم الخضوع للضغوط، لا يوجد في الاتفاقات الحالية ما ينص على أن دفع ثمن الغاز يمكن أن يكون بالروبل.
وأقر الوزير أنه في ظل ظروف الأزمة الحالية، قد يكون تنفيذ اتفاقية إمدادات الغاز موضع تساؤل، قائلاً: بالطبع، في نزاع عسكري، قد يتم التشكيك في الامتثال للعلاقات التعاقدية، لذلك لا يمكنني توقع ما سيحدث بالضبط في منتصف الشهر الحالي، سيتعين علينا أن نرى كيف ستعمل آليات الدفع التي اقترحتها «غازبروم»، وكيف؟ مضيفاً إن عملية تحويل اليورو والدولار إلى روبل ستغير سعر الغاز.
وأشار نيكولوف إلى أن بلاده تفي بجميع بنود الاتفاقية ولا تنوي انتهاكها، مضيفاً إن هذه الاتفاقية تنص على الإمدادات بحلول نهاية العام، ولكن إذا انقطع الغاز، فسنحاول التحول إلى إمدادات بديلة.
وفي السياق أعلن وزير الاقتصاد السلوفاكي ريخارد سوليك في تصريحات متلفزة إن «توريدات الغاز لا يمكن وقفها»، مشيراً إلى أنه إذا كان شرط مواصلة هذه التوريدات هو دفع ثمن الغاز بالروبل فسوف تمتثل سلوفاكيا لهذا الشرط.
ولفت سوليك إلى أن التوريدات الروسية تلبي 85 بالمئة من احتياجات بلاده من الغاز الطبيعي، مضيفاً إن تنويع مصادر الغاز سيتطلب سنوات عدة.
في غضون ذلك أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن تصريح السفارة الهولندية في موسكو حول التعليق الجزئي للأنشطة بمزاعم الرد على خطأ روسيا هو محاولة لتشويه الحقيقة بشأن طرد الدبلوماسيين الروس من هولندا.
وقالت زاخاروفا في تصريحات صحفية أمس: لقد أولينا اهتماماً للمعلومات المنشورة في الأول من نيسان الحالي في شبكات التواصل الاجتماعي على الحسابات الرسمية للسفارة الهولندية في موسكو ويتلخص المعنى العام لهذه المنشورات في حقيقة أن البعثات الخارجية الهولندية في بلادنا تعلق جزءاً من أنشطتها بسبب خطأ روسيا، ويبقى علينا فقط توضيح عبثية مثل هذه المحاولات الموجهة لتشويه حقيقة الوضع.
وأوضحت زاخاروفا أنه في 29 من آذار الماضي تم إعلان 17 دبلوماسياً روسياً في هولندا أشخاصاً غير مرغوب بهم، وعلى خلفية هذا القرار أعلن الجانب الروسي إجراءات انتقامية والآن تحاول أمستردام عرض القضية كما لو أن تعليق بعض أنشطة البعثات الدبلوماسية لهذا البلد لم يكن على الإطلاق نتيجة للمسار المدمر لهولندا وعلى وجه التحديد للخطوات غير الودية تجاه موسكو لكنه نوع من الموقف المبدئي.
واعتبرت زاخاروفا أن هذه الخطوة تشير إلى عدم اهتمام المسؤولين الهولنديين بالحفاظ على قنوات اتصال دبلوماسية عادية مع روسيا، مؤكدة أن موسكو ستعلن عن إجراءات عقابية رداً على هذه الخطوات.