وارسو تسعى لزيادة القوات الأميركية في أوروبا.. وهنغاريا: تدخلنا في النزاع سيكون مأساة لنا … روسيا: تدمير مصفاة ومستودعات وقود في أوديسا وإعلان بولندا عن الأسلحة النووية استفزاز متهور
| وكالات
واصلت العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، خلخلة دول حلف الناتو في الطريقة التي يجب التعامل فيها مع هذه العملية، فعلى حين أعلنت هنغاريا أن «التدخل في النزاع سيكون بمثابة مأساة لنا»، تحركت بولندا على المنحى الآخر، حيث أعربت عن استعدادها لزيادة القوات الأميركية في أوربا وعن جاهزيتها لنشر أسلحة نووية فوق أراضيها الأمر الذي اعتبرته موسكو تصريحاً مستفزاً ومتهوراً.
واستهدف الجيش الروسي أمس الأحد مصفاة ومستودعات وقود بصواريخ عالية الدقة في ميناء أوديسا الأوكراني، فيما سلمت وزارة الطوارئ الروسية 665 طناً من المساعدات الإنسانية إلى أوكرانيا ودونباس.
وحسب موقع «روسيا اليوم» أعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الدوما الروسي، ليونيد سلوتسكي، أن التصريحات البولندية بشأن جاهزية البلاد لنشر الأسلحة النووية الأميركية في أراضيها ليست لها أي صلة بأمن الدولة، وكتب سلوتسكي في صفحته على «التليغرام»، أمس الأحد: قال نائب رئيس الوزراء البولندي ياروسلاف كاتشينسكي المعروف بمعاداته لروسيا، إن بولندا منفتحة على نشر الأسلحة النووية الأميركية في أراضيها. في الوقت نفسه ذكر أن مثل هذه المسألة لا يتم النظر فيها حالياً، مشيراً إلى أن كل شيء قد يتغير قريباً، مثل هذه التصريحات لا علاقة لها بأمن بلاده، لكنها تهدف إلى إظهار ولائه للولايات المتحدة.
وعبّر عن اعتقاده أن واشنطن جاهزة «في سعيها للاستفادة» لاستفزازات متهورة يمكن أن تهدد ليس روسيا فحسب بل أوروبا بأسرها، مضيفاً: أود أن أذكر هنا أن التوتر في القارة الأوروبية بدأ في النمو بما في ذلك بعد نشر أنظمة الدفاع الصاروخي الأميركية في بولندا، وهي الخطوة التي لم يكن لها في ذلك الوقت أي أساس موضوعي، باستثناء تحريك الأسلحة الأميركية إلى الحدود الروسية.
وأعلن نائب رئيس الوزراء البولندي ياروسلاف كاتشينسكي، أن بولندا سترحب بزيادة عدد العسكريين الأميركيين في البلدان الأوروبية من 100 ألف إلى 150 ألف فرد.
وحسب وكالة «إنترافاكس» نقلت وسائل إعلام غربية عن تصريح لكاتشينسكي قوله: ستكون بولندا مرتاحة، إذا زادت الولايات المتحدة وجودها في أوروبا من 100 ألف جندي حالياً إلى 150 ألفاً لاحقاً، بسبب العدوان المتزايد من جانب روسيا.
وأضاف: يجب نشر 75 ألف فرد منهم على الحدود الشرقية، أي بالقرب من الحدود مع روسيا، و50 ألف جندي في بلدان البلطيق وبولندا.
كما أكد استعداد بلاده لنشر أسلحة نووية في أراضيها، على الرغم من أن هذه المسألة لا تناقش حالياً.
وذكرت وسائل الإعلام أن نحو 80 ألف جندي أميركي كانوا موجودين في الأراضي الأوروبية قبل بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، وفيما بعد أعلن حلف «الناتو» عن زيادة عدد جنوده في هذه المنطقة، وخاصة تشكيل 4 مجموعات قتالية متعددة الجنسيات في كل من بلغاريا وهنغاريا ورومانيا وسلوفاكيا.
من جانبه أعلن رئيس الوزراء الهنغاري، فيكتور أوروبان، أن حزبه «الاتحاد المدني الهنغاري» سيعمل حال فوزه في الانتخابات البرلمانية، كل ما بوسعه لمنع البلاد من التدخل في النزاع بأوكرانيا.
وحسب وكالة «تاس» قال أوروبان للصحفيين، بعد الإدلاء بصوته في الانتخابات في واحد من مراكز الاقتراع ببودابست، أمس الأحد، إنه يجب على بلاده ألا تتدخل في الأحداث الأوكرانية، مشيراً إلى أن هنغاريا تقدم فقط مساعدات إنسانية للاجئين الأوكرانيين.
ويرى أن المعارضة الهنغارية لا تشعر بذلك وتريد اتخاذ خطوات قد تؤدي إلى تدخل هنغاريا في هذا النزاع، وعبّر عن اعتقاده أن ذلك التدخل سيكون مأساة بالنسبة لهنغاريا.
من جانب آخر اعتبر وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني، كويشي هاجيودا، أن السبيل الوحيد في الوقت الحالي أمام المجتمع الدولي هو تشديد العقوبات على روسيا.
في الوقت نفسه، أقر هاجيودا بأنه لا يمكن لأحد أن ينكر أنه من المستحيل تجنب النتائج السلبية للعقوبات ضد روسيا على الاقتصاد الياباني، مضيفاً: على وجه الخصوص، إذا استمر الوضع في المنطقة، فسيكون من الصعب على الشركات اليابانية العاملة في روسيا الاستمرار في ممارسة الأعمال التجارية.
وفي معرض جوابه عن سؤال حول متى سيكون من الممكن التفكير في تخفيف العقوبات ضد روسيا، قال هاجيودا: فقط في المرحلة التي يكون فيها السلام في المنطقة واضحاً».
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير مصفاة و3 مستودعات وقود في منطقة أوديسا على البحر الأسود، صباح أمس الأحد، بصواريخ بحرية وجوية عالية الدقة.
وجاء في بيان الدفاع الروسية أمس أن صواريخ بحرية وجوية عالية الدقة، دمرت صباح أمس، مصفاة وثلاث منشآت ومستودعات لتخزين الوقود بالقرب من أوديسا، والتي جرى من خلالها إمداد مجموعة من القوات الأوكرانية بالوقود في اتجاه نيكولايف.
كما أسقطت الدفاعات الجوية الروسية طائرتين أوكرانيتين من دون طيار في مناطق كودرياشوفكا وشوروفكا، فيما دمرت المقاتلات الجوية الروسية مساء أول من أمس السبت 51 منشأة عسكرية أوكرانية، من بينها أربعة مواقع، واثنان من قاذفات نظام الصواريخ Osa-AKM المضاد للطائرات في بارفينكوفو وسلافيانسك، ومنشأتان لأنظمة إطلاق صواريخ متعددة، وأربعة مستودعات ميدانية لأسلحة الصواريخ والمدفعية والذخيرة، بالإضافة إلى 32 معقلاً ومركزاً للمعدات العسكرية الأوكرانية.
وحسب الدفاع الروسية دمرت العملية العسكرية الروسية الخاصة منذ بدايتها في أوكرانيا 125 طائرة و88 مروحية، 383 مسيّرة جوية من دون طيار، 221 نظام صواريخ مضاداً للطائرات، 1903 دبابات ومركبات قتالية مصفحة أخرى، 207 قاذفات صواريخ متعددة، 805 مدافع ميدانية وقذائف هاون، وكذلك 1781 وحدة من المركبات العسكرية الخاصة.
إلى ذلك سلمت وزارة الطوارئ الروسية 665 طناً من المساعدات الإنسانية لسكان أوكرانيا ومنطقة دونباس.
وجاء في بيان الطوارئ الروسية أن 10 قوافل من مراكز الإنقاذ دونسكوي ونوجينسك في أميركوم الروسية تتكون من 70 مركبة سلمت 665 طناً من المساعدات الإنسانية تشمل المواد الغذائية ومواد البناء والضروريات.
وفي وقت سابق أفادت السلطات بأن وحدات من الجيش الروسي قامت لأول مرة بتسليم مساعدات إنسانية إلى مدينة إيزيوم بمنطقة خاركوف في أوكرانيا.
وفي نهاية آذار الماضي، أفادت السلطات بأن روسيا سلمت ما يقرب من 11 ألف طن من المساعدات الإنسانية إلى سكان منطقة دونباس وأوكرانيا.