سورية

على حساب لقمة عيش الفقير وعبر احتكار السلع … «النصرة» تفتعل أزمات معيشية في مناطق سيطرتها

| وكالات

تعمل ما تسمى «هيئة تحرير الشام»، التي يتخذ منها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي واجهة له، على احتكار كامل المجال الاقتصادي في المناطق التي تسيطر عليها في إدلب وممارسة دور «القطب التجاري الأوحد»، ما أدى إلى ارتفاع أسعار معظم المواد الغذائية واللحوم والخضر.
وأكد أحد التجار من إدلب، حسبما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة، أن تنظيم «النصرة» يحاول، من خلال تأسيس منظومة اقتصادية موسعة، احتكار كامل المجال الاقتصادي في إدلب، ما يحولها إلى كانتون استهلاكي تعمّها البطالة، وتكاليف المعيشة العالية.
وأكد التاجر أن تنظيم «النصرة» يفتعل أزمات معيشية في المحافظة، وذلك بهدف تمكين الكيانات الاقتصادية التابعة لها والمكونة من مجموعة متنوعة من الشركات والتجار الموالين لها، في السوق المحلية.
وشهدت أسواق إدلب مطلع شهر رمضان، قفزات سعرية موسعة، شملت، الخضر واللحوم الحمراء والدجاج ومعظم المواد الغذائية من قمح وطحين ورز وسكر وزيوت وسمنة نباتية.
وأوضحت مصادر تعمل في مجال تجارة المواد الغذائية في إدلب أن الدائرة الاقتصادية في تنظيم «النصرة» والتي تدير شركات تعدّ الأكبر في المنطقة، تسعى، إضافة إلى احتكار تجارة السلع المستوردة من تركيا عبر باب الهوى، إلى تفعيل دور شركة «زاجل» للتخليص الجمركي ما يجعل مكاسبها تتنامى بشكل أكبر، من خلال إيجاد مجال اقتصادي جديد والسيطرة عليه.
وتأسست «زاجل» في البداية، كشركة متخصصة بمجال النقل والمواصلات، ومع سماح النظام التركي بإدخال السيارات المستعملة نحو إدلب، مارست الشركة وظيفة التخليص الجمركي بعد دخول السيارات إلى السوق الحرة. وخلال أزمة السكر التي تسبب بها تجار «النصرة» قبل أسابيع، برز اسم الشركة مجدداً، فور دخولها في خط استيراد السكر من تركيا لقاء تعرفة جمركية كبيرة.
كما عمل تنظيم «النصرة» على احتكار قطاع الدواجن والبيض، الذي يعد أحد القطاعات الهامة لمعيشة سكان المنطقة، إذ طالما مثّل الدجاج، البديل الأرخص لآلاف السكان، مع ارتفاع أسعار لحم الخروف والعجل.
وعلى مدى سنتين، تمكنت ما تسمى شركة «اليمامة» التي يملكها ما يسمى رئيس مجلس مدينة إدلب المدعو خير الدين سيد عيسى، من اقتحام السوق، حيث افتتحت سلسلة طويلة من الفروع في المنطقة. كما تدير الشركة مجموعة كبيرة من مزارع تربية الدجاج، بعد أن دشّن صاحبها شراكة اقتصادية مع «النصرة» إلى جانب شراكته السياسية ضمن مدينة إدلب.
ويخشى سكان وتجار من إدلب من النتائج الكارثية الناجمة عن سياسة احتكار السوق من جهة ما يسمى «الدائرة الاقتصادية» لتنظيم «النصرة» والمتمثلة بغلاء الأسعار، وندرة بعض السلع الأساسية، إضافة إلى تقليص وزن ربطة الخبز ورفع سعرها بشكل مستمر، بينما يتعرّض مئات التجار للإفلاس نتيجة إخراجهم من السوق.
وفي الوقت نفسه، طالت الرداءة السلعة بحد ذاتها، حيث تُستورد منتجات رخيصة الثمن وتُطرح بكميات هائلة في الأسواق، مثل السمك والموز والتمر والسمن وحتى مواد البناء والملابس والأدوات الكهربائية، بغرض تصريفها في السوق المحلية، من دون منافسة تُذكر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن