سورية

الاحتلال التركي دعّم نقاط مراقبته ومحارسه على مشارف «M4» في إدلب وواصل استهداف جزئه المار من عين عيسى.. وشنّ عدواناً على الدردارة … الجيش يقضي على العديد من الإرهابيين في «خفض التصعيد» والبادية

| حلب- خالد زنكلو - حماة – محمد احمد خبازي - دمشق- الوطن- وكالات

قضى الجيش العربي السوري أمس على العديد من الإرهابيين في منطقة «خفض التصعيد» وعلى دواعش في البادية الشرقية، على حين دعّم الاحتلال التركي محارسه ونقاطه غير الشرعية في محيط طريق حلب – اللاذقية بريف إدلب بمزيد من الجنود والعتاد، بخلاف إجراءاته الشهر الماضي والتي أطلقت تنبؤات بإمكانية استجابة النظام التركي لمطالب روسيا بإعادة فتح الطريق الدولية.

وفي التفاصيل، فقد بيَّن مصدر ميداني لـ«الوطن» أن الجيش دك برمايات من مدفعيته الثقيلة أيضاً، مواقع للإرهابيين في بينين والفطيرة وكنصفرة بريف إدلب الجنوبي، مؤكداً أن ضربات الجيش قضت على العديد من الإرهابيين.

ولفت المصدر إلى أن مجموعات إرهابية كانت قد خرقت اتفاق وقف إطلاق النار بمنطقة خفض التصعيد، باعتدائها بقذائف صاروخية على نقاط للجيش على محور الدانا بريف إدلب الجنوبي، فكان لابدّ من الرد على تلك الاعتداءات بدك مواقع الإرهابيين ونقاط تمركزهم.

في المقابل، دعّم جيش الاحتلال التركي محارسه ونقاط مراقبته العسكرية غير الشرعية في محيط طريق عام حلب – اللاذقية المعروفة بـ«M4»، بريفي إدلب الجنوبي والغربي بالمزيد من الجنود والعتاد العسكري خلال اليومين الماضيين، بخلاف إجراءاته التي اتبعها على مدار الشهر الأخير والتي أطلقت تنبؤات بإمكانية استجابة النظام التركي لمطالب روسيا بإعادة فتح الطريق الدولية أمام حركة المرور بعد تأخير استمر لأكثر من سنتين.

ومؤخراً عمد جيش الاحتلال التركي إلى تجميع عدد من نقاط مراقبته في جبل الزاوية جنوب إدلب، ونقل جنود وعتاد عسكري منها إلى شمال «M4» والى مناطق خارج منطقة «خفض التصعيد» في المحافظة، ما فتح باب التكهنات بأن نظام الرئيس رجب طيب أردوغان بصدد تطبيق أولى خطوات «اتفاق موسكو» مع روسيا الخاص بالمنطقة والعائد لمطلع آذار ٢٠٢٠، والذي يقضي بوضع الطريق الدولية في الخدمة، وذلك في إطار سياسة إعادة حساباته مع موسكو على خلفية الحرب الدائرة في أوكرانيا.

وقالت مصادر محلية في جبل الزاوية لـ«الوطن»: إن رتلاً عسكرياً تابعاً لجيش الاحتلال التركي، مكوناً من ٥٠ آلية عسكرية محملة بعتاد عسكري ومعدات لوجستية، اجتاز معبر باب الهوى شمال إدلب ووصل أمس إلى عدد من نقاط مراقبته المتمركزة في بلدات بليون وبسامس وشنان لتدعيم هذه النقاط التي تقع في خط الجبهة الأمامي للدفاع عن إرهابييه في وجه أي عملية محتملة للجيش العربي السوري بريف إدلب الجنوبي.

وأشارت المصادر إلى أن قافلة مماثلة لجيش الاحتلال التركي، مؤلفة من ٤٠ مدرعة و١٠ شاحنات محملة بعتاد عسكري ولوجستي، اجتازت معبر باب الهوى أول من أمس ودخلت إلى القاعديين العسكريين في تفتناز والمسطومة وإلى نقاط مراقبته في جبل الزاوية، ولاسيما تلك القريبة من «M4» مثل بزابور والمغارة ومعترم شمال وجنوب الطريق الدولية وإلى عدد من نقاط الحراسة على مشارفه الممتدة من مدينة أريحا إلى بلدة محمبل وصولاً إلى سهل الروج واشتبرق بجسر الشغور.

مراقبون للوضع في «خفض التصعيد»، أوضحوا في تصريحات لـ«الوطن»، أن جميع خطوات نظام أردوغان العسكرية في المنطقة وفي محيط الطريق الدولية، تندرج في سياق مناوراته التي لا يكف عن اتخاذها والتي لا تصب في خانة المبادرات الايجابية والبناءة لتنفيذ الاتفاقيات الثنائية مع روسيا على الرغم من منحه فترة طويلة وكافية للالتزام بها.

ولفتوا إلى أن نظام أردوغان يستهدف من تحركاته العسكرية تلك الإشارة إلى أنه راغب في فتح «M4»، لكن تحت حراسته وإشرافه، بخلاف ما ورد في «اتفاق موسكو»، بعد أن فقد السيطرة كلياً على طريق عام حلب – حماة، والمعروفة بـ«M5»، إبان سيطرة الجيش العربي السوري عليه خلال عمليته العسكرية بداية ٢٠٢٠ وبدعم من الحلفاء والقوات الجوية الروسية.

المراقبون بيّنوا، أن تدعيم القوة العسكرية لأردوغان في «خفض التصعيد»، يؤكد أنه ما زال متخوفاً من ارتدادات وتداعيات الحرب الأوكرانية على المنطقة التي قد تغدو مسرحاً للعمليات العسكرية السورية والروسية لإعادتها إلى كنف وشرعية الدولة السورية، وعلى مراحل تبدأ أولاها جنوب الطريق الدولية التي تمثل مصلحة إستراتيجية لدمشق وموسكو في هذه المرحلة.

وللاحتلال التركي ١٦ نقطة مراقبة غير شرعية في جبل الزاوية، باشر بإنشائها تعويضاً عن خسارة نقاطه الـ١٢ التي حوصرت داخل مناطق الحكومة السورية بريف إدلب الجنوبي وحماة الغربي وفي أرياف حلب الجنوبية والغربية والشمالية إبان إطلاق الجيش العربي السوري عمليات العسكرية نهاية ٢٠١٩.

وتقع أهم نقاطه في بلدات البارة والرويحة ودير سنبل وقوقفين وبليون وبزابور وبسامس ومعراتة ومرعيان ومنطف والنبي أيوب وقمة تل النبي أيوب المشرفة على «M4».

إلى ذلك، واصل الاحتلال التركي، ولليوم الثاني على التوالي، قصف الجزء من طريق «M4» المارة بمحاذاة بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي لمنع الحركة عبر الطريق الدولية ولإخلاء المنطقة من السكان.

وكشفت مصادر أهلية في عين عيسى لـ«الوطن»، أن القصف الصاروخي والمدفعية لجيش الاحتلال التركي ومرتزقته تركز أمس على بلدة صيدا الواقعة على بعد كيلو متر واحد شمال عين عيسى، وهي التي تتعرض لاستهداف مستمر منذ أشهر، بالإضافة إلى بلدة معلق ومخيم عيسى والطريق الدولي إلى الغرب من البلدة.

ونوهت المصادر إلى أن بلدة المشرفة بريف عين عيسى الشرقي كان لها نصيب من القصف التركي الذي يطول مناطق هيمنة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية الموالية لواشنطن، من دون معرفة أن كان هناك إصابات بشرية في صفوف السكان الذين هجروا البلدة إلى مناطق أكثر أمناً جراء الاستهداف المتكرر لها منذ إعلان نظام أردوغان عزمه احتلال مناطق تابعة لسيطرة الميليشيات في الرقة والحسكة وشمال حلب في تشرين الأول الماضي.

بموازاة ذلك ذكرت وكالة «سانا» أن الاحتلال التركي شن عدواناً بسلاح المدفعية على قرية الدردارة بمحيط بلدة أبو راسين بريف الحسكة الشمالي الغربي.

وأما في البادية الشرقية، فقد بيَّن مصدر ميداني لـ«الوطن» أن، الوحدات المشتركة من الجيش والقوات الرديفة، قضت أمس على العديد من الدواعش في اشتباكات ضارية مع خلايا التنظيم الإرهابي، في قطاعات منطقة تدمر ببادية حمص الشرقية.

وأوضح أن الطيران الحربي السوري والروسي المشترك، لاحق الدواعش في عمق البادية مستهدفاً عرباتهم التي دمرتها الغارات بمن فيها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن