أدى الغلاء الفاحش وانعكاسه على القدرة الشرائية للمواطنين، لتراجع الاستهلاك اليومي في مواد مائدة الإفطار بشهر رمضان المبارك، وخصوصاً لدى الأسر الميسورة وبنسبة أكبر عند الفقيرة والأشد فقراً في محافظة حماة.
وبيَّن مواطنون لـ «الوطن» أن الغلاء الفاحش الذي يضرب في الأسواق منذ أكثر من 11 عاماً، والذي تفاقمت ضرباته بهذا العام أكثر من ذي قبل، جعل مائدة الإفطار في هذا الشهر الفضيل، تقتصر على صنف واحد من الطعام، ولم تعد تضم أصنافاً عديدة مما لذ وطاب من أنواع الطعام الشهيرة بحماة، مثل «المقلوبة، والملوخية، وشيخ المحشي، والشاكرية، والسلطات والتبولة، والفتوش، والعصائر والتمور».
وأوضح المواطنون أن الغلاء الفاحش وضيق ذات اليد، غيَّرا كثيراً من العادات والتقاليد الرمضانية، وأن ما يتناولونه على الإفطار، هو ذاته الذي يحضرونه للغداء كل يوم، ومن « قريبو» بحسب تعبيرهم.
ولفتوا إلى أن اللحوم الحمراء والبيضاء اختفت من موائدهم، وكذلك الأكلات الدسمة مثل الكبة والمحاشي بأنواعها، والمنزَّلة والباطرش الحموي، ليحل محلها الرز بشعيرية مع لبن بقري، والمقالي ونوع واحد منها فقط، كالبطاطا أو الباذنجان أو الزهرة مع طبق سلطة يقتصر على البندورة والخس فقط!.
وذكر مواطنون آخرون أن أرخص طبخة لمائدة الأفطار باتت تكلف نحو 10 آلاف ليرة في هذه الأيام، فكيلو البطاطا بـ2500 ليرة، وكيلو البندورة بـ3500 ليرة، وكيلو الخس بـ1500 ليرة، وربطة الفجل بـ500 ليرة ومثلها النعنع والبقدونس، هذا إذا تضمنت هذه المواد فقط.
وكشف مواطنون أن بعض المغتربين من أقاربهم ومعارفهم تكفلوا بمائدتهم الرمضانية لهذا العام، من خلال بعض المطاعم التي تقدم وجبات جاهزة، والتي اتفقوا معها على إيصال وجبات يومية لعناوين محددة، للأسبوع الأول من هذا الشهر المبارك أو لنصفه أو كله.
على حين بيَّن العديد من الباعة، أن حركة البيع والشراء ضعيفة، وأن أسواق رمضان لهذا العام ليست كأيام زمان.
وقال أحدهم: «الناس ما معها مصاري لتشتري!». وإذا وجدت معها نقود فهي تشتري بكميات ضئيلة وبما يكفيها كل يوم بيوم.
وأوضح بعضهم أن الكيلو من الخيار والكوسا والباذنجان بيع أمس بـ3500 ليرة ومن البطاطا بـ2500 ليرة ومن البندورة بـ3500 ـ 4000 ليرة، ومن الخس والليمون بـ1500 ليرة، وربطة الفجل وتحوي 5 فجلات متباينة الحجم بـ500 ليرة.