عربي ودولي

أكدت استعدادها لاستئناف المحادثات مع السعودية … طهران: إذا أرادت أميركا التوصل إلى اتفاق فعليها اتخاذ قرارها السياسي

| وكالات

أكدت طهران أمس أن واشنطن هي المسؤولة عن توقف المحادثات النووية في فيينا، لافتة إلى أنه إذا أرادت الإدارة الأميركية التوصل إلى اتفاق فعليها اتخاذ قرارها السياسي في أسرع وقت ممكن، ومن جانب آخر أشارت إلى استعدادها لاستئناف المحادثات مع السعودية، داعيةً الرياض إلى إظهار الرغبة في حل القضايا العالقة.
وحسب وكالة «فارس» علق المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة في مؤتمره الصحفي الأسبوعي أمس الإثنين على فرض واشنطن إجراءات حظر جديدة ومستجدات مفاوضات فيينا، قائلاً: زادت أميركا من هذه الإجراءات المتناقضة، الكل يعرف ما حدث لأحد فنانينا من السلطات الأميركية، هذا واحد من مئات الآلاف من الأمثلة التي فعلتها الولايات المتحدة ضد الشعب الإيراني على مدى الأربعين سنة الماضية، لقد أظهرت الولايات المتحدة أن كل شيء سياسي من وجهة نظر واشنطن، وأنها تضحي بكل القيم متى رأت ذلك مناسباً لتحقيق أهدافها السياسية، وأن ما يهمنا هو السياسات الموضوعة ضد الشعب الإيراني في واشنطن والبيت الأبيض.
وأضاف خطيب زادة: دعونا جميعاً لا ننسى أن ما هو أمامنا اليوم ليس حكومة تؤدي واجباتها، إنها تريد استخدام الوسائل القانونية لتتهرب من أداء واجباتها، وما يوجد في فيينا بسبب النهج الأميركي، والولايات المتحدة تحاول جعل القضايا المتبقية رهينة شؤونها الداخلية، ولا يمكن لإيران والإيرانيين الصبر إلى الأبد، إذا كانت الولايات المتحدة تريد التوصل إلى اتفاق، فعليها اتخاذ قرارها السياسي في أسرع وقت ممكن.
وحول زيارة المنسق الأوروبي لمفاوضات فيينا إنريكي مورا إلى طهران، قال خطيب زادة: خلال هذه الزيارة حلت بعض النقاط وتبادل مورا الآراء معنا، وأبلغنا مورا بقضايانا، كانت رسالتنا ومطالبنا واضحة، وكانت زيارة مورا للخروج من هذا الوضع، حاولنا تجربة طريقة أخرى لحل القضايا المتبقية، حتى الآن كان لإيران أكبر عدد من المبادرات.
وأردف خطيب زادة: نحن ننتظر رد الطرف الآخر لكننا لم نتلقه بعد، موضوع السجناء يعتمد على تصرفات الجانب الأميركي.
وأكد قائلاً: أميركا تتحمل مسؤولية توقف مفاوضات فيينا وإطالتها، الحل في البيت الأبيض، يجب أن تستجيب منطقياً لمطالب إيران المعقولة، التي وافق عليها أعضاء مجموعة «4 + 1»، حتى نكون مستعدين للعودة إلى فيينا، الاتفاق متاح إلى حد كبير إذا كانت أميركا تدرك بأننا في إيران لن نتجاوز خطوطنا الحمر ولن نتنازل عن تحقيق مطالبنا.
وفيما يتعلق بالقضايا المتبقية في مفاوضات فيينا، أوضح خطيب زادة: لم يكن الأمر كما لو ربطنا المنطقة بالاتفاق النووي، استفادة إيران من الاتفاق النووي وفق نص الاتفاق والقرار 2231 هو المهمة الرئيسة لوزارة الخارجية الإيرانية حالياً، في الخطوات النهائية، تحاول أميركا منع إيران الاستفادة من المزايا الاقتصادية، ومن مختلف جوانب الاتفاق النووي.
وأضاف: نحن في مرحلة تريد فيها إدارة الرئيس الحالي جو بايدن أن ترث إرث سلفه دونالد ترامب أو أن تتصرف كحكومة شبه مسؤولة، ويرى اللاعبون الدوليون أن إدارة بايدن تتبع نفس المسار الذي سلكته الإدارة الأميركية السابقة.
وأوضح أن إجراءات الحظر غير القانونية والأحادية أصبحت ممارسة شائعة في الولايات المتحدة وتعتقد أنها شرطي العالم والقوانين المحلية لهذا البلد هي قوانين دولية، لافتاً إلى أن الغطرسة والمطالب غير المشروعة لا تجدي نفعاً.
وبشأن المحادثات بين إيران والسعودية قال خطيب زادة: نحن مستعدون لتحديد موعد الحوار ومواصلته، الحوارات بحاجة إلى أجندة واضحة، أبلغنا الجانب السعودي بوجهات نظرنا خطياً، والقضايا بيننا وبين السعودية واضحة، ورغم القضايا الخلافية يجب السعي لتطبيع علاقاتنا، والعلاقات الطبيعية تصب بمصلحة شعوب المنطقة والبلدين.
وأعلنت مصادر مقربة من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني تعليقاً مؤقتاً للمحادثات بين إيران والرياض، بعد إعدام السعودية 81 مواطناً ومقيماً ادَّعت أنّهم متورطون في قضايا إرهابية داخل المملكة.
وفي سياق منفصل أكد قائد بحرية حرس الثورة الإيراني، الأدميرال علي رضا تنكسيري أنّ إيران ستعزز جهوزيتها العسكرية من خلال دعم الشركات المعرفية في البلاد، مشيداً بالجهود التي ساهمت في إجهاض نتائج الحظر المفروض عليها.
وفي تصريح أمام جمع من قادة وكبار المسؤولين في القوة البحرية لحرس الثورة، أمس الإثنين، أكد تنكسيري تكثيف الجهود من أجل تحقيق الشعار الذي أطلقه المرشد الأعلى علي خامنئي على العام الجديد، بدعم الإنتاج القائم على المعرفة وتوفير فرص العمل، مشيداً بجهود جميع المنتسبين إلى بحرية حرس الثورة التي أفضت إلى تحقيق شعار العام الماضي.
ولفت إلى أنّ العلماء الشباب والثوريين في إيران تمكنوا أن يحققوا الكثير من الإنجازات بواسطة الشركات المعرفية، وأن يعالجوا قسماً كبيراً من المشاكل والاحتياجات العلمية والإستراتيجية الراهنة في البلاد، مؤكداً أنّ هذه الجهود ساهمت في إجهاض نتائج الحظر المفروض على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وأضاف إنّ جميع الأجهزة والمعدات المستخدمة عند القوات المسلحة الإيرانية هي محلية بامتياز، ويتم إنتاج البعض منها بالتعاون مع الشركات المعرفية في البلاد، مردفاً: إن هذا التعاون سيتعزز خلال العام الجاري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن