عربي ودولي

مصرون على عقد اجتماع لمجلس الأمن.. وصحيفة صينية: أميركا خدعت موسكو.. وليتوانيا طلبت من السفير الروسي المغادرة … موسكو: القوات الأوكرانية حولت 4٫5 ملايين مدني دروعاً لها.. وفبركة الوضع في بوتشا استفزاز

| وكالات

بعد ادعاء كييف بأن الجيش الروسي قتل مدنيين في بلدة بوتشا الأوكرانية، رفضت موسكو أي اتهامات بالتورط، واصفة الوضع بـ«الاستفزاز» وأنه يمثل تهديد للسلم والأمن الدوليين، مؤكدة على إصرارها على انعقاد مجلس الأمن الدولي بعد رفض بريطانيا، في حين حذرت جمهورية دونيتسك من تكرار كييف الاستفزاز والفبركة على غرار «بوتشا» في قرى أوكرانية أخرى.
يأتي ذلك فيما قالت صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية إن الولايات المتحدة خالفت الوعود التي قطعتها لروسيا بعد نهاية الحرب الباردة بعدم توسيع الـ«ناتو»، ولم تقدم أي اعتذار عن ذلك.
وحسب موقع «روسيا اليوم» قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الوضع والفبركة في بوتشا هو استفزاز ويمثل تهديداً للسلم والأمن الدوليين، وأضاف لافروف في اجتماع مع نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث: تم شن وتنفيذ هجوم وهمي مزيف ومفبرك آخر في مدينة بوتشا بمنطقة كييف بعد أن غادرت القوات الروسية من هناك، مشيراً إلى أنه ووفقاً للمخطط الغربي أقيم هناك عرض مسرحي بعد أيام قليلة من انسحاب القوات الروسية، وتم نشر الفبركات عبر جميع القنوات والشبكات الاجتماعية من قبل الممثلين الأوكرانيين ورعاتهم الغربيين.
ولفت لافروف إلى أن روسيا ستطالب بريطانيا بأداء مهام رئيس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن دورها في الرئاسة لشهر نيسان وعقد جلسة حول الوضع في بوتشا، بدوره صرح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، بأن الحقائق والوقائع المنشورة في مقاطع الفيديو التي نشرتها كييف حول قرية «بوتشا» على مشارف العاصمة كييف، لا تشير إلى مصداقية رواية كييف.
وأضاف، إنه من غير الممكن الوثوق بمواد الفيديو التي نشرها الجانب الأوكراني، حيث حدد متخصصون في وزارة الدفاع الروسية علامات تزوير وتزييف للفيديوهات المنشورة.
ومن جانبه أمر كبير المحققين الروس ألكسندر باستريكين، أمس الإثنين، بإجراء تحقيق رسمي في ما عدّه استفزازاً من قبل أوكرانيا، وقالت لجنة التحقيقات الروسية في بيان إن ألكسندر باستريكين، رئيس اللجنة، أمر بفتح تحقيق بعد أن نشرت أوكرانيا «معلومات كاذبة عمداً» عن القوات المسلّحة الروسية في بوتشا.
وفي وقت سابق أمس، أكّدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أنّ المغزى من جريمة نظام كييف في مدينة «بوتشا» الأوكرانية هو تقويض مفاوضات السلام وتصعيد العنف، وصرحت زاخاروفا، بأن روسيا سوف تعاود تقديم طلب لانعقاد مجلس الأمن الدولي بشأن ما جرى في بوتشا الأوكرانية، بعد رفض البريطانيين للانعقاد.
ونشرت زاخاروفا في قناة «تليغرام» الخاصة بها بالأمس: وفي أسوأ التقاليد الإنجليزية، لم توافق ممثلة بريطانيا في مجلس الأمن الدولي على عقد اجتماع للمجلس بشأن الوضع في بوتشا. وستطالب روسيا اليوم مرة أخرى بعقد مجلس الأمن فيما يتعلق بالاستفزازات الإجرامية للجيش الأوكراني والمتطرفين في هذه المدينة.
وفي وقتٍ سابق أعلن رئيس مركز الدفاع الوطني الروسي ميخائيل ميزينتسيف أنّ القوات الأوكرانية جعلت أكثر من 4.5 ملايين أوكراني، وأكثر من 6500 أجنبي، دروعاً بشرية لها في المدن والمناطق التي تتحصّن فيها في أوكرانيا.
إلى ذلك قال نائب قائد قوات جمهورية دونيتسك الشعبية، إدوارد باسورين، إن الاستفزاز الذي قاموا به في بوتشا، يمكنهم، من حيث المبدأ، القيام به في قراهم، ثم يقولون إنه نتيجة لإطلاق نار أدى إلى مقتل أعداد كبيرة من السكان المدنيين، فينبغي توقع ذلك، ولكن لماذا يحتاجون لهذا الاستفزاز؟ إنه من أجل خلق صورة مفبركة وأخبار كاذبة واتهامات.
وفي وقت سابق، وزعت السلطات الأوكرانية مقطع فيديو يُزعم أنه تم تصويره في مدينة بوتشا بمنطقة كييف (بعد انسحاب القوات الروسية من هناك)، حيث تنتشر جثث القتلى على الطريق، لكن لاحظ المشاهدون أن «الموتى» يحركون أذرعهم وينزعون أطرافهم حتى لا يقعوا تحت عجلات المعدات العسكرية.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن جميع الصور الفوتوغرافية ومواد الفيديو التي نشرها نظام كييف، والتي يُزعم أنها تشهد على نوع من «الجرائم» التي ارتكبها عسكريون روس في مدينة بوتشا بمنطقة كييف، هي «استفزاز آخر» مفبرك، وأكدت الوزارة أنه خلال الوقت الذي كانت فيه هذه المدينة تحت سيطرة القوات المسلحة الروسية، لم يتعرض أي من السكان المحليين هناك لأي أعمال عنف.
وأشارت الوزارة إلى أن جميع الوحدات الروسية غادرت بوتشا بالكامل في 30 آذار الفائت، ولم يتم إغلاق المخارج من المدينة في الاتجاه الشمالي، بينما قصفت القوات الأوكرانية على مدار الساعة الأطراف الجنوبية، بما في ذلك المناطق السكنية، بالمدفعية من العيار الثقيل. والدبابات وأنظمة إطلاق صواريخ متعددة.
وعلى خطٍ موازٍ أعلن وزير خارجية ليتوانيا، غابرييليوس لاندسبيرغيس، حسب موقع «النشرة»، أن بلاده قررت تقليص التمثيل الدبلوماسي الروسي لديها، وبالتالي سيتوجّب على سفير جمهورية روسيا الاتحادية المغادرة، إلى جانب قرار الحكومة إغلاق القنصلية الروسية في مدينة كلايبيدا.
وأوضح الوزير أن «السفير الليتواني لدى موسكو سيعود إلى فيلنيوس في أقرب وقت، أما سفير ليتوانيا في أوكرانيا فسيعود إلى عاصمتها كييف».
كما علقت السلطات الليتوانية قبول شركات أجنبية من روسيا في ليتوانيا، وقال لاندسبيرغيس: «الشركات الدولية المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات لن تستطيع الانتقال من روسيا إلى ليتوانيا، بسبب وقوع قطاع تكنولوجيا المعلومات في روسيا تحت مراقبة الاستخبارات».
وفي غضون ذلك قالت صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية إن الولايات المتحدة خالفت الوعود التي قطعتها لروسيا بعد نهاية الحرب الباردة بعدم توسيع الـ«ناتو»، ولم تقدم أي اعتذار عن ذلك.
وحسب وكالة «نوفوستي» أضاف كاتب المقال الذي نشرته الصحيفة إن واشنطن وحلفاءها اعتبروا انهيار الاتحاد السوفيتي والكتلة الاشتراكية انتصاراً لهم، وبداية لنظام عالمي جديد، ستكون فيه السيطرة لهم، مشيراً إلى أن السياسي الأميركي فرانسيس فوكوياما وصف هذه الأحداث في حينها بأنها «نهاية التاريخ».
وقال كاتب المقال إن الولايات المتحدة نكثت وعودها لروسيا ما بعد الاتحاد السوفيتي بأن الـ«ناتو» لن يتوسع، مشيراً إلى أن محاولات الـ«ناتو» والاتحاد الأوروبي التعدي على مناطق نفوذ روسيا، تسببت في نشوب الصراع بين الطرفين.
وأوضح أن ما يجري هو خاصية منطقية تتميز بها العلاقات الدولية، حسب الباحث جون ميرشايمر، حيث تريد مجموعة دول ما أن تحاصر وتحيط بتحالف عسكري معاد، وهو طريق مباشر للصراع.
وأضاف كاتب المقال إن الغرب لا يعتذر عن هذا، ويعتقد أن له الحق في القيام بذلك وفقاً لمنطق «نهاية التاريخ».
ميدانياً، قالت مصادر روسية رسمية إن نحو 600 ألف شخص نزحوا إلى روسيا من منطقة دونباس ومدن وقرى أوكرانية، مشيرة إلى أنه حتى صباح (أمس) الإثنين، وصل نحو 598 ألف شخص إلى روسيا، بينهم 118.5 ألف طفل، ما يقرب من 500 ألف منهم عبروا الحدود من دونباس في منطقة روستوف، والباقون من الجانب الأوكراني عبر نقاط التفتيش الحدودية في مناطق بيلغورود، وكورسك وبريانسك وجمهورية القرم.
على خط مواز أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها واصلت استهداف منشآت البنية العسكرية التحتية لأوكرانيا في إطار العملية العسكرية الخاصة في هذا البلد.
وأفاد الناطق الرسمي باسم الوزارة اللواء إيغور كوناشينكوف خلال إحاطة إعلامية أمس الإثنين بأنه تم مساء أول من أمس الأحد وبضربات جوية تدمير مركز للقيادة تابع للفوج الآلي المنفصل رقم 24 للقوات المسلحة الأوكرانية في محيط بلدة ليسيتشانسك.
وذكر كوناشينكوف أن الطيران العملياتي التكتيكي التابع للقوات الجوفضائية الروسية دمر أيضاً خلال مساء أول من أمس 14 منشأة حربية أوكرانية من بينها مركزان للقيادة ومنظومتان للدفاع الصاروخي المضاد للجو من طراز بوك م 1 في بلدتي كراسنوغوركا وفييرخنيتوريتسكويه وبطارية للمدفعية ومستودعان للأسلحة والذخائر المدفعية الصاروخية وثلاثة مخازن للوقود و6 مراكز محصنة لحشد المعدات القتالية للقوات المسلحة الأوكرانية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن