سورية

رداً على تعزيز الاحتلال التركي قواته في «خفض التصعيد» … «الحربي» يستهدف إرهابيي أردوغان جنوب إدلب

| حلب- خالد زنكلو - حماة- محمد أحمد خبازي - دمشق - الوطن - وكالات

لم يتأخر الرد الروسي على إجراءات النظام التركي خلال الأيام الثلاثة الأخيرة بزيادة حشوده العسكرية لتدعيم محارسه ونقاط مراقبته غير الشرعية في محيط طريق عام حلب – اللاذقية المعروفة بـ«M4» في منطقة «خفض التصعيد» بإدلب، حيث وجهت المقاتلات الحربية الروسية غارات استهدفت مرتزقة النظام التركي في المنطقة في رسالة تحذير من التمادي باستفزازاته أو قراءة الواقع العسكري بخلاف ما هو عليه على الأرض، وذلك في وقت كبدّ سلاح الجو السوري والروسي المشترك تنظيم داعش الإرهابي خسائر فادحة في البادية الشرقية.

ولم يسعف نظام الرئيس رجب طيب أردوغان ادعاءه بالوقوف على الحياد أو التوسط بين طرفي الحرب الدائرة رحاها في أوكرانيا، وليرسل عبر وسائط النار رسائل سريعة في «خفض التصعيد» تؤكد ضرورة عدم تفسير «الاتفاقيات الثنائية» الخاصة بالمنطقة من وجهة نظر تركية أحادية ومغايرة لنصوصها وعدم المساس بخطوط التماس الثابتة فيها منذ وقف إطلاق النار الذي أقره «اتفاق موسكو» الروسي التركي في 5 آذار 2020.

وأفادت مصادر محلية في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي «الوطن»، أن المقاتلات الروسية، شنت أمس 3 غارات استهدفت مسلحي ما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لـ تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وتضم «الجبهة الوطنية للتحرير» أكبر ميليشيا ممولة من النظام التركي، في محيط بلدة فليفل جنوبي جبل الزاوية.

وأكدت المصادر مقتل وجرح أكثر من 15 إرهابياً في الغارات الروسية وتدمير عتاد عسكري كان بحوزة الإرهابيين، بينه دبابة ومدرعتان و3 مرابض مدفعية ودشم تحتوي على رشاشات ثقيلة، الأمر الذي اضطر الإرهابيين للجوء إلى نقاط تمترسهم الخلفية خشية تكرار الغارات.

وتعد تلك الغارات الثالثة من نوعها بعد بدء العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا في 24 شباط الماضي، بعد تنفيذ الطيران الحربي الروسي 3 غارات مشابهة استهدفت مرتزقة النظام التركي في 28 آذار المنصرم بالقرب من بلدة معارة النعسان بريف إدلب الشمالي، وإثر استهداف محيط بلدتي بزابور وشنان بجبل الزاوية، حيث تقع نقطة مراقبة غير شرعية للاحتلال التركي بالقرب من الثانية، قبل ذلك بـ3 أيام.

وبين مراقبون عسكريون للوضع في «خفض التصعيد» في تصريحات لـ«الوطن» أن القصف الروسي أمس له دلالاته المهمة كونه استهدف مرتزقة أردوغان في الخطوط الأمامية لأهم جبهات القتال وبالقرب من خطوط التماس مع الجيش العربي السوري وفي نقطة لا يكف الإرهابيون منها على تنفيذ خروقات لوقف إطلاق النار وبشكل يومي باتجاه نقاط تمركز وحدات الجيش العربي السوري جنوب إدلب.

وأكد المراقبون، أن مواصلة سلاح الجو الروسي غاراته ضد مرتزقة النظام التركي وبالقرب من نقاط مراقبته وعند خطوط التماس، رسالة تحذير بالغة الأهمية من عمر الحرب الأوكرانية التي إن تركت تداعياتها وارتداداتها في مسرح العمليات السوري فستكون في غير مصلحة أردوغان الذي يخاطر ويقامر مجدداً كعادته في المستنقع السوري وبحسابات خاطئة ستكلفه كثيراً في حال الاستمرار في صلفه وعنجهيته.

ومؤخراً رفع جيش الاحتلال التركي من عديد وتجهيزات قواته المتمركزة في محارسه ونقاط مراقبته جنوب وشمال «M4» عبر رتلين عسكريين، بعدما جمّع عدداً من نقاط مراقبته في جبل الزاوية، ونقل جنوداً وعتاداً عسكرياً منها إلى شمال الطريق الدولية وإلى مناطق خارج منطقة «خفض التصعيد»، ما عزته توقعات إلى أن النظام التركي يهدف من خطواته تلك إلى تسهيل فتح الطريق أمام حركة المرور والترانزيت، وفق ما نص عليه «اتفاق موسكو»، وعلى خلفية ارتدادات الحرب الأوكرانية.

ومطلع العام الحالي كثفت المقاتلات الروسية من استهداف معاقل مرتزقة أردوغان في إدلب وسهل الغاب بحماة وفي ريف حلب الغربي، وهي دكت معاقل تلك المرتزقة و«النصرة» الفرع السوري لتنظيم القاعدة في بلدة العنكاوي يسهل الغاب وحرش بلدة مصيبين وجبل الأربعين قرب مدينة أريحا ومحيط السجن المركزي غرب مدينة إدلب، عدا محيط بلدات سيجر والشيخ يوسف والجديدة ومنطقة النهر الأبيض والنمرة بريف إدلب الغربي وبلدات كنصفرة ومشون والبارة بجبل الزاوية بريفها الجنوبي، بالإضافة إلى محيط بلدة كفردريان بريف المحافظة الشمالي الغربي ومنطقة كفرعروق- كلي شمالاً وجبل الشيخ بركات الذي يشرف على مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي والذي يضم أكبر وأهم قاعدة عسكرية لجيش الاحتلال التركي.

وفي البادية الشرقية، شن الطيران الحربي السوري والروسي المشترك صباح أمس، غارات مكثفة على مواقع لخلايا تنظيم داعش الإرهابي.

وبيّن مصدر ميداني لـ«الوطن» أن الغارات طالت مخابئ للدواعش في باديتي حمص الشرقية والرقة، وهو ما كبد التنظيم الإرهابي خسائر فادحة.

وأوضح المصدر، أن خلايا داعش صعَّدت من وتيرة اعتداءاتها على النقاط العسكرية في بادية حمص الشرقية، لتعويض خسائرها الفادحة التي كبدتها إياها الوحدات المشتركة من الجيش والقوات الرديفة مؤخراً خلال تمشيطها قطاعات البادية، وبالضربات الجوية التي سددها الطيران الحربي لها بعمق البادية أيضاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن