ألمانيا وفرنسا وليتوانيا صعّدوا دبلوماسياً.. بايدن يدعو لمحاكمة بوتين.. وزاخاروفا: ابدؤوا أولاً محاكمات بشأن يوغوسلافيا والعراق … لافروف: حملة بوتشا شبيهة بحملات الخوذ البيض وعودة دمشق للجامعة في أقرب وقت
| الوطن – وكالات
فيما كان الكباش الغربي مع روسيا يقطع أشواطاً متقدمة، كمؤشر واضح على مدى ما حققته الدبلوماسية السياسية والعمليات العسكرية الخاصة في أوكرانيا، استقبلت موسكو وفداً وزارياً عربياً والتقت مع وزير الخارجية سيرغيه لافروف الذي أكد أن الحملة لتشويه صورة بلاده في بوتشا الأوكرانية، شبيهة بحملات «الخوذ البيض» في سورية، مشدداً على أن عودة دمشق إلى الجامعة العربية سيحل في أقرب وقت وسيساعد على توحيد الصف والمواقف العربية في المنطقة والعالم بأسره.
التصعيد الغربي تجلى أمس بدعوة أطلقها الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إنشاء محكمة لمقاضاة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باعتباره «مجرم حرب»، الأمر الذي ردت عليه موسكو سريعاً بالقول: «ليبدؤوا من الغارات على يوغوسلافيا واحتلال العراق».
التصعيد الأميركي ترافق مع تحرك غربي مشابه حيث أعلنت كل من ألمانيا وفرنسا وليتوانيا طرد عدد كبير من الدبلوماسيين الروس، بالتزامن مع قرار برلين وضع يدها على شركة «غازبروم جرمانيا»، الشركة الألمانية تابعة لشركة الطاقة الروسية العملاقة «غازبروم»، وأعلنت عن نقلها إلى وصاية وكالة الشبكة الفيدرالية الألمانية.
وفي التفاصيل، أكد الوزير لافروف، خلال مؤتمر صحفي مع وزراء المجموعة الوزارية العربية بشأن أوكرانيا عقد أمس في موسكو، أن الحملة لتشويه صورة روسيا في بوتشا شبيهة بحملات «الخوذ البيض» في سورية.
وقال لافروف: تم البحث مع الوفد الوزاري العربي الوضع في سورية وعبّرنا عن أملنا بعودة سورية إلى جامعة الدول العربية، مشدداً على أن عودة سورية إلى الجامعة يساعد على توحيد المواقف العربية في المنطقة والعالم بأسره.
وتابع لافروف: تضليل الحقائق لم يقتصر على مدينة بوتشا وهو رافق كل الأزمات والحروب ومنها الخوذ البيضاء في سورية (…) عندما تقدم الجيش العربي السوري عمد الغرب إلى إجلاء الخوذ البيضاء إلى الخارج ولا يزال المئات منهم في الأردن».
وبيّن أن الدول الغربية ترفض السماح لعناصر «الخوذ البيضاء» بالعودة إلى بلدانهم لاتضاح الحقيقة الإرهابية لهم، وأن ساسة الغرب الذين دمروا العراق وليبيا كانوا وراء التوغل في سورية وهم بلا ضمير.
وأشار إلى أنه خلال المفاوضات مع الجانب الأوكراني اتضح لموسكو أن الطرف الأوكراني بات يدرك أن الضمانات الأمنية لا يمكن أن يحصل عليها من حلف الناتو، مضيفاً: إن المفاوضات مع الجانب الأوكراني لا تؤثر على سير العملية العسكرية.
وشدد على أن اللاعبين الخارجيين يريدون عرقلة المفاوضات واستمرار الاشتباكات على الأرض، ودعا الجانب الأوكراني ألا يصغي لنصائح الغرب التي لا تخدم أوكرانيا وإنما هدفها استمرار الفوضى.
وقال: «نحن جاهزون لحوار صريح مع الغرب وليس لحوار مبني على القواعد المزيفة والغرب بغطرسته لا يريد أن يدخل في أي نقاشات جدية وروسيا مضطرة للعودة بالأوضاع في أوكرانيا إلى مجرياتها الطبيعية».
من جهتها علقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أمس، على دعوة بايدن لتنظيم محكمة بشأن أوكرانيا على قناتها في «تليغرام» وقالت: «يا لها من فكرة رائعة، لكن دعوهم يبدؤون من الغارات على يوغوسلافيا واحتلال العراق».
وفي وقت سابق اليوم ادّعى بايدن أن روسيا ارتكبت جرائم حرب في أوكرانيا، ودعا إلى إنشاء محكمة لمقاضاة بوتين باعتباره «مجرم حرب».
في غضون ذلك أعلن رئيس مركز الدفاع الوطني الروسي ميخائيل ميزينتسيف أن القوات الأوكرانية جعلت أكثر من 4.5 ملايين أوكراني، وأكثر من 6500 أجنبي، دروعاً بشرية لها في المدن والمناطق التي تتحصّن فيها في أوكرانيا.
وفي تصعيد دبلوماسي غربي ضد روسيا قالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، أمس الإثنين، أن بلادها قررت طردَ عددٍ كبيرٍ من الدبلوماسيين الروس، ونقلت وكالة «فرانس برس» عن معلوماتٌ تلقّتها أن عدد هؤلاء الدبلوماسيين يصل إلى 40.
من جهتها أكدت موسكو بأن موسكو لن تقف مكتوفة الأيدي بعد قرار برلين طرد دبلوماسيين روس ونقلت وكالة «تاس» عن زاخاروفا قولها: «سنرد أيضاً على هذا العمل الشرير للآلة السياسية الألمانية».
كما قررت ألمانيا وضع يدها على شركة «غازبروم جرمانيا»، وهي شركةٌ ألمانيةٌ تابعة لشركة الطاقة الروسية العملاقة «غازبروم»، وأعلنت عن نقلها إلى وصاية وكالة الشبكة الفيدرالية الألمانية.
وفي خطوةٍ مماثلة، قالت «فرانس برس» أن فرنسا قررت طرد 35 دبلوماسياً روسياً، وبرَّرت وزارة الخارجية الفرنسية قرار بلادها بأن نشاط الدبلوماسيين الروسيين يتعارض مع المصالح الأمنية الفرنسية.
وعلى خطٍ موازٍ أعلن وزير خارجية ليتوانيا غابرييليوس لاندسبيرغيس، حسب موقع «النشرة»، أن بلاده قررت تقليص التمثيل الدبلوماسي الروسي لديها، وبالتالي سيتوجّب على سفير جمهورية روسيا الاتحادية المغادرة»، إلى جانب قرار الحكومة إغلاق القنصلية الروسية في مدينة كلايبيدا.