ثقافة وفن

تترات مسلسلات رمضان 2022.. تنوع وغنى واختلاف … بحر لاواديسا لـ«الوطن»: المركب واحد ولا يمكن الإبحار بالشارة والعمل غريق

| سارة سلامة

لا شك أن الأعمال الدرامية في سورية كغيرها من الدراما، تحيط نفسها بسياج مهم كبداية ومدخل إلى العمل، اليوم تستلقي معظم أعمالنا على وسادة هادئة ارتكزت عليها لتحقق عنصر التشويق والجذب..

ومع بدء الماراثون الرمضاني 2022، استحوذت تترات المُسلسلات على نصيب كبير من الاهتمام، لا تقل أهمية عن المسلسلات، لما للشارة من أهمية ترويجية ودعائية تضمن نجاح العمل وأداة جذب للمُشاهد.

وتعد أغاني وموسيقا الدراما السورية من عوامل نجاحها وانتشارها خارج سورية باتجاه العالم العربي، وأسهم موسيقيون في وضع هذه الموسيقا التي لاقت رواجاً كبيراً جعلت صناعها يحيون حفلات خاصة لغنائها في المسارح ودور الأوبرا.

وفي هذا السياق نستعرض بعض تترات المُسلسلات والمُطربين الذين قاموا بغنائها:

تنوع وغنى

واتكأ مسلسل «مع وقف التنفيذ» في شارته على كلمات بحر لاوديسا، وألحان طاهر مامللي، غناء كورال سورية، والعمل يغوص في حياة المهجرين، رغم كل الجروح التي بقيت مندملة في أجسادهم، فالنزوح تجربة تركت آثاراً ليست صغيرة عندهم، ربما أيضاً غيرت طريقة تفكيرهم، وأسلوب حياتهم.

ومع وقف التنفيذ إخراج سيف الدين سبيعي والمسلسل من تأليف علي وجيه ويامن الحجلي، بطولة: غسان مسعود، وسلاف فواخرجي، وعباس النوري، ويامن الحجلي، وفادي صبيح، وشكران مرتجى، وصفاء سلطان، وحلا رجب، وآخرين.

مسلسل على «قيد الحب» استعان بموسيقاه برضوان نصري، كلمات بحر لاواديسا، غناء عامر خياط، والعمل اجتماعي يعيدنا حتى من خلال موسيقاه إلى الأعمال السورية الخالصة العائلية التي لطالما تركت أثرا كبيراً فينا.

ويتناول العمل قصة صديقين تمتد صداقتهما لأكثر من أربعة عقود، لكن هذه العلاقة تتعرض لاختبار كبير، بسبب الأبناء، وأحداثٍ يلقي بها الماضي ظلاله على الحاضر.

والمسلسل من تأليف فادي قوشقجي، وإخراج باسم السلكا، وبطولة: دريد لحام، وسلوم حداد، ومهيار خضور، وأسامة الروماني، وسمر سامي، وصباح الجزائري، ونادين خوري، ورنا كرم، ومديحة كنيفاتي.

جزء من العمل

وفي حديث خاص لـ«الوطن» مع الشاعر بحر لاواديسا الذي حضر هذا الموسم من خلال عملين إضافة إلى شارة مسلسل الكندوش، حيث قال عن تعامله مع النص واختيار الكلمات، وعن التكنيك الذي يتبعه إن «هناك ملخصاً للعمل لا بد أن اطلع عليه لآخذ فكرة عن الخطوط الرئيسية للعمل، ومن ثم تتحول هذه الخطوط إلى حالة شعورية أعيشها إلى أن ينتج عن هذه الحالة فيضاً شعرياً منبعه روح النص».

وفي سؤال عن «الكندوش» الذي قدمه العام الماضي وحقق من خلاله نجاحاً باهراً، وخاصة أن العمل كان مهلهلاً.. كم نستطيع القول إن الشارة أضافت للعمل وحققت عامل جذب كبيراً، بين لاوديسا بقوله: «اعتبر الشارة جزءاً لا يتحزأ من العمل ترافقه في دروب النجاح والفشل، ورغم أن الشارة لاقت الكثير من المديح والثناء، وأعطت العمل نكهة جميلة، إلا أن العمل لم ينل الاستحسان وبالتالي لم أكن سعيداً».

وعن شعور كاتب الشارة عند نجاح أو إخفاق أي عمل، كشف لاواديسا أنه: «بكل تأكيد أنا والشارة جزء من هذا العمل؛ نجاح العمل مع الشارة يعني نجاحي. فالمركب واحد ولا يمكن الإبحار بالشارة والعمل غريق».

بينما قال عن أصداء شارتيه في هذا الموسم وخصوصيتهما إن: «نوعية الشارات اختلفت هذا العام، فهي لا تشبه الكندوش أو خاتون أو صرخة روح؛ في شارة (على قيد الحب) الكلام باللغة الفصحى البسيطة والسهلة التي تحمل عمق المعنى. فمن حق اللغة علينا أن نكرمها ببعض هذه الأعمال وألا تسرقنا اللهجة المحكية من لغتنا الجميلة الراقية؛ على حين في مسلسل (مع وقف التنفيذ) اسير بلغتي في شوارع البلد أعبر عن الجياع والمحرومين؛ وأصف حالهم بلغتهم وبأوجاعهم ودموعهم، مع وقف التنفيذ ليست شارة مسلسل هي حالة وطن، واتفهم كل الأذواق حين أقدم مثل هذا النوع من الشارات».

وأخيراً سألناه عن رده على ما نشر في منشور على صفحة شخصية لأحد النقاد والذي يرى (بأنه لم يستبشر خيراً من شارتي العمل)، قائلاً: «هي شارة وليست بشارة والكاتب يختلف عن الشخص العادي. يجب ألا يقرأ الكتب التي يفرح فقط بعناوينها.. فليستبشر صبراً».

شارة تحمل الشخصيات

وفي «الفرسان الثلاثة»، غناء بطل العمل الفنان أيمن زيدان، موسيقا ابنه غالب رغم تخوف الأخير من طريقة تقديم والده إلى الناس لكن سرعان ما تحولت الفكرة إلى حقيقة ناجحة، لأنه لم يعمل على تقديم طرب، واستغل غالب حالة المسلسل في الموسيقا ليقدم شارة تحمل شخصيات من العمل وأحداثه؛ وشارك في غنائها كل من أبطال العمل شكران مرتجى وجرجس جبارة وجمال العلي، وحملت موسيقا حديثه مع روح الشارات القديمة.

تروي أحداث المسلسل حياة ثلاثة رجال تجاوزوا سن الخمسين، أنهكتهم الحياة، يواجهون الفساد الوظيفي بما يفوق قدرتهم على الاحتمال، وهو من تأليف محمود الجعفوري، وإخراج علي المؤذن، وبطولة: أيمن زيدان، وجمال العلي، وجرجس جبارة، وشكران مرتجى، وغادة بشور، وفادي صبيح.

بينما صاغ إياد الريماوي موسيقا «جوقة عزيزة» ليدخل ويبحث طويلاً في عشرينيات القرن الماضي، وهذا لم يكن سهلاً لأن مراجع هذه المرحلة غير متوافرة، حيث وصل الريماوي إلى مكتبة «هارفارد»، لإيجاد مراجع موسيقية وصل خلالها إلى عدة تسجيلات.

وتدور قصة جوقة عزيزة في إطار شعبي في فترة ثلاثينيات القرن الماضي، بطلتها «عزيزة» الراقصة التي ذاع صيتها، وفتنت رجال زمانها، تأليف خلدون قتلان، وإخراج تامر إسحاق، بطولة نسرين طافش، وسلوم حداد، وأيمن رضا، وخالد القيش، وهبة نور.

بينما قدم التأليف والتوزيع الموسيقي لمسلسل «كسر عضم» طارق الناصر، الذي يشكل حالة خاصة في الموسيقا التصويرية، وجعل منها بطلاً رئيسياً في الدراما هو صاحب «نهاية رجل شجاع» و«يوميات مدير عام» و«ملوك الطوائف»..

وتميز الناصر بتقديم موسيقا مختلفة سواء من ناحية النمط الموسيقي أو من ناحية التوزيع، بما يناسب ويضيف للعمل الدرامي المنتج؛ وهذا ربما ما دفع شربتجي لتتعاون معه في «كسر عضم».

ويركز العمل على الشرخ الطبقي الذي ولد في سورية بعد الحرب، كما يتناول الصراعات بين «أمراء الحرب»، وما تبقى من آثار الطبقة الوسطى.

والعمل كتابة علي الصالح، معالجة درامية رانيا الجبان، وإخراج رشا شربتجي، وبطولة: فايز قزق، وكاريس بشار، ونادين تحسين بيك، وسامر إسماعيل، ونانسي خوري، وولاء عزام.

حاضرة في رمضان

ومن حهتها تكون الفنانة اللبنانية إليسا حاضرة في رمضان 2022 من خلال غنائها لتتر مسلسل «ظل» بأغنيتها «ضمائر»؛ وتعاونت إليسا في الأغنية مع الشاعر أحمد مرزوق والمُلحن محمد رحيم والموزع عادل حقي.

و«ظل» يقوم ببطولته مجموعة من أبرز الفنانين السوريين واللبنانيين، منهم يوسف الخال، وعبدالمنعم عمايري، جيسي عبدو، كنده حنا، جهاد سعد، مي سحاب، بياريت قطريب، إيلي متري، أنجو ريحان، دارينا الجندي ووسام فارس، من تأليف الثلاثي سيف رضا حامد ومحمود إدريس وزهير الملا، وإخراج محمود كامل.

كما يُقدم ناصيف زيتون أغنيته «أوقات»، وهي التتر الرسمي للموسم الثاني من مسلسل «للموت 2»، كلمات مازن ضاهر، وألحان أحمد بركات، وإخراج فيليب أسمر.

والعمل بطولة: ماغي بو غصن، دانييلا رحمة، محمد الأحمد، باسم مغنية، وسام صباغ وآخرين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن