ثقافة وفن

وزارة الإعلام قاطعت نفسها بنفسها … أيمن زيدان يطلق صرخته: «أكاد أقسم إنه لا أمل»

| وائل العدس

حسناً فعلت شركات الإنتاج الخاصة عندما وهبت أعمالها إلى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون مجاناً لتكون حاضرة على شاشتي «السورية» و«سورية دراما» رغم كثرة القنوات العربية التي تعرضها، إيماناً منها بأهمية المشاهد السوري من ناحية، وعربون محبة للشاشات الوطنية لتكون منافسة لأهم الشاشات العربية خلال شهر رمضان من ناحية ثانية.

الشاشتان الحكوميتان انفردتا بعرض 12 مسلسلاً سورياً جديداً من دون أن تتكلف بدفع ليرة واحدة، والأعمال هي «أبنائي أرجوكم، ماما عناية، بروكار2، باب الحارة 12، حوازيق، جوقة عزيزة، الكندوش 2، كسر عضم، مع وقف التنفيذ، على قيد الحب، لو بعد حين، بقعة ضوء 15».

ولكن، في الوقت نفسه، ظلمت وزارة الإعلام نفسها عندما تجاهلت مسلسل «دفا» تماماً وأبقته خارج العروض الرمضانية واكتفت بعرض واحد لمسلسل «الفرسان الثلاثة» من دون أن تنجح في تسويقه عربياً رغم أن العملين من إنتاجها عبر المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي.

خلال سنوات الحرب، كان تسويق أعمال الدراما السورية عربياً من أكثر الأمور صعوبة بسبب الحرب الكونية التي واجهتها سورية، ولكن ما المبرر الآن بعد تحقيق كل تلك الانتصارات السياسية والعسكرية وعلى الصعد كافة؟

السياسات التسويقية

احتفت وسائل الإعلام المحلية والعربية بعودة النجم أيمن زيدان إلى الكوميديا التي اشتهر بها وساهم بانتشارها عربياً، وخاصة أنه عرابها وأحد صنّاعها في عصرها الذهبي، ولا يختلف اثنان على أن اسمه وحده قادر على تسويق أي منتج درامي في أي بلد عربي، ولو أوكلت المهمة له لحمل العمل إلى عشرات القنوات العربية.

وفي وقت نجحت الشركات الخاصة في الوصول إلى أهم القنوات العربية، حتى من كانت تجاهر يوماً بالمقاطعة، فإن معضلة غياب السياسات التسويقية مازالت غائبة عن وزارة الإعلام ومؤسساتها، فحكمت على عملين بما يشبه الإعدام، فغيبت الأول تماماً وهمشت الثاني لتتكبد خسارتين مادية ومعنوية، وكأنما الوزارة التي تعد المسؤولة الأولى والأخيرة عن الدراما قاطعت نفسها بنفسها.

عشرة أعمال تعرض مرتين عبر الشاشتين الحكوميتين، في وقت لم يمنح مسلسل «الفرسان الثلاثة» المنتج من القطاع العام إلا فرصة عرض واحدة عبر «السورية»، هذا في حال تجاهلنا إخفاق هذا القطاع بتسويق أعماله عربياً أسوة بباقي الشركات التي وصلت إلى 41 قناة عربية!.

وإن كانت الوزارة عاجزة على مر السنين عن افتتاح فضائيات جديدة، فلماذا تتجاهل أعمالها التي تنتجها بنفسها؟ وهل يكفي أن يعرض مسلسل أعاد الكوميديا إلى الحياة على قناة واحدة؟ ولماذا امتنعت عن عرض المسلسل الآخر؟ وإن كانت الشاشة السورية لا تعرض أعمالها فمن يعرضها؟

صرخة مدوية

النجم أيمن زيدان أطلق صرخة مدوية عبر صفحته الخاصة على فيسبوك قال فيها متهكماً: «استفسار غير بريء، ماذا يعني هذا الاحتفاء الكبير بعرض مسلسل «الفرسان الثلاثة» على قنوات التلفزيون السوري خلال شهر رمضان المبارك؟ علماً أنه العمل اليتيم من إنتاج القطاع العام؟ أكاد أقسم إنه لا أمل، وللحديث بقية».

التسويق الإعلامي

إن أوجدنا كل المبررات في إخفاق المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي في تسويق أعمالها عبر القنوات العربية، فإنه لا يمكن بأي حال تجاهل إخفاقها في التسويق الإعلامي.

فنحن وكل دول العالم نعيش في زمن مواقع التواصل الاجتماعي، ومن يتأخر عن مواكبتها فإنه خارج الحسابات قولاً واحداً، فنجد أعلى صفحة مسلسل «دفا» خبراً مثبتاً عن انطلاق التصوير في الأول من شباط عام 2021، أي قبل عام وشهرين عن حلول الموسم الرمضاني.

وعلى الجهة الأخرى صفحة «الفرسان الثلاثة» تم إنشاؤها في منتصف شهر آذار، أي قبل 15 يوماً فقط على شهر رمضان، ولم يتم التعريف عن العمل إلا قبل أيام معدودة من انطلاق الموسم الرمضاني.

فهل بتلك السياسيات الإعلامية سنصل برسائلنا الدرامية إلى المشاهد العربي؟

وأخيراً

إذاً، سيبقى مسلسل «دفا» حبيس الدروج حتى يؤذن له بالعرض بعد انتهاء الشهر الفضيل، علماً أن عرضه تأجل للعالم الثاني على التوالي، ليصبح في عداد الأعمال المنتهية، بعد أن تأجل في المرة الأولى بسبب التأخير في التصوير.

العمل من تأليف بسام مخلوف وإخراج سامي الجنادي وبطولة نادين خوري ولينا حوارنة وتيسير إدريس وروعة السعدي وحسين عباس وسهير صالح وحازم زيدان.

أما «الفرسان الثلاثة» فينتظر فرصة عرض أفضل تعطيه حقه الفني، وهو من تأليف محمود الجعفوري وإخراج علي المؤذن وبطولة أيمن زيدان وجرجس جبارة وجمال العلي وشكران مرتجى وغادة بشور وفادي صبيح وعبير شمس الدين وحسين عباس وحسام عيد ومازن عباس وعلي كريم ورجاء يوسف ووائل زيدان وصفوح ميماس وجيانا عنيد وهمام رضا ومؤنس مروة ورامي أحمر وشادي قاسو والطفل علي عكروش.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن