الغلاء يغيّر طقوس رمضان في السويداء … مدير أوقاف السويداء: غلاء الأسعار حجّم مظاهر الفرح وخطف بهجة رمضان من قلوب السوريين
| السويداء– عبير صيموعة
استقبل الأهالي شهر رمضان المبارك بارتفاع جنوني للأسعار دفع بالضرورة إلى تغيير في طقوس الشهر المبارك التي فقدت بهجتها المعتادة.
وأشار الشيخ أبو حكيم سعود نايف النمر شيخ عشيرة الشنابلة بالسويداء لـ«الوطن» إلى أنه ورغم أن شهر رمضان هو صيام أخلاقي وروحي في الدرجة الأولى إلا أنه في ظل الظروف الاقتصادية الخانقة جاء الشهر الفضيل ثقيلاً على جميع الأهالي بسبب الحاجة حيث تغيرت طقوس الشهر الفضيل خلال السنوات الثلاث الأخيرة بشكل كبير وأصعبها كان رمضان الحالي الذي تلازم قدومه مع ارتفاع كبير بأسعار المواد الغذائية وضعف القدرة الشرائية للأهالي فضلاً عما لحق بقطعان الماشية كافة من نفوق وخسائر مني بها جميع المربين على ساحة المحافظة المترافق مع نقص المراعي والأعلاف وغلاء أسعارها.
ولفت إلى أن الكثير من الأسر التي باتت تعاني الفقر والعوز عجزت معه عن تأمين أبسط احتياجاتها اليومية فضلاً عن قدرتها على تقديم الزكاة وخاصة العائلات الموجودة في مناطق البادية والريف ممن تعرضوا سابقاً لاعتداءات المجموعات الإرهابية ودمرت منازلهم ولم يستطيعوا إصلاحها ما اضطرهم إلى الإقامة في بيوت من الشعر عاجزين عن تأمين أبسط مطالب حياتهم المعيشية التي يعتمدون في تأمينها على ما يملكون من الماشية والتي باتت عرضة للنفوق جراء نقص الغذاء والماء.
وأكد الشيخ النمر أن الوضع الاقتصادي صعب على شرائح المجتمع كافة.
وتمنى أن يكون رمضان القادم أفضل وأن يعم السلم والأمان على أرجاء البلاد كافة مع تحسن بالوضع الاقتصادي الذي انهار خلال سنوات الحرب التي تعرضت لها البلاد وأدى إلى تفشي الفقر وازدياد العوز لدى الشريحة الأكبر من المجتمع.
بدوره مدير أوقاف القنيطرة والسويداء الشيخ نجدو العلي أوضح لـ«الوطن» أن شهر رمضان المبارك يطل علينا في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة واشتداد وطئتها على السوريين «فنحن وإن كنا نؤكد أن هذا الشهر شهر تعبد وتكافل وصدقة وتراحم بين الناس وأنه من الخطأ تصور رمضان بأنه شهر تدبير النفقات وتجهيز الولائم للأضياف إلا أننا لا نستطيع أن نغفل أن هناك طقوساً كانت ترافق قدوم هذا الشهر وتزين أيامه ولياليه» حيث حجّم غلاء الأسعار مظاهر الفرح وخطف بهجة رمضان من قلوب السوريين ممن اعتادوا في الماضي الخروج لرؤية زينة رمضان وفانوسه الذي غاب عنه هذا العام وهو من التقاليد الوراثية المعتادة التي أنارت سابقاً الحارات والشوارع والأبنية والبيوت وخاصة الحارات الدمشقية القديمة.
وقال: مع ذلك نؤكد دوماً أن هذا الشهر شرع للإقبال على اللـه سبحانه وتعالى والإقبال على مرضاته وأنه سباق بالخيرات يظفر فيه من ينشط ويتحمس للخير فطوبى لمن كسا عرياناً ولمن تصدق بفضل زكاته على الفقير والمسكين والمحتاج ولمن وصل رحمه وسارع لمصالحة من خاصمه ولمن أعان مريضاً وأفطر صائماً فيه.. فهنيئاً لمن أدرك رمضان وأكثر فيه من فعل الخيرات.