عربي ودولي

الكرملين يسجل تصريحات متضاربة لبايدن والبنتاغون حول بوتشا.. وألمانيا ترفض حظر إمدادات الغاز … «الأوكراني» يرفض إلقاء أسلحته في ماريوبول.. والجيش الروسي: سيتم تحرير المدينة

| وكالات

سجل الكرملين تصريحات متضاربة للرئيس الأميركي جو بايدن، ووزارة الدفاع الأميركية حول الاستفزاز في بوتشا الأوكرانية، بينما عرض الجيش الروسي على الجيش الأوكراني إلقاء أسلحته في ماريوبول، بدورها أعلنت الخارجية الروسية أنه من المبكر الحديث عن احتمال عقد لقاء بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأوكراني ديميتر كوليبا، في حين أكدت ألمانيا تمسكها بموقفها الرافض لفرض حظر على إمدادات الغاز الروسي.
وحسب موقع «روسيا اليوم» قال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، في تصريح صحفي أمس الثلاثاء: إن الكرملين يسجل تصريحات متضاربة لبايدن والبنتاغون حول الاستفزاز في مدينة بوتشا الأوكرانية، وأضاف: إن الكرملين يشك في إمكانية إجراء تحقيق دولي الآن محايد في الاستفزاز في بوتشا، قائلاً: لابد من التفكير هنا في مدى إمكانية إجراء تحقيق محايد حقاً، وغير متحيز.
وفي وقت سابق، نشرت السلطات ووسائل الإعلام الأوكرانية مقطع فيديو يُزعم أنه تم تصويره في مدينة بوتشا بمنطقة كييف، حيث تنتشر جثث القتلى على الطريق.
وشكك العديد من مستخدمي الإنترنت في مصداقية اتهامات كييف ضد موسكو، مشيرين إلى أنه لم يكن هناك دماء بالقرب من الجثث على الأرض، وأن بعض القتلى كانوا يرتدون شارات بيضاء على أكمامهم ويمكن أن يكونوا قد قتلوا على أيدي قوات الأمن الأوكرانية أو الدفاع الإقليمي.
كما لاحظ المستخدمون أن «الموتى» يحركون أيديهم، وعند النظر في مرآة الرؤية الخلفية لسيارة المشغل، يبدو أن أحد «الموتى» يغير موقعه بمجرد مرور السيارة.
بدورها اعتبرت وزارة الدفاع الروسية أن جميع الصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو التي نشرها النظام في كييف، والتي يزعم أنها تشهد على نوع من «الجرائم» التي ارتكبها عسكريون روس في مدينة بوتشا بمنطقة كييف هي «استفزاز آخر».
على خطٍّ موازٍ قال نائب وزير الخارجية الروسي اندريه رودنكو إنه من المبكر الحديث عن احتمال عقد لقاء بين لافروف وكوليبا قبل الاتفاق على نص وثيقة ختامية، وأضاف في تصريحات له أمس إنه حالياً تجري مفاوضات مكثفة عبر الفيديو مع الجانب الأوكراني سعياً للوصول إلى توافق حول الموضوع.
وأوضح رودنكو أنه لا يزال من المبكر لأوانه أيضاً التحدث عن قائمة لبلدان ضامنة لأمن أوكرانيا لأن بعض البلدان أبدت استعدادها لذلك في حين لا تزال بلدان أخرى تدرس هذه المسألة.
في غضون ذلك اعتبرت ألمانيا أمس أن الحظر الكامل على الغاز الروسي لن يوقف الحرب، وأكدت تمسكها بموقفها الرافض لفرض حظر على إمدادات الغاز الروسي.
وأعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بوربوك، موقف بلادها الرافض لفرض حظر على إمدادات الغاز الروسي، على الرغم من الجولة الجديدة لتوتر العلاقات مع موسكو.
ونقلت صحيفة «فيلت» عن وزيرة الخارجية الألمانية قولها: لو كان الحظر الكامل سيوقف هذه الحرب لكنا فعلنا ذلك على الفور.
وتعتقد بويربوك أن مثل هذا القرار سيرفع تكلفة استمرار الصراع، ومع ذلك، أكدت أن السلطات الألمانية ستناقش مع الشركاء في الاتحاد الأوروبي عملية تقليل الاعتماد على الغاز الروسي.
علماً أن المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية، باولو جنتيلوني، أكد أول من أمس أن الاتحاد الأوروبي لم يتخذ أي تدابير حتى الآن بشأن وقف استيراد الغاز من روسيا، بينما أكد رئيس مصرف «دويتشه بنك» الألماني كريستيان سوينغ أن الاقتصاد الألماني معرّض لخطر الركود في حال الرفض الكامل لاستيراد النفط والغاز من روسيا.
ميدانياً، عرض الجيش الروسي على نظيره الأوكراني إلقاء الأسلحة مع الوعد بالإبقاء على حياة الجنود والخروج من الممرات الإنسانية إلى الأراضي التي تسيطر عليها كييف.
وحسب وكالة «انترفاكس» قال رئيس المركز الوطني لإدارة الدفاع، العقيد ميخائيل ميزينتسيف في بيان أمس: تدعو القوات المسلحة الروسية، انطلاقاً من المبادئ الإنسانية البحتة، وحدات القوات المسلحة الأوكرانية، وكتائب الدفاع الإقليمي والمرتزقة الأجانب، إلى وقف للأعمال العدائية بدءاً من الساعة السابعة من صباح (أمس) الثلاثاء بتوقيت موسكو، وإلقاء الأسلحة والمغادرة على طول الطريق المتفق عليه مع الجانب الأوكراني في اتجاه مدينة زابوروجيه إلى الأراضي التي تسيطر عليها كييف.
وطالب البيان التشكيلات الأوكرانية في ماريوبول بإلقاء أسلحتهم والمغادرة، حيث صرح ميزينتسيف بأن كل من يلقي السلاح يضمن الحفاظ على حياته، مشيراً إلى أن الجيش الروسي قد اقترح إقامة اتصال مستمر بين الجانبين الروسي والأوكراني من أجل تبادل المعلومات، على أن تبدأ من الساعة التاسعة صباح (أمس) الثلاثاء حالة «هدنة مؤقتة» يتعين خلالها على الجيشين الروسي والأوكراني وقوات جمهورية دونيتسك الشعبية التوقف التام عن العمليات العسكرية، وخروج جميع الوحدات المسلحة الأوكرانية والمرتزقة الأجانب دون استثناء ودون أي أسلحة أو ذخيرة.
وتم الاتفاق على أن تكون البداية الفعلية لـ«الهدنة» بين الطرفين الساعة 9:30 للخروج من ماريوبول باتجاه مانغوش، حيث يشار إلى الجانبين برفع الأعلام الحمر من الجانب الروسي، والبيض من الجانب الأوكراني على طول خط التماس بين القوات.
كذلك قالت وزارة الدفاع الروسية: إن موسكو تعول على دعم أنقرة لدفع القوات الأوكرانية لإلقاء أسلحتها في ماريوبول، كما أعربت الوزارة عن أملها أن يتمكن الزملاء الأتراك، باستخدام سلطتهم، من الضغط بكل الوسائل الممكنة على ممثلي سلطات كييف وقادة التشكيلات المسلحة الأوكرانية المتبقية في ماريوبول.
وفي وقت لاحق مساء أمس، عادت وزارة الدفاع الروسية وأعلنت أن الجانب الأوكراني رفض الهدنة المعروضة عليه، وقالت الوزارة في بيان نقلته وكالة «سبوتنيك» الروسية عبر موقعها على «تلغرام» إن «التشكيلات القومية الأوكرانية في ماريوبول رفضت إلقاء أسلحتها والمغادرة عبر الممرات الإنسانية، لذلك سيتم تحرير المدينة من قبل القوات الروسية وجمهورية دونيتسك الشعبية».
وقالت الوزارة إن «روسيا قدمت في وقت سابق اقتراحات متكررة إلى نظام كييف بشأن إمكانية انسحاب القوات الأوكرانية في حال ألقوا أسلحتهم طواعية من ماريوبول، ومنها (أمس) الثلاثاء الساعة 06:00، وطُلب منهم مرة أخرى وقف الأعمال العدائية، وإلقاء أسلحتهم والتوجه إلى المنطقة التي يسيطر عليها نظام كييف، مع ذلك، يتجاهل نظام كييف هذه المقترحات باستمرار، ونظراً لعدم اهتمام كييف بإنقاذ أرواح جنودها، سيتم تحرير ماريوبول من القوميين على يد وحدات من القوات المسلحة الروسية وجمهورية دونيتسك الشعبية».
ومن جانب آخر أعلنت وزارة الدفاع الروسية رصدها عمليات تصوير جديدة في «موشون» شمالي غرب كييف لنشرها في وسائل الإعلام الغربية، وإلصاق التهمة بالقوات الروسية.
وقال الدفاع الروسية في بيان أمس: إن جنود المركز الرئيسي رقم 72 التابع لإدارة الحرب النفسية للجيش الأوكراني في «موشون» شمال غرب كييف، يقومون حالياً بعمليات تصوير مرحلية لمدنيين يزعمون مقتلهم جراء «أعمال عنف» ليلصقوها بالقوات الروسية ولنشرها في وسائل الإعلام الغربية.
وأضاف البيان: إن القوات المسلحة الروسية دمرت 4 منشآت لتخزين الوقود لإمداد القوات الأوكرانية في مناطق قرى كريمينيتس وتشيركاسكي وزابوروجيه ونوفوموسكوفسك.
ونجحت الأسلحة الطويلة المدى العالية الدقة من البحر في تدمير مركز لتدريب قوات العمليات الخاصة الأوكرانية كان يستخدم لإيواء المرتزقة الأجانب في أوتشاكوف، وكذلك قصف الطيران العملياتي والتكتيكي للقوات الجوية الروسية، خلال مساء أول من أمس، 134 منشأة عسكرية أوكرانية، من بينها 8 مراكز قيادة ومراكز اتصالات، ورادار للإضاءة والتوجيه لمنظومة الدفاع الجوي المضادة للطائرات من طراز «إس 300»، وقاذفة واحدة لنظام الصواريخ «توشكا أو»، و6 مستودعات للذخيرة، ومستودعان للوقود، إضافة إلى 85 معقلاً ومناطق للارتكاز وتخزين المعدات العسكرية الأوكرانية.
وتمكنت أنظمة الدفاع الجوي الروسية من إسقاط أربع مسيرات في الجو في مناطق قرى تشيرنوبايفكا وإندوستريالنايا وغورتي ونيجنيايا كرينكا.
إلى ذلك أعلنت سلطات جمهورية دونيتسك الشعبية أن القوميين المتطرفين الأوكرانيين الذين يسيطرون على ميناء ماريوبول على ساحل بحر آزوف شرعوا في تدمير السفن الأجنبية التي منعوها من الخروج منه.
وحسب وكالة «نوفوستي» قالت الشرطة الشعبية «القوات المسلحة»، التابعة للجمهورية عبر قناتها في «تليغرام» أمس الثلاثاء: إن لديها معلومات عن نشوب حريق وتصاعد دخان على متن سفينة «آزبورغ» التركية التي ترفع علم الدومينيك والتي على متنها 12 مواطناً أوكرانياً.
وجاء في بيان للشرطة الشعبية أن القوميين المتطرفين وخبراء العمليات الإعلامية والنفسية في القوات المسلحة الأوكرانية يعملون على إعداد مواد ملفقة من أجل اتهام العسكريين الروس وأفراد الشرطة الشعبية لجمهورية دونيتسك بارتكاب أعمال وحشية.
ولم تستبعد الشرطة الشعبية أن السفن الأجنبية يتم تدميرها مع طواقمها بهدف تقديم ذلك على أنه نتيجة القصف الروسي، مشيرة إلى أن الجيش الروسي وقوات الجمهورية تستهدف المواقع النارية للقوميين المتطرفين بتوجيه «ضربات دقيقة» إليها.
وحسب البيان فإن كييف تتجاهل طلبات رسمية حول إجلاء ست سفن أجنبية كان القوميون المتطرفون قد عمدوا إلى احتجازها مع طواقمها عبر وضع الألغام في محيط الميناء، وذلك قبل بدء العملية الخاصة الروسية في أوكرانيا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن