سورية

لإجبارهم على القتال إلى جانبها ضد روسيا … أوكرانيا جنّست سوريين دون علمهم وألغتها بعد مغادرتهم

| وكالات

عملت الحكومة الأوكرانية على تجنيس لاجئين سوريين بهدف إجبارهم على القتال إلى جانبها ضد القوات الروسية، لكنّها ألغت تلك الجنسيات لاحقاً.
وأكد أربعة من اللاجئين السوريين الذين فرّوا من أوكرانيا، إنّهم فوجئوا لدى مراجعتهم هوياتهم الإلكترونية بأنّهم يحملون الجنسية الأوكرانية، مضيفين إنّ الإقامة المؤقتة كانت حبل نجاتهم من الحرب وخروجهم من أوكرانيا، وفق ما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة.
وأشار السوريون الأربعة إلى أنّهم لو كانوا يحملون الجنسية الأوكرانية عندما كانوا في أوكرانيا، لأجبروا على البقاء هناك والقتال ضد القوات الروسية.
ومع بداية العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، وقّع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرسوماً يقضي بـ«التعبئة العامة»، وحسب المرسوم فإن التعبئة ستستمر 90 يوماً، اعتباراً من دخول القرار حيّز التنفيذ، وأشارت الرئاسة الأوكرانية حينها إلى أنّ القرار اتُخذ بمقترح من مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، بهدف تعزيز القدرات الدفاعية للبلاد.
وحسب اللاجئين السوريين، فإنّ «السلطات الأوكرانية منحت جنسيتها لهم، بمعزل عن استيفاء شروط التجنيس المطلوبة في أوكرانيا، مؤكدين أنهم فوجئوا بكونهم أصبحوا مواطنين أوكرانيين رغم أنهم لم يتقدّموا للمطالبة بالجنسية، كما أنّهم غادروا البلاد.
وأضاف اللاجئون إنّ هدف الحكومة الأوكرانية من تجنيسهم، هو إجبارهم على الانضمام للقوات الأوكرانية والدفاع عن أوكرانيا في وجه القوات الروسية، لافتين إلى أنّ كل حامل للجنسية الأوكرانية وعمره بين 18 و60 عاماً، يُمنع من مغادرة البلاد.
وطلبت السلطات الأوكرانية من اللاجئين السوريين الذين عُدّلت خانة الجنسية على هوياتهم الإلكترونية إلى الأوكرانية، مراجعة المراكز الحكومية المختصة لاستكمال إجراءات تجنيسهم، لكن وفق اللاجئين فإنّ السلطات حذفت خانة الجنسية، لاحقاً.
وأشار اللاجئون السوريون إلى أنه لو كان حرس الحدود الأوكراني قد تفّحص هوياتهم الإلكترونية لمنعهم من الخروج من أوكرانيا، لكن حالة الفوضى التي شهدتها البلاد، ولاسيما عند الحدود، ساهمت بهروبهم.
وبينوا انه لم يُعرف سبب تراجع الحكومة الأوكرانية عن قرار تجنيسها لعدد من اللاجئين السوريين على أراضيها زاعمين أنّ تحسّن وضع القوات الأوكرانية على الأرض، قد يكون سبباً لذلك.
يشار إلى أن أوكرانيا لا تعترف بتعدد الجنسيات، فلا بّد من التنازل عن الجنسية الأصلية للحصول على جنسيتها، كما تشترط للحصول على جنسيتها: تعلّم اللغة الأوكرانية والحصول على شهادة بمستوى «B1»، والتصريح بكل ممتلكات الشخص طالب الجنسية، احترام القانون الأوكراني، الالتزام بالمبادئ الدستورية للحرية والديمقراطية، عدم مغادرة أوكرانيا لمدة 5 سنوات، وألا يكون لدى طالب الجنسية «سجل جنائي».
ويعيش آلاف السوريين في أوكرانيا ويحملون جنسيتها، ومعظمهم هاجر إليها قبل اندلاع الحرب الإرهابية على سورية.
وأكدت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، أول من أمس، أن عشرات المهاجرين وطالبي اللجوء من 15 جنسية مختلفة بينهم سوريون، ما زالوا محتجزين في أوكرانيا.
وذكرت المنظمة في تقرير لها، أن عشرات المهاجرين، الذين احتُجزوا تعسفياً في أوكرانيا، ما زالوا محتجزين هناك وهم معرضون لخطر متزايد وسط الأعمال العسكرية، وقالت: «على السلطات الأوكرانية الإفراج الفوري عن المهاجرين وطالبي اللجوء المحتجزين والسماح لهم بالوصول إلى بر الأمان في بولندا»، وذلك وفق ما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن