ثقافة وفن

مختارات من الأدب الإيطالي الحديث … لوحة شموليّة في الأدب الإيطالي عبر 18 نموذجاً

عامر فؤاد عامر :

محاولة أولى في المكتبة العربية من حيث تقديم مختارات منوعة من الأدب الإيطالي الحديث ابتداء من القرن العشرين. وللكاتب «نبيل رضا المهايني» محاولة سابقة في نشر كتاب حمل اسم «مختارات من الأدب الإيطالي الكلاسيكي» منذ البدايات وإلى بداية القرن العشرين، وفي حوزتنا اليوم كتاب يعطي فكرة واسعة إلى حدٍّ ما عن بعض نواحي الأدب الإيطالي الحديث، من خلال 51 عملاً لـ18 أديباً، تقلّد ثلاثة منهم جائزة نوبل للآداب، ومن بين الأدباء سنجد أسماء اهتم بها القارئ العربي وعرفها مثل: «بازوليني»، و«مورافيا»، و«بوتساتي»، إضافة لأسماء جديدة يعرفنا عليها الكتاب وهي إحدى مهامه.

تعريف
مجموعة من الأسماء يرافقها تعريف عام في سيرتها الذاتية ومقاطع اختارها مؤلف الكتاب والبداية كانت مع الأديب والكاتب المسرحي والرسام «دينو بوتساتي» مع مقطعين من مؤلفاته جاءت بعنوان «احتياطات غير مجدية ضدّ الحبّ، و«الأيام الضائعة». أمّا الاسم الثاني فكان الكاتب «إيتالو كالفينو»، التي ترجمت كل أعماله لمعظم لغات العالم بما فيها العربية، وقد أرفق الكاتب 12 قصة له كنموذج عن عطائه الفكري والأدبي والذي اعتبره النقاد صاحب الأسلوب السهل والبسيط، لابتعاده عن التكلّف واقترابه من القارئ – حتى غير المثقف. الاسم الثالث كان الروائي «كارلو كاسولا» الحاصل على كبرى الجوائز الأدبية الإيطالية «ستريغا» ومن أهم أعماله جاءت رواية «فتاة بوبه».

داريو فو
من الأسماء التي انتقاها المؤلف أيضاً الكاتب والمسرحي والممثل والمخرج «داريو فو» الذي ألف 70 عملاً مسرحياً، وحاز جائزة نوبل للآداب عام 1997 وهو الكاتب الذي تميّز بسعيه لإعلاء كرامة المضطهدين، ومن أهم أعماله «مهنة مضحكة»، و«فدائيون»، و«موت فوضوي بطريقة عرضية»، «لنتكلم عن النساء» وكنموذجٍ من عمله اقتطفنا مقطعاً مترجماً من مسرحيّة «الاستيقاظ» ومنه جاء:
… كانت السينما سينما لكن الفيلم
لم يكن فيه ممثلون
بل كنا نحن الأبطال
كل سكان الحي كانوا ممثلين
نهض أحدهم من بين الحاضرين
طلب منا ما كان يحتاجه
ناقش الأمر الجميع
ثم وجدوا بهدوء
الحلّ المنشود
لم يكن هناك متجبرون
أو ناهون آمرون
كان الكل يبتسمون…
مستشرق

من الأسماء التي شملها الكتاب أيضاً المستشرق «فرانشيسكو غابرييلي» الذي ورث حبّ العربيّة عن أبيه فدرّس الأدب العربي في جامعتي روما ونابولي وألّف في التاريخ السياسي والاجتماعي والأدبي في الإسلام عامة، من أهم عناوين مؤلفاته «قوانين أفلاطون في موجز الفارابي»، المجتمع البدوي القديم»، والمؤرخون العرب للحروب الصليبيّة».

جنزبرغ
الأديبة الأولى التي يذكر عنها الكاتب هي «ناتاليا جنزبرغ» والتي عملت في حقل الرواية وحقل التمثيل أيضاً ونالت جوائز أدبيّة عديدة لتلعب دوراً في الشارع السياسي عبر انتخابها عضواً في المجلس النيابي الإيطالي 1983 ومن أهم أعمالها «أصوات المساء»، و«الفضائل الصغيرة».

كارلو ليفي
أيضاً من الأسماء التي احتواها الكتاب الأديب والطبيب والصحفي والرسام «كارلو ليفي» الذي نال محبة كبيرة من الجمهور الإيطالي ليتم انتخابه مرتين في مجلس الشيوخ الإيطالي ومن أهم مؤلفاته «المسيح توقف في إيبولي»، و«للمستقبل قلب قديم»، و«وجه يشبهنا».

مونتالي
«إيوجينيو مونتالي» الشاعر والأديب والمترجم الحائز جائزة نوبل للآداب 1975 ومن أهم أعماله «عظام الجبّار» و«تصرّ بكرة البئر» والتي اقتطفنا منها مايلي:
تصر بكرة البئر وتقرقع
يصعد الماء إلى النور وينصهر
ترتعش ذكرى في الدلو المترع
وفي الحلقة النقية تضحك صورة
أقرب وجهي من شفاه مضمحلة
فيتشوّه الماضي ويعود قديماً…

مورافيا
«ألبرتو مورافيا» الروائي الأكثر شهرة لدينا ولربما جاء ذلك بسبب تصوير أكثر من ثلاثين عملاً قام بتأليفه لأفلام سينمائيّة أحبّها الجمهور وقد كانت تدور أعماله حول موضوعات الجنس والوجوديّة والغربة الحديثة. ومن أهم أعماله نذكر «المطامح الخرقاء»، و«اللامبالون»، و«العصيان»، و«آغستينو» و«فيللا يوم الجمعة» و«الاحتقار».

في الكتاب أيضاً
ذكر المؤلف مجموعة كبيرة من الأدباء والشعراء الإيطاليين الذين كان لهم أثر في الشارع الإيطالي ويستحق الكتاب وقفة حقيقية للاطلاع على أهم هذه الأسماء ومؤلفاتهم ومن بين هذه الأسماء «بيير باولو بازوليني»، و«فورتوناتو باسكوالينو»، و«شيزاري بافيسي»، و«ساندرو بينّا»، و«سالفاتوري كوازيمودو»، و«ليوناردو شاشا»، و«إيناتسو سيلونه»، و«جوزيبّي أونغاريتّي»، و«شيزاري تزافاتيني» يعدّ هذا العمل جهداً لا يستهان به فهو حصيلة بحث وترجمة وحصاد سنوات من الاطلاع على ثقافة غربيّة ثريّة وخاصّة، ونوع من أنواع المثابرة في ميدان أحبّه الكاتب «نبيل رضا المهايني»، ففيه الكثير من المقارنة والتمحيص لانتقاء أفضل الأسماء المؤثرة في المناخ الأدبي الإيطالي وإلى حدٍّ ما في الأدب العالمي.

من سيرة الكاتب
وبقي أن نذكر شيئاً من سيرة المؤلف نبيل رضا المهايني المولود في دمشق 1944 والذي أقام ودرس في إيطاليا فتخرج عام 1969 في فرع ديكور المسرح والتلفزيون في أكاديمية الفنون الجميلة في مدينة فلورنسا. وتخرج عام 1973 باختصاص علوم الرأي العام – إخراج تلفزيون سينما في جامعة الدراسات الاجتماعية في روما. وعمل في حقل التلفزيون والسينما في إيطاليا ومراسلاً للعديد من المجلات العربية وترجم عدداً من الكتب إلى العربية وأخرج أفلاماً تلفزيونية وثائقية حاز بعضها على جوائز عربية ودولية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن