حليب الأبقار والأغنام يتسببان بأمراض صحية عند الأطفال.. والوضع الاقتصادي المتهم الأول
| السويداء – عبير صيموعة
بدأت حالات أمراض سوء التغذية في السويداء تسجل ازدياداً واضحاً لدى الأطفال بشكل عام ولدى الأطفال حديثي الولادة بشكل خاص.
وأشار رئيس قسم الأطفال في المشفى الوطني في السويداء الدكتور وليد حمزة لـ«الوطن» أن أكثر الحالات المسجلة من مراجعي القسم في الفترة الأخيرة كانت لحالات سوء التغذية الثانوي لأخطاء تغذوية والناجم عن استعاضة الأم عن حليب الأطفال بحليب الأبقار أو الأغنام جراء عدم قدرة الأهل نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة من تأمين حليب الأطفال الخاص بالشهور الأولى بسبب ارتفاع أسعاره وندرة وجوده.
وأكد حمزة أن حالات سوء التغذية لا تقتصر على ما يتم تسجيله وقبوله في قسم الأطفال إذ إنه وعبر برنامج سوء التغذية التابع لوزارة الصحة والمنتشر في العديد من المراكز الصحية التابعة للوزارة تم تسجيل ازدياد في الحالات الموجودة سابقاً بناء على تقييم وضع الأطفال ممن راجعوا تلك المراكز.
وأكد أن جميع تلك الحالات يتم متابعتها وتقديم العلاج المناسب لها من مقويات وعناصر غذائية حسب تقييم كل حالة مع تحويل حالات سوء التغذية الثانوي إلى قسم الأطفال في المشفى الوطني حيث يتم ضمن البرنامج داخل القسم تقديم العلاج المناسب له إضافة إلى الحليب المقدم من الوزارة ومن ثم يتم تحويل الطفل إلى المركز الخاص بمتابعة حالات سوء التغذية حيث يجري تقديم العناصر الغذائية لكل طفل حسب الفئة العمرية مع مراقبة ومتابعة حالته وصولاً إلى الشفاء.
ولفت حمزة إلى أنه في السنوات القليلة الماضية لوحظ ازدياد في حالات أمراض سوء التغذية بين الأطفال وخاصة بين الوافدين والمهجرين من العائلات والتي ترجع إلى أسباب كثيرة منها عدم الاستقرار وعدم وجود ثقافة طبية وعلاجية لدى بعض الأهل إضافة إلى أن أهم الأسباب يعود إلى سوء الوضع الاقتصادي للكثير منهم.
كما أكدت منسقة الصحة بفرع الهلال الأحمر بالسويداء ورئيسة المركز الصحي للهلال الصيدلانية نور وهب لـ«الوطن» أن حالات سوء التغذية حاضرة منذ زمن طويل على ساحة المحافظة إلا أنه في الفترة الأخيرة تم تسجيل تزايد كبير في عدد تلك الحالات وذلك من خلال الفرق الطبية في عيادة التغذية بالمركز إضافة إلى الفريق الجوال من المتطوعين بالعيادة والذي يقوم شهرياً بمعدل ثماني جولات بهدف المسح التغذوي على ساحة المحافظة لكشف حالات سوء التغذية لتتم متابعتها.
وأشارت إلى أنه رغم وجود التوجيهات العديدة للأمهات بضرورة تأمين أنواع الغذاء كافة لأطفالهم من الحليب والبيض والفواكه إلا أن الالتزام بها غير موجود لصعوبة تطبيقها في ظل الغلاء الذي تشهده جميع المواد الغذائية المتزامن مع ضعف الدخل.
ولفتت وهب إلى أن الأشخاص الذين يتعذر عليهم الوصول إلى المركز تتم متابعتهم لكيلا تسوء حالتهم الصحية موضحة أن حالات مسح سوء التغذية يتم إجراؤها ومتابعتها للأطفال والحوامل المرضعات.
وبينت أنه ضمن حالات سوء التغذية التي تتابعها عيادة التغذية في مركز الهلال الأحمر إضافة إلى فرقها التطوعية يتم تقديم مجموعة من الأصناف الغذائية منها الزبدة لمعالجة حالات سوء التغذية المتوسط وزبدة أخرى لمعالجة حالات سوء التغذية الحاد وبسكويت عالي الطاقة إضافة إلى فيتامينات للأطفال وأخرى للحوامل والمرضعات والتي يتم تقديمها من المنظمات المانحة التي زادت من حجم مساعداتها للمحافظة بهذا الخصوص بناء على الأرقام المسجلة والمتابعة للحالات.
وأشارت إلى متابعة جميع الحالات وخاصة الأطفال مع صرف حاجة كل حالة من الحالات من الأصناف الغذائية لكل 15 يوماً مجتمعة وإذا كان مكان الإقامة بعيداً عن المركز أو مناطق الفرق الجوالة يتم صرف تلك الأصناف لمدة شهر بالكامل لتخفيف عناء مراجعة المركز الطبي للهلال.
وأوضحت وهب أن المسح التغذوي يقوم كذلك باستهداف مراكز توزيع السلل الغذائية في المحافظة وإجراء مسح تغذوي للموجودين ضمن تلك المراكز وإحالة من ثبت لديه حالة سوء تغذية إلى عيادة المركز للإشراف على وضعه الصحي ومتابعته وضمان عدم تدهوره.