أميركا واصلت إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا.. والصين: الاتهامات حول «بوتشا» يجب أن تستند إلى أدلة … الكرملين: بوتين أمر بسحب القوات من كييف كبادرة حسن نية لتهيئة الظروف للمفاوضات
| وكالات
قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هو من أصدر أمراً بسحب قوات الجيش الروسي من مقاطعة كييف لتهيئة ظروف مواتية للمفاوضات كبادرة حسن نية، وذلك بالتزامن مع كشف وكالة «بلومبيرغ» الأميركية أن الولايات المتحدة مستمرة في إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا.
وأوضح بيسكوف في حوار مع قناة «LCI» الفرنسية، متحدثاً عن انسحاب القوات الروسية من منطقة كييف، أن هذه كانت بادرة حسن نية لتهيئة ظروف مواتية للمفاوضات مع كييف، يمكن خلالها اتخاذ قرارات جادة.
وقال بيسكوف: من أجل خلق ظروف مواتية للمفاوضات، أردنا أن نقدم بادرة حسن نية. يمكننا اتخاذ قرارات جادة خلال المفاوضات، لذلك أمر الرئيس فلاديمير بوتين قواتنا بمغادرة منطقة كييف».
في غضون ذلك صرّحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بأن كل المنابر السائدة عالمياً، بما في ذلك منصات الإنترنت الأميركية، تم دفعها للترويج للمؤامرة بمدينة بوتشا الأوكرانية.
وحسب وكالة «سبوتنيك» قالت زاخاروفا أمس الأربعاء: كل جهود الاتجاه العالمي السائد، بما في ذلك منصات الإنترنت الأميركية، حشدت للترويج للقصص التي تدور حول مدينة بوتشا والاستفزاز الإجرامي الذي حدث هناك، مشددة على أن ما جرى في بوتشا يتجاوز كل الحدود، لأنه تم عن قصد.
ولفتت زاخاروفا إلى أن مثل هذه الأعمال تم تنفيذها «ليس في طور مشاعر»، ولكن وفقاً لخطة مسبقة، قائلة: هذه ليست مجرد لوحات، وليست مجرد صور، هذه صور جسدت أشخاصاً ميتين. كيف انتهى بهم الأمر في هذه الشوارع، من قتلهم، كيف حدث ذلك بعد أيام قليلة من قول قيادة هذه المدينة والسكان الذين لديهم هواتف محمولة والقدرة على التواصل مباشرة مع أشخاص من مدن وبلدان أخرى، أن حياتهم كانت تسير بشكلها المعتاد كما كانت، وكيف حدث كل هذا بعد ذلك؟ ومن فعل ذلك؟ هذا بالطبع، يتطلب إجابة جادة للغاية. لأننا رأينا الكثير من الأشياء الفظيعة من القوات المسلحة الأوكرانية وجهاز الأمن في أوكرانيا، والكتائب القومية، والمنتقمين.
وأشارت إلى أنها لا تفصل هذا الاستفزاز عن الدعم الإعلامي المقدم من قبل آلة الإعلام الأميركية والغربية، مشددة على أن أحداث بوتشا هي عمل إجرامي، لم ينفذه فقط أولئك الذين قتلوا السكان، بل وكذلك المشرفون الغربيون باستخدام أدواتهم الإعلامية.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد نفت في 3 أبريل اتهامات نظام كييف بقتل مدنيين في بوتشا بمقاطعة كييف، مشيرة إلى أن القوات المسلحة الروسية غادرت بوتشا بالكامل في 30 آذار، ولم تظهر «أدلة على الجرائم» إلا بعد أربعة أيام من مغادرتها، حين وصل أفراد جهاز الأمن الأوكراني إلى تلك المدينة.
ولفتت الدفاع الروسية إلى أن رئيس بلدية بوتشا، أناتولي فيدوروك، كان قد أكد في 31 آذار في رسالة بالفيديو عدم وجود للجيش الروسي في المدينة، من دون أن يشير إلى إطلاق نار على السكان المحليين في شوارع المدينة.
وفي السياق جددت الصين أمس تأكيدها ضرورة أن تستند الاتهامات حول أحداث مدينة بوتشا الأوكرانية إلى الأدلة والحقائق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لي جيان في تصريح صحفي نقلته وكالة تاس: إن أي اتهامات يجب أن تعتمد على حقائق ووقائع فعلية وهناك حاجة لضبط النفس إلى حين إجراء تحقيقات.
وشدد تشاو على ضرورة أن تظهر الولايات المتحدة صدق التزامها بحل الأزمة في أوكرانيا عن طريق رفع العقوبات المفروضة ضد روسيا والتوقف عن التلويح بمثل هذه الإجراءات القسرية والتهديد بها، مجدداً في الوقت ذاته التأكيد على دعم بلاده المبادرات الهادفة إلى تحسين الأوضاع الإنسانية في أوكرانيا واتخاذها إجراءات فعلية نحو هذا الاتجاه.
على خط موازٍ كشفت وكالة بلومبيرغ الأميركية أن الولايات المتحدة مستمرة في إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا بما في ذلك دفعة جديدة تشمل معدات عسكرية وطائرات من دون طيار من طراز سويتش بليد600 المسلحة برؤوس حربية لخرق الدبابات.
وأشارت الوكالة إلى أن الدفعة الجديدة من الأسلحة هي جزء من 300 مليون دولار على شكل مساعدات عسكرية فتاكة إلى كييف أعلنت عنها وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون يوم الجمعة الماضي وتشمل أيضاً أنظمة اتصالات آمنة تكتيكية ومدافع رشاشة غير قياسية وأنظمة دفاع أخرى.
وتعتبر سويتش بليد من الطائرات الصغيرة من دون طيار حيث تزن أقل من خمسة أرطال ومثبتة برأس حربي صغير متفجر وهي مصممة لمهاجمة الأفراد والمركبات الخفيفة ويمكن أن تطير لمسافة ستة أميال وتحوم فوق الهدف لمدة 15 دقيقة تقريباً.
وفي وقت سابق كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية وبالاستناد إلى وثائق رسمية أن الولايات المتحدة بدأت بإرسال شحنات مكثفة من الأسلحة والعتاد إلى أوكرانيا منذ مطلع كانون الأول الماضي بما يتناسب مع حرب الشوارع والقتال في الأحياء السكنية، فيما أشارت وكالة «فرانس برس» إلى أن الأزمة في أوكرانيا بدأت تدر مكاسب مالية ضخمة لشركات الأسلحة الأميركية التي باتت تستعد لتحقيق أرباح كبيرة على الأمد البعيد.