سورية

في الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيسه … «البعث»: الحزب أسهم مع الشعب في بناء جيش عقائدي حمى الوطن في كل النوائب

| الوطن - وكالات

أكد حزب البعث العربي الاشتراكي، أمس، أن من أهم ميزات الحزب هي امتلاكه قدرة التطوير الذاتي وفق متطلبات كل مرحلة، وظهور قائدين تاريخيين في صفوفه، وإسهامه مع شعبه في بناء جيش عقائدي حمى الوطن في كل النوائب وكان أداؤه في مواجهة أعتى الحروب وأكثرها وحشية، الأداء المعجزة.

وبمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الحزب (الذكرى الماسية) التي تصادف في السابع من نيسان من كل عام، قالت القيادة المركزية في بيان أصدرته وتلقت «الوطن» نسخة منه: تعد ذكرى التأسيس هذه السنة مفصلية في إطار تقييم مسار الأداء الحزبي طوال خمسة وسبعين عاماً ملأى بالأحداث العظام والتغييرات الجادة والنوعية.

وأوضح البيان، أن «السؤال الذي لابد من طرحه، يتعلق بكيفية إدارة الحزب لحركته طوال هذه المراحل واستمراره في المحافظة على الدور الأهم، والمحرك الأول، في تاريخ سورية، إضافة إلى تأثيره الواضح على مجمل الواقع العربي.

وأشار إلى أن أغلبية الأحزاب إمّا تعزل نفسها عن حركة الواقع الموضوعية، مؤطرة نفسها في أطر إيديولوجية جامدة (ديماغوجيا)، وإما تنصاع للواقع فتتخلى عن مبادئها وفق أطر براغماتية مبتذلة، موضحاً أنه في الحالتين يضيع سمت تأثير الحزب على حركة التاريخ، أما البعث فقد امتلك ميزات بنيوية عززت قدرته على الاستمرار.

وبينت القيادة المركزية، أن أهم ميزة للبعث، هي امتلاكه قدرة التطوير الذاتي وفق متطلبات كل مرحلة، بحيث يستمر في مسك زمام الأمور مع البقاء عند مبادئه العامة والعريضة، «فالتطوير الذاتي أساس تطوير الواقع من حولنا، لأنه لا يمكن لفكر جامد أن يؤثر على واقع مرن ومتحرك، وقد استطاع الحزب تطوير أدائه مع تمسكه الثابت بالقضايا الكبرى لأمته، كقضية فلسطين وتحرير الجولان، ومواجهة الصهيونية، والتأكيد على العروبة جامعاً ثقافياً وتاريخياً لكل من يعيش على الأرض العربية».

والميزة الثانية، حسب بيان القيادة المركزية، هي ظهور قائدين تاريخيين من صفوف الحزب، القائد المؤسس حافظ الأسد وقائد التصدي الكبير في وجه أعتى الحروب وأكثرها إرهابية، قائد عملية التطوير والتحديث، الأمين العام للحزب الرئيس بشار الأسد.

أما الميزة الثالثة، فهي مساهمة الحزب مع شعبه في بناء جيش عقائدي حمى الوطن في كل النوائب، وكان أداؤه في مواجهة أعتى الحروب وأكثرها وحشية، «الأداء المعجزة الذي أصبح مدرسة لغيره من الجيوش على جميع المستويات»، وفق بيان القيادة المركزية.

والميزة الرابعة، هي أن حزب البعث هو الحزب الوحيد في العالم الذي ضحى بنفسه من أجل تحقيق أهدافه عندما وافق على حل تنظيمه في سورية فداءً لتحقيق الوحدة العربية أثناء قيام الجمهورية العربية المتحدة بين سورية ومصر (1958-1961)، مع اعتقاده الجازم أن من أخطر ما واجه الوحدة هو منع الحركة الحزبية الجماهيرية، وهي الحركة الوحيدة التي كانت قادرة على حمايتها، على ما جاء في البيان.

أما الميزة الخامسة، فيه فإنه الحزب الوحيد في العالم الذي ضحى بجزء مهم من سلطته عبر مشاركة أحزاب أخرى بهدف ترسيخ الوحدة الوطنية، فأثناء الدعوة لقيام الجبهة الوطنية التقدمية بداية السبعينيات كان الحزب في أقوى حالاته للاستئثار بالسلطة وبقيادة الدولة، إلا أنه بادر بتأسيس وحدة وطنية راسخة هي من أهم عوامل قوة سورية، حيث حاور الأحزاب الأخرى لتأسيس الجبهة.

وبهذا الصدد قالت القيادة المركزية في البيان: إنه «الحزب الوحيد في العالم الذي يشارك في تشكيل الحكومة مع أحزاب أخرى ومستقلين، على الرغم من أن خمسة وستين بالمئة تقريباً من مقاعد السلطة التشريعية هي للحزب».

وبخصوص الميزة السادسة، فهي قدرته على الجمع بين إيجابيات الحزب الجماهيري الواسع العضوية والحزب الكادري القائم على نوعية العضوية، بحسب القيادة التي أضافت: إنه «واستناداً إلى توجيهات أمينه العام عمل الحزب ويعمل على استخلاص النوع من الكم، بحيث استطاع تشكيل كادر متميز مع الحفاظ على جماهيريته العريضة».

وأكدت القيادة المركزية أن هذه الميزات عززت قدرة الحزب على الاستمرار في زمن تتراجع فيه وتنهار أحزاب كبرى في الشرق والغرب، وتفشل أحزاب في قيادة الحركة الشعبية في دول أوروبية كبيرة، ناهيك عن انهيار الأحزاب الشيوعية في أوروبا الشرقية.

وختمت القيادة بيانها بالقول: إن «هذه الميزات لا تقتصر أهميتها على حماية 75 عاماً من الأداء، وإنما هي مستند الثقة بالمتابعة حاضراً ومستقبلاً في مرحلة هي لاشك من أصعب مراحل التاريخ المعاصر».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن