التحرش مثار جدل.. وماذا عن جهاز كشف الإيدز؟ «كسر عضم» الدراما المعاصرة التي تناولت قضايا مهمة خلال فترة الحرب على سورية

منذ الحلقة الأولى، أثار مسلسل «كسر عضم» الجدل والكثير من التساؤلات في دراما معاصرة تتناول قضايا مهمة خلال فترة الحرب على سورية والمعاناة التي خلّفتها وانعكست سلباً على المجتمع عامة وعلى الجيل الشاب خاصة، في إطار شيق وجريء يحمل نوعاً من القسوة والعنف لم تتكشف حقائقه بعد، طارحاً حالات مختلفة ومتنوعة وطبقات ومستويات اجتماعية متفاوتة.

العمل وفقاً لصنّاعة نال النسب الأعلى للمشاهدة في عدة دول، خاصة أنه يعرض على عدة قنوات ومنصات محلية وعربية، لكن الأحداث المتسارعة لم تخل من الانتقاد.

كشف الإيدز

المشهد الذي أثار الانتقادات وتداولته صفحات طبية وفنية هو ظهور الممثلة نور علي بشخصية «يمنى» وهي تمسك جهاز كشف الحمل المنزلي وتضع فيه دماً بدلاً من البول ويظهر فيه خطان بدلاً من خط واحد وهو ما يؤكد حدوث الحمل.

لاحقاً ومع تتالي الأحداث تبين أن الجهاز ليس لكشف الحمل وإنما لكشف الإصابة بمرض الإيدز، وبعد البحث والتقصي تبين أن هذا الجهاز موجود فعلاً وتعتبر دقته عالية جداً لكنه لا يغني عن إجراء تحاليل في المختبر المختص في حال كانت النتيجة إيجابية من باب التأكد.

صنّاع العمل لم يعلقوا على المشهد حين عرضه تجنباً لحرق الأحداث، قبل أن تتوضح الرؤى في الحلقات اللاحقة.

التحرش الجدلي

أكثر ما أثار جدلاً هو أحد مشاهد الحلقة السادسة الذي تتعرض فيه «ريم/راما زين العابدين» للتحرش بسبب ملابسها الضيقة بحسب ما ذكر في العمل، ما فسره البعض على أن مبرر للمتحرشين في أن يقوموا بفعلتهم، خاصة أن ملابس الفتاة لم تكن فاضحة وإنما طبيعية ترتديها أي فتاة عادية، لكنها في الوقت نفسه تعرضت للتوبيخ من شقيقتها «شمس/نادين تحسين بيك» وحمّلتها كامل المسؤولية، وذات الشيء بالنسبة لـ«الرائد مروان/خالد القيش» أنبها بشدة قائلاً إنه حتى في أوروبا اللباس الفاضح هو لباس بنات شوارع أما بنات العيل فيرتدين ملابس محتشمة.

المخرجة رشا شربتجي نشرت توضيحاً حول هذا المشهد قالت فيه: «المشهد الذي أثار الجدل عن تعرض صبية في الطريق للتحرش لا يبرر بتاتاً للمتحرشين فعلتهم، فالمتحرش هو شخص أزعر وطائش ومريض، لا يهمه لباس الفتاة سواء أكان مثيراً أم محتشماً فلطالما سمعنا عن محجبات تعرضنَ للتحرش أيضاً».

وأضافت: «إلقاء اللوم على الصبية من قبل أختها ورائد الشرطة هو تشريح للواقع الذي يعيشه مجتمعنا الذكوري والذي يضع اللوم على الفتاة ويتغاضى عن جريمة المتحرش وهذا ما يحصل للأسف، مع العلم أنه ذُكِرَ في المشهد أن المتحرشين «شباب زعران».

وختمت: «ربما فكرة المشهد لم تصل بالشكل المطلوب للمشاهد، وهذا ما نتحمّله نحن، ونؤكد أننا مع الحرية الشخصية في اللباس والتصرف، نشكر الجميع على النقد الذي تعرضنا له، آملين أن نقدم لكم أفكاراً أفضل في الحلقات القادمة».

الوجوه الشابة

غالباً ما يتقولب الظهور الدرامي بمجموعة من الأسماء التي باتت وجوهاً مألوفة في معظم الأعمال بسبب بزوغ نجمهم ووصولهم إلى مرحلة الأسماء «البياعة».

لكن في «كسر عضم» يختلف الكلام، فإلى جانب مجموعة من النجوم المعروفين، هنالك الكثير من الممثلين الشباب الذين ظهروا في الحلقات الأولى ليقولوا كلمتهم ضمن أحداث مشوقة تتصاعد وتيرتها تدريجياً.

مخرجة العمل أفسحت المجال لتألق الكثير من الوجوه الشابة «كماً ونوعاً» بعد حصولهم على مساحات كبيرة من الأدوار، ليستطيعوا من خلالها التعبير عن مواهبهم، ويفرضوا أنفسهم على الساحة، هذه المواهب الشابة امتلكت القدرة على إثبات ذاتها وموهبتها وشد الأنظار والمشاعر إليها.

في مقدمة الأبطال الشباب خمسة خريجين من دفعة عام 2020 وهم حسن خليل ويوشع محمود ويزن الريشاني وراما زين العابدين وإياد عيسى، إضافة إلى نانسي خوري خريجة دفعة عام 2013 وولاء عزام خريجة عام 2014 ونور علي خريجة عام 2018.

بين الوجوه الشابة 14 ممثلاً وممثلة يقفون أمام الكاميرا للمرة الأولى ليسجل هذا العمل ظهورهم الأول على الشاشة الصغيرة في بادرة ربما ليست بالمسبوقة، وهؤلاء هم إبراهيم شيخ وبلال قطان والليث كحيل وساندرا ميهوب ورنا ميكائيل ووسيم سلاخ ونور شمص وخالد سكر وأنس شربك ورونالدو خزوم وعبد الرحمن كيالي ومرح الريان وكرم المصري ورابعة حنانة.

وإلى جانب كل هؤلاء ممثلون آخرون لهم تجارب سابقة ليست بالكثيرة منهم غدير عمر ومجد المصري ومرح ديوب ونور خلف وسيزار القاضي ويزن مرتجى وزين صقر وإليانا سعد وإبراهيم عيسى.

وإلى جانب كل ذلك فكاتب العمل يخوض تجربته الأولى في عالم التأليف الدرامي لينضم إلى جوقة الشباب المشاركين في العمل.

طاقم العمل

المسلسل من تأليف علي معين صالح وإخراج رشا شربتجي وتمثيل كاريس بشار وفايز قزق وسامر إسماعيل وخالد القيش ونادين تحسين بيك وكرم الشعراني ونادين خوري ويزن السيد وغزوان الصفدي ومحمد قنوع ووئام الخوص وباسل حيدر وجمال العلي وعلي صطوف وأسامة الروماني وفيلدا سمور وشادي الصفدي وحسين عباس ورنا جمول والليث المفتي وأيمن عبد السلام وجرجس جبارة وأيمن بهنسي وآخرين.