سورية

«النصرة» تواصل سرقة المساعدات الإنسانية … تحذير من مجاعة في شمال غرب سورية بسبب تخفيض حجم السلل الغذائية

| وكالات

مع مواصلة تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي الذي يسيطر على أجزاء واسعة من محافظة إدلب والأرياف المحيطة بها سرقة المساعدات الإنسانية، حذر فريق ما يسمى «منسقو الاستجابة في الشمال السوري» من تبعات كارثية لتخفيض محتويات السلل الغذائية التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي «Wfp»، للنازحين السوريين، ولاسيما في المناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال التركي والتنظيمات الإرهابية في شمال غرب سورية.
وفي كانون الثاني الماضي، نقلت مواقع إلكترونية معارضة عن مصادر خاصة قيام عدد من قياديي «النصرة» في إدلب بشراء قصور ومنازل في عدة مدن تركيا ومنها غازي عنتاب وأورفة وإسطنبول بمبالغ مالية طائلة، إضافة إلى قيام البعض منهم باستثمار بعض المطاعم والمحال التجارية.
وأكدت المصادر أن هذه الاستثمارات بدأت مع نهاية عام 2018 حيث تقدّر قيمة المبالغ المالية التي تم إخراجها من إدلب بما يقارب 200 مليون دولار يملك منها متزعم «النصرة» المدعو أبو محمد الجولاني أكثر من النصف على حين يوزع الباقي على قياديي الصف الأول ومنهم ما يُعرف باسم مجلس القضاء والإفتاء لدى «النصرة».
وحول مصدر هذه الأموال قالت المصادر: إن «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لـ«النصرة» تسيطر على معبر باب الهوى الذي يتم من خلاله إدخال المساعدات الإنسانية إلى أرياف إدلب وبالتالي تمكنت خلال السنوات الماضية من سرقة مئات الأطنان من المساعدات الإنسانية والأدوية وبيعها عبر تجار وسطاء إضافة إلى قيامها بتقديم لوائح اسمية وهمية لمستفيدين من هذه المساعدات، وتقوم بسرقة هذه المساعدات.
ومنذ كانون الثاني وحتى اليوم لم يتغير أي شيء فيما يتعلق بالوضع في إدلب ومعبر باب الهوى.
ويوم أمس انتقد فريق «منسقو الاستجابة في الشمال السوري» في بيان، حسبما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة، تخفيض برنامج الأغذية العالمي «Wfp»، 171 سعرة حرارية من السلل الغذائية، وخصوصاً المواد الأساسية فيها، وأكد أن ذلك لا يتناسب مع تقييم الاحتياجات الضرورية في المنطقة.
وكرر الفريق تحذيره لجميع الجهات الإنسانية من استمرار عمليات التخفيض في المساعدات الإنسانية، والتي قد تتسبب بتحويل المنطقة إلى منطقة مجاعة.
وطالب البيان الجهات الدولية الفاعلة بالعمل على زيادة الدعم للمدنيين في المنطقة، في ظل الاحتياجات المتزايدة للنازحين، والوضع الاقتصادي المتردي.
وأكد أن عدد السكان والنازحين في شمال غرب سورية، المحتاجين للمساعدات، تجاوز أربعة ملايين مدني، وأن حالتهم المعيشية لا تسمح بأي تخفيض لحجم المساعدات.
وأصدر برنامج الأغذية العالمي، أول من أمس، قراراً بتخفيض محتويات السلة الغذائية الإغاثية المقدمة للنازحين في شمال غرب سورية.. وجاء ذلك في تبليغ وجهه مدير المكتب ومنسق الطوارئ في شمال غرب سورية، يانييه سوفانتو، للمنظمات الشريكة على الأرض، أوضح فيه أن هذا التخفيض في حجم الحصة الغذائية هو الحل الأخير الذي اضطر برنامج الأغذية العالمي أن يلجأ إليه لضمان استمرار دعم الأسر التي تعاني انعدام الأمن الغذائي في تلقي المساعدة، على الرغم من محدودية الموارد وزيادة انعدام الأمن الغذائي.
وقال سوفانتو: «لتقديم المساعدات الغذائية لأكبر عدد ممكن من السكان.. وبناء على نتائج تقييم الأمن الغذائي لعام 2020، التي تظهر زيادة كبيرة في انعدام الأمن الغذائي، قرر برنامج الأغذية العالمي زيادة عدد المستفيدين المستهدفين في شمال غرب سورية لتغطية مزيد من الاحتياجات. وإدراكاً لحقيقة أن الموارد غير كافية لتلبية احتياجات جميع الأسر المؤهلة التي تعاني انعدام الأمن الغذائي، سوف يضطر برنامج الأغذية العالمي إلى تقليل حجم الحصة الغذائية».
وأكد أن البرنامج سيواصل الدعم، وحث المانحين حول احتياجات الأمن الغذائي الملحة في شمال غرب سورية وأهمية زيادة التمويل للاستجابة لهذه الاحتياجات.
وسيدخل القرار حيز التنفيذ مع مطلع أيار القادم، حيث شملت عملية التخفيض مادتي البرغل والأرز، حيث انخفضت كميات كل منهما من 7.5 كغ إلى 5 كغ، ومادتي الحمص والعدس الأحمر، حيث انخفضت كميات كل منهما من 6 إلى 5 كغ.
ويعتبر هذا التخفيض هو الرابع منذ عامين، حيث عمد برنامج الأغذية العالمي إلى خفض محتويات السلة الغذائية التي يقدمها في شمال غرب سورية عدة مرات في كل من نيسان وحزيران عام 2020، وفي تشرين الأول عام 2021، إضافة إلى التخفيض الحالي، لينخفض وزن السلة الغذائية المقدمة من البرنامج بشكل كبير خلال عامين، حيث كان يبلغ وزن السلة الغذائية في مطلع عام 2020، 77.28 كيلوغراماً وكانت تحتوي على 2066.2 سعرة حرارية.
من جانب آخر أصيب ثلاثة أطفال بحالات تسمم غذائي، في إحدى قرى ريف إدلب الجنوبي، وفق مواقع إلكترونية معارضة.
وذكرت منظمة «الخوذ البيضاء» التابعة لتنظيم «النصرة» الإرهابي في منشور لها أن فرقها أسعفت ثلاثة أطفال من عائلة واحدة في قرية البدرية جنوب إدلب، بعد تعرضهم لتسمم غذائي، إلى مشفى لتلقي العلاج.
وحذّرت جميع الأهالي الانتباه من سلامة الأغذية مع ارتفاع درجات الحرارة، وتنبيه الأطفال بعدم تناول الأطعمة المكشوفة، للحفاظ على سلامتهم.
وقبل أسبوع، تعرض أكثر من 25 شخصاً منهم نساء وأطفال للتسمم، جرّاء شربهم لمياه ملوثة في مخيم القرية الطينية قرب مدينة معرة مصرين في ريف إدلب الشمالي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن