ثقافة وفن

الجمهور يتمنى لو كانت «أمل عرفة» هي البطلة

| هلا شكنتنا

بعد عرض عدة حلقات من الأعمال الدرامية للموسم الرمضاني،حيث بدأت تتشكل الملامح الأولية لانطباع الجماهير عن هذه الأعمال، وما مدى تقبلهم للحكاية التي تعرض من خلالها، وبالتأكيد لا يمكننا إطلاق أحكام مطلقة عن أي عمل إلا بعد الانتهاء من عرضه واكتشاف جميع تفاصيله.

النقطة المفصلية للعمل الدرامي

لكن يمكننا القول بأن الأعمال الدرامية بشكل عام تظهر قوتها من خلال حلقاتها الأولى التي تشكل النقطة المفصلية في الوصول إلى المشاهد،خاصة أن الحلقات الأولية هي الأساس في العمل الدرامي وتكون مهمتها جذب المشاهد لمتابعة القصة فإما يقرر متابعتها ويقوم بمدح العمل أمس يقرر عدم مشاهدته ويبدأ بتوجيه الانتقادات له.

رأي المشاهد السوري

وهذا بالفعل ما حصل مع مسلسل «جوقة عزيزة» للكاتب «خلدون قتلان» والمخرج «تامر إسحاق»، حيث تدور قصة العمل في حقبة الانتداب الفرنسي في سورية، وتحديداً حول حياة راقصة سورية تدعى «عزيزة خوخة» التي ولدتها أمها على المسرح التي كانت تعمل راقصة أيضاً، وهذا سبب حبّ خوخة لمهنة الرقص، ومن خلال سير الأحداث سوف يتعرف الجمهور على حياة «عزيزة» بشكل مفصل.

إثارة جدل عالية

ومنذ بداية عرضه أحدث المسلسل موجة عالية من إثارة الجدل بسبب تقديمه لمشاهد «جريئة» وفق تصنيف المشاهد، حيث انقسم المتابعون بين مؤيد ومعارض بسبب قصة العمل التي اعتبرها البعض مملة وغير مشوقة والبعض الآخر أعتبرها عكس ذلك.

لم يسلموا من الانتقادات

ولم تكن قصة العمل هي الوحيدة التي قسمت آراء الجمهور، بل أبطاله أيضاً حيث قسمت الممثلة «نسرين طافش» والتي تقوم بتأدية دور «عزيزة» آراء المتابعين فمنهم من رآها مناسبة جداً للدور، معتبرين أن هذا الدور هو نقطة تحول في مسيرتها الفنية كونها قدمت شخصية مختلفة عما قدمته سابقاً،أما القسم الآخر، فقد وجه لها الكثير من الانتقادات، وذلك بسبب عدم حبهم لشخصيتها التي تعتبر جريئة نوعاً ما، كما أن هذه الشخصية لا تليق بطافش ولا تناسبها من ناحية الأداء والتصرفات ونبرة الصوت التي وصفها البعض بأنها «مستفزة».

الجدل حول «خوخة»

ومن خلال متابعتنا لتعليقات الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي نرى بأن الأغلبية تمنت لو شخصية «خوخة» تم تقديمها من ممثلات أخريات وعلى رأسهم «أمل عرفة» التي عدها البعض بأنها فنانة شاملة قادرة على احتواء الشخصية بجميع تفاصيلها وتقديمها ضمن قالب تمثيلي محترف، ومن إحدى تعليقات المتابعين «أتمنى لو كانت أمل عرفة هي البطلة لكان العمل أجمل بكثير».

سلوم حداد و دوره

أما بالنسبة لشخصية «حمدي حميها» الذي يقدمها القدير «سلوم حداد»، فلم تنل هذه الشخصية إعجاب الجماهير بشكل عام، حيث اعتبرها البعض شخصية ضعيفة درامياً لا تناسب قيمة سلوم حداد الفنية،خاصة بأن الأدوار التي قدمها على مدى السنوات الماضية كانت أكثر قوة و رزانة ولها هيبتها الفنية، أما البعض فقد اعتبر هذه الشخصية هي حالة جديدة أراد حداد أن يقدمها ليثبت بأن الممثل قادر دوماً على تقديم أدوار مختلفة مستخدماً من خلالها أدواته الفنية التي تجعله متقمصاً للشخصية بشكل حقيقي، ومن إحدى تعليقات جمهور مواقع التواصل الاجتماعي سلوم حداد ممثل مبدع قادر على تقديم الأدوار الدرامية المختلفة بشكل متقن، لكن كان يجب عليه التفكير قبل موافقته على هذا الدور.

ليست عن عبث

وهذه الحالة الجدلية التي خلقها العمل بالتأكيد لم تأتِ من فراغ، بل تأتِ من مشاهدة الجمهور له ومتابعتهم لأدق تفاصيله،لأن الانتقاد عندما يوجه لأي عمل يكون نتيجة المتابعة الحثيثة لحكايته،ولكي نكون منصفين بحق العمل يجب أن ننوه إلى أن الجانب الآخر من المتابعين أكدوا على أن العمل مختلف وجديد ويقوم بطرح حكاية جميلة آتية من الزمن الماضي،معبرين عن حماستهم للعمل خاصة بأنه تخلى عن القيود والمواضيع التقليدية التي كانت تطرح في أعمال البيئة الشامية سابقاً.

هل مصيره كالكندوش؟

نهاية يذكر أن عمل «جوقة عزيزة» سبقته حملة ترويجية ضخمة ما جعل المتابع متشوقاً لمشاهدة العمل الذي أصبح حديث الجماهير قبل بداية عرضه،لكن مع بدء الموسم ومن الملاحظ أن العمل خيب توقعات البعض، وهذا الأمر يذكرنا بمسلسل «الكندوش» بجزئه الأول الذي تم الترويج له أيضاً بشكل كبير لكنه تعرض لهجمة انتقادات واسعة مع بداية عرضه حين وصفه البعض بالعمل الفاشل، فهل سيكون مصير «جوقة عزيزة» مثل مصير «الكندوش»! أم ستنقلب الحكاية لتفاجئ «عزيزة» جماهيرها بحبكتها الدرامية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن