ثقافة وفن

«جوقة عزيزة» يجذب الأنظار ويثير الانتقادات … قتلان: عمل درامي لا يثير الجدل لا يعول عليه

| مايا سلامي

مع عرض أولى حلقاته استطاع مسلسل «جوقة عزيزة» الذي يحظى بمتابعة واسعة في الشارع السوري والعربي، أن يثير الجدل ويخلق جملة من الآراء المتضاربة حوله والتي انقسمت إلى داعم ومؤيد لفكرته لكونها تجمع مابين الترفيه والطرافة بعيداً عن أعمال القسوة والحزن التي تصور الواقع الحالي، وإلى رافض لها بسبب اللوحات الاستعراضية والراقصة التي يتضمنها وجرأة الحوارات في حلقته الأولى، التي جعلت البعض يطلق الأحكام المطلقة على العمل بأنه غير مناسب للعرض وخاصة في مثل هذا الشهر المبارك.

موجة الانتقادات تلك دفعت كاتب العمل خلدون قتلان للرد عبر مواقع التواصل الاجتماعي فقال: «عمل درامي لا يثير الجدل هو عمل لا يعول عليه».

فانتازيا شامية

تدور أحداث المسلسل في حقبة الثلاثينيات وتحديداً في مرحلة الانتداب الفرنسي والعمل شامي إلا أنه يتجه نحو الفانتازيا فهو لا يوثق وقائع ومجريات حقيقية وإنما يصور قصة شخصيات افتراضية عاشت في تلك الفترة بأسلوب لا يخلو من الطرافة وعلى رأسهم «الراقصة عزيزة وجوقتها» التي تدير تياترو في شارع المرقص الذي كان يقع في أحياء دمشق القديمة ويحتوي على مجموعة من الحانات، كما أن العمل وبحسب صناعه لن يقتصر فقط على الاستعراض الذي ظهر في الحلقة الأولى بل هناك جملة من الخطوط السياسية والثقافية والاجتماعية، والتي بدت تتجلى في الحلقة الثالثة عندما يقوم الضابط الفرنسي الذي تجمعه بعزيزة قصة حب بالزواج من فتاة أخرى بسبب الفروقات الاجتماعية الكبيرة بينه وبين عزيزة لكونها راقصة ومغنية لن يقبل بها مجتمعه المحافظ لتسيطر عليها حالة حزن ويأس كبيرة، فيتضح الجانب العاطفي والاجتماعي من شخصيتها.

شخصيات طالتها الانتقادات

بعض الانتقادات طالت شخصيات العمل أنفسهم وأشدها التي وجهت للفنان سلوم حداد الذي يجسد شخصية «حمدي حميها» حيث اعتبر البعض أن هذا الدور لا يليق بمسيرته الفنية العريقة وأنه قلل من شأنه فكيف يمكن للزير سالم أن يلعب مثل هذه الشخصية. ونسرين طافش التي تؤدي دور البطولة بشخصية «عزيزة» وللمرة الأولى تقدم نفسها في الغناء والتمثيل معاً لم تسلم من بعض المنتقدين الذين علقوا على صوتها وغنائها معتبرين أنها لا تملك خامة الصوت الملائمة ولو أنها اكتفت فقط بالتمثيل لكان من الأفضل، إلا أن هذا الأمر لم يمنع من وجود عدد كبير من المعجبين الذين أشادوا بإطلالاتها وأدائها. والشخصية الثالثة التي أثارت الجدل لاقترابها من الخطوط الحمراء في المجتمع السوري هي شخصية المثلي جنسياً «عزمي نسوان» أحد أعضاء جوقة عزيزة التي يؤديها كرم الشعراني ويصور ذلك بشكل واضح في تصرفاته وأسلوب كلامه ورغبته دائماً بتقليد البنات وارتداء بدلات الرقص الأمر الذي أثار السخط بين الجماهير التي لا تفضل تسليط الضوء على هذه النماذج الاجتماعية.

تقنيات عالية

ومن الجوانب المهمة التي لا يمكن إغفالها هي أن المسلسل حظي بتقنيات إنتاجية وإخراجية عالية حيث استطاع صناعه أن يضفوا طابع الفترة الزمنية التي يعود إليها العمل من خلال الأزياء والديكور والحارات الدمشقية القديمة، فتم بناء الحي الذي جرت ضمنه الأحداث خصيصاً للمسلسل وأضيفت المقاهي والتياترو بالإضافة إلى خلق أماكن جديدة تحاكي التي كانت موجودة في تلك الحقبة وذلك بإشراف مهندس الديكور حسان أبو عياش الذي برع في معظم أعمال البيئة الشامية «باب الحارة، سوق الحرير، ليالي الصالحية» وغيرها الكثير. كما أبدعت المصممة لوسي موسان بتصميم الأزياء وبدلات الرقص بأسلوب مميز غير فاضح لتلائم المشاهدين والشهر الفضيل، كما أن الأزياء راعت تنوع الشرائح المجتمعية في تلك الفترة وأظهرت كل فئة باللباس الذي يناسبها ويعبر عنها.

والآن من الصعب الحكم على نتيجة أي عمل بما أن الموسم ما زال في أوله، ربما في قادم الأيام سيحمل العمل خطوطاً مهمة.. ويبدو أن الضجة الإعلامية التي رافقت العمل لم تغب وازدادت شراسة بعد عرض أولى حلقاته ومن الممكن أن تكون هذه الحملات قبل بدء الموسم نقمة وليست نعمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن