حالة درامية خاصة تتجلى في عملين! … فايز قزق.. في شخصيتين سلطويتين لموسم واحد عن الفساد والقسوة
| سارة سلامة
على الرغم من خبراته ومسيرته الكبيرة بين الإخراج والتمثيل والمسرح والتدريس في المعهد، إلا أن الفنان السوري فايز قزق لم يأخذ حقه بين نجوم الصفّ الأول بل بقي يعمل بصمت، بينما شكل في دراما هذا الموسم حالة خاصة من خلال حضوره في مسلسلي «كسر عضم» (تأليف علي الصالح) إخراج رشا شربتجي، و«مع وقف التنفيذ» كتابة الثنائي علي وجيه ويامن الحجلي وإخراج سيف السبيعي.
ورغم أن قزق بعيد عن عالم السوشال ميديا وهو كفنان لا يطرح نفسه بشكل مجاني بل يأخذ زاوية خاصة ويطل بها غير آبه بعالم الشائعات والنسخ واللصق فهو بكل تأكيد لا يعيرها انتباهاً، إلا أنه وبعد انطلاق العملين على المحطات، بدأت الصفحات بتدوال اسم قزق بصورة كبيرة، متناولين التشابه بالشخصيتين في كلا العملين، سواء شخصية أديب في «مع وقف التنفيذ»، وشخصية حكم في مسلسل «كسر عضم» رغم الاشتغال على موضوع الشكل وحتى اللهجة إلا أن التشابه بات واضحاً في هذا المجال أن «الشخصيتين تقدمان شخصية بارزة في المجتمع لها نفوذ وذات سلطة وجاه ومال متجبرة، حب المال والمنصب يسيطر على تصرفاتها»، وربما لم يغب عن قزق هذا الأمر بل بات متيقناً أن كلاً من حكم وأديب ينتميان إلى الجهة الفاسدة ذاتها، التشابه واضح إلا أن الأحداث والوقائع تختلف كما أن السلوك يختلف، ويكمن التشابه في طرح هذا النموذج من الناس الفاسدين، والتشابه في المهنة والمركز وفي طريقة استخدام المنصب، وقد يكون الاختلاف بسيطاً فحكم يختار الأذية من بعيد، بينما لا يتردد أديب في التجرؤ على الأذى الجسدي، والاثنان يهدفان إلى جمع الثروة بالتأكيد ولكن كل منهم يلملمها بطريقته الخاصة».
وعلى الرغم من أن الجمهور يثنى على إتقانه للشخصية وقوة طرحه وملامحه، ويعبر ناس كثيرون أنه كفنان سوري لم يأخذ حقه إلى الآن. وهذا واضح في تفصيله وتكنيك حركاته واستخدام ردّات فعله يثبت قزق أنه أستاذ في فن التمثيل ومدرسة قل نظيرها..
آراء وتعليقات
الكثير من الفنانين يذهبون في اختياراتهم إلى ظهور واحد من خلال الموسم أو ينتقون أدوارهم بشكل متقن للابتعاد عن التكرار والتشابه، بيد أن قزق ورغم هذا التشابه الذي يراه الجمهور فإنه يؤدي الدور بسلاسة وقوة وبتكنيك عالٍ، يلعب على الشخصية ويسيجها بالقوة المجردة من أي إحساس فهي غير آبهة بمشاع
الناس تحكمها السلطة وتسيطر عليها المال.
وربما لم تنته سلسلة التعليقات التي طرحت حالة التشابه، لتنطلق موجة أخرى من التعليقات التي استهجنت الحالة المنمطة عن منطقة دير الزور حيث تساءل أحدهم عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، هل: «فايز قزق لديه تلفزيون أو إنترنت؟ ليشاهد نفسه بالمسلسلات؟ وهل يستطيع أن يميز عملاً من آخر! مضيفا إن: «الدور الذي يجسد فيه شخصية من دير الزور.. ويكون مسؤولاً كبيراً يخض اللبن بالقربة في فيلته.. ينمط فيها أهل تلك المنطقة غريب هذا التصرف من أستاذ بالمعهد العالي للفنون المسرحية»!
وكتب صحفي آخر: «لا أدري إن كان خيار كاتب أو خيار مخرج أن يكون «فايز قزق»، في «مع وقف التنفيذ»، متحدثاً بلهجة سكان دير الزور (مكسرة)، ولا أدري لماذا يصرُّ صنّاع الدراما على هذه «الصورة النمطية»، عن أبناء المنطقة الشرقية. ومثل ذلك مشهد «خض السمن وسط صالون», ثم سيحاول أن يطعم زبدة عربية أو سمنة بيديه ويأكل بذات اليد بطريقة مقرفة رغم وجود ملعقة في الزبدية التي يحملها، وكأن المشهد يقول: إن من يتحدر من تلك المنطقة لن يتحضر وإن وصل به الثراء والنفوذ حيثما يصل.! لعمري إنه مشهد يستحق الاعتذار، ويستحق أن يكون مناسبة لأن تضع الرقابة شرطاً في إجازة أي نص أو عرض تلفزيوني بألا يحتوي على أي مشهد يحمل تنميطاً لسكان أي منطقة، العمل جميل، ويستحق المتابعة بنهم.. لكن مزعج أن يكون محتوياً على مشهد كهذا في حلقته السادسة».
ويتحدث «مع وقف التنفيذ» عن الوضع في سورية بعد حرب عاتية، حيث يعود المهجرون إلى «منطقة العطارين»، رغم كل الجروح التي بقيت مندملة في أجسادهم، فالنزوح تجربة تركت آثاراً ليست صغيرة عندهم، ربما أيضا غيرت طريقة تفكيرهم، وأسلوب حياتهم.
والمسلسل من تأليف علي وجيه ويامن الحجلي، وإخراج سيف الدين سبيعي، وبطولة: غسان مسعود، وسلاف فواخرجي، وعباس النوري، ويامن الحجلي، وفادي صبيح، وشكران مرتجى، وصفاء سلطان، وحلا رجب، وممثلين كثر آخرين.
بينما يركز «كسر عضم» على الشرخ الطبقي الذي ولد في سورية بعد الحرب، كما يتناول الصراعات بين «أمراء الحرب»، وما تبقى من آثار الطبقة الوسطى التي اتجهت نحو التآكل، وضحايا القاع، الشباب الذين يقعون ضحية استغلال آمالهم.
والمسلسل من تأليف علي الصالح، معالجة درامية رانيا الجبان، وإخراج رشا شربتجي، وبطولة: فايز قزق، وكاريس بشار، ونادين تحسين بيك، وسامر إسماعيل، ونانسي خوري، وولاد عزام، ونخبة من الممثلين السوريين الشباب.
العـنف من سمات الشخصية
وكان فايز قزق تحدث عن شخصيته في مسلسل «كسر عضم»، قائلاً: «إن الدور المتقن يعلق في ذهن المشاهد سواء أكان خيّراً أم شريراً».
وأشار إلى أن: «شخصية «الحكم» اكتسبت العـنف الذي تظهره من سماتها الشخصية، وبيئتها التي تبدو أنها هشة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية.
وتابع أنها مثل أي شخصية تّرسم شريرة «لكن قد يكون فيها جانب خيّر»، لافتاً إلى أن هذا النموذج موجود بالمجتمعات وخصوصاً أوقات الحرب والأزمات.
وكانت المخرجة رشا شربتجي قد أثنت في وقت سابق عند انطلاق البرومو الترويجي للعمل، وأرفقته بلقطة للفنان قزق من كواليس المسلسل. ثم كتبت، عن أداء قزق، قائلة «يشرفّني أن يكون بطل عملي هو الفنان فايز قزق بشخصية الحكم. هو التعاون الأول الذي يجمعني به لكنه لن يكون الأخير إن شاء الله».
ويجمع «كسر عظم» باقة من الممثلين السوريين من بينهم: كاريس بشار، نادين تحسين بيك، سامر اسماعيل وغيرهم. كما يتناول المسلسل تداعيات الحرب السورية على الطبقة الوسطى، ويكشف خفايا الفساد الذي يتغلغل في المجتمع.
وأخيرا نقول رغم كل القوة والإبداع في تقديم الشخصيات إلا أن المتابع ينظر إلى التنوع بعين أكثر جرأة ويكره الصورة المستنسخة للفنان في أعمال متفرقة فما بالك إن كانت في الموسم ذاته! على أمل أن يكون الانتقاء من خيارات فنانينا في المواسم القادمة.