واشنطن طرحت مؤخراً مطالب تتعارض مع بنود الاتفاق النووي … طهران: نعمل على إزالة العقوبات بشكل مستدام مع الحفاظ على كرامتنا
| وكالات
أكدت طهران، أمس الأحد، أنها ستواصل طريق الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق نووي مشرف وجيد ومستدام، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة طرحت مؤخراً، مطالب تعكس مطامع واشنطن وتتعارض مع بعض فقرات نص الاتفاق.
ونقلت وكالة «إرنا» عن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قوله في الاجتماع الأول للجنة تنسيق العلاقات الاقتصادية الخارجية: «سنواصل مسار الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق دائم وجيد».
وتابع: «نعمل على إزالة العقوبات بشكل مستدام مع الحفاظ على كرامتنا، ويؤكد رئيس الجمهورية أن الأنظار يجب ألا تتجه نحو فيينا إذ إننا توصلنا إلى نتائج في المفاوضات الفنية مع ثلاث دول أوروبية ويجب أن تبذل جميع المؤسسات والأجهزة في البلاد جهودها لجعل العقوبات تفقد مفعولها».
وأوضح أن الأميركيين أصروا مرات عديدة على إجراء مفاوضات مباشرة، مشيراً إلى أن ما تطلبه إيران هو اتخاذ خطوات عملية وملموسة في المفاوضات، مؤكداً أن لا مصلحة لإيران في إجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة.
وقال أمير عبد اللهيان: إنّ «الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث باستمرار عن حسن النية لكن من الضروري أن يثبت ذلك من خلال إصدار أمر لإزالة العقوبات».
وأوضح أن هناك انتقادات من جانب الصين وروسيا والدول الأوروبية لواشنطن ومطالبها المتزايدة،
وأشار إلى أن الوفد الإيراني طلب صراحة من الجانب الأميركي أن يكون واقعياً، وألا يعرقل المحادثات التي انطلقت منذ نيسان الماضي في العاصمة النمساوية.
ورأى أن المنتجات الإيرانية وصلت إلى مرحلة يجب عرضها وتصديرها، وأن هناك جهوداً كبيرة بذلت في هذا المجال، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن بلاده تعمل على إزالة العقوبات بشكل مستدام.
وتوجّه للشعب الإيراني بالقول: «إننا لا نزال نواصل جهودنا للتوصل إلی اتفاق یرفع العقوبات ونحاول التوصل إلی الاتفاق الجید والمستدام عبر المسار الدبلوماسي، وسنواصل السير على هذا الطريق للتوصل إلى اتفاق جيد».
من جانبه أوضح رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني محمد باقر قاليباف بأن المجلس مازال يؤكد كما في الماضي على أن المفاوضات النووية يجب أن تؤدي إلى تحقيق نتائج اقتصادية مضمونة وملموسة ومستدامة لكل أبناء الشعب الإيراني.
وتابع قاليباف: «نحن نأمل الآن بأن يفضي الرصيد القيم للمعرفة والتكنولوجيا النووية المتطورة إلى اتفاق جيد في المفاوضات يعود بمصالح اقتصادية للشعب الإيراني».
وفي السياق وجّه 250 نائباً في مجلس الشورى رسالة للرئيس إبراهيم رئيسي والوفد المفاوض في محادثات فيينا.
وحثّ النواب في رسالتهم ضرورة الحصول على ضمانات قانونية تمنع انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مجدداً، وضرورة رفع العقوبات وعدم فرض عقوبات جديدة.
كذلك دعا النواب إلى ضرورة الحصول على ضمانات أميركية لعدم تفعيل «آلية الزناد» ضد إيران بحجج واهية مستقبلاً، والحصول كذلك على ضمانات تسمح لإيران بحقها في إنتاج النفط وتحصيل عائداتها رسمياً عبر المصارف.
ورأى النواب أنه يجب التحقق من رفع المعوقات التي تمنع الاستثمارات في إيران، والتأكد من الإفراج عن الأموال المجمدة.
والشهر الماضي، دعا 160 نائباً في المجلس إلى بذل الجهد للحصول على ضمانات اقتصادية وفنية وسياسية كافية من الولايات المتحدة لضمان عدم تكرار انسحابها من الاتفاق النووي، وضمان الحفاظ على العناصر الأساسية لبرنامج إيران النووي في داخل البلاد الذي يُعتبر أقوى ضمان لعدم تكرار الخطأ الأميركي.
وفي السياق نقلت وكالة «فارس» عن المتحدث ومساعد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية للشؤون الدولية والقانونية والبرلمانية بهروز كمالوندي أن بناء المحطات النووية جزء ضروري ولا يتجزأ من حاجات البلاد، مؤكداً بأن إيران لم تمتلك دورة الوقود النووي فقط بل حققت أيضاً الكثير من التقدم في سائر المجالات المتعلقة بالتكنولوجيا النووية.
وقال كمالوندي في مقال له حول التقدم المنجز في مجال الصناعة النووية في إيران: «رغم أن تركيز التطورات والأخبار على موضوع تخصيب اليورانيوم قد أوحى إن التكنولوجيا النووية مقتصرة فقط على أجهزة الطرد المركزي، لكن ينبغي القول بأن هذا الأمر يعد جزءاً صغيراً من هذه الصناعة والإمكانية المتوافرة للبلاد والشعب، وبصورة عامة يمكن تقسيم التقدم في التكنولوجيا النووية الإيرانية إلى 4 مجالات وهي «استخدامات الأشعة» و«الطاقة» و«إنتاج الوقود» و«الأبحاث والتنمية».
وأشاد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أول أمس خلال مراسم إحياء الذكرى السنوية السادسة عشرة لليوم الوطني «للتكنولوجيا النووية»، بجهود العلماء النوويين في إيران؛ مؤكداً أن هؤلاء استطاعوا بالاستناد إلى الطاقات الوطنية وبفضل إرادتهم الحديدية أن يحققوا الكثير من الإنجازات اللافتة في مجال الصناعة النووية السلمية.
وقال: «إن الحظر والتهديدات والظلم الذي تعرض له الشعب الإيراني، بما في ذلك اغتيال العلماء النوويين وتدمير المواقع النووية في البلاد، لم يثننا عن استمرار المضي نحو أهدافنا المنشودة».