قضايا وآراء

«الخوذ البيضاء».. إرهاب متنقل

| هديل علي

إذا كانت الاستخبارات الأميركية والغربية وعلى وجه الخصوص البريطانية منها، قد أنشأت منظمة إرهابية تتلطى تحت غطاء العمل الإغاثي في سورية وتنتشر في أماكن انتشار المنظمات الإرهابية الدولية، فإنها أنشأت أكثر من منظمة تعمل بنفس الطريقة بل وأشنع في أوكرانيا، ولعل العنوان الأبرز كان مدينة بوتشا، التي عملت الماكينات الغربية على ترويج مأساة إنسانية ضحيتها سكان هذه المدينة من الأبرياء المدنيين، الذين تم تنفيذ إعدامات وعمليات قتل ممنهج لهم، ونشر جثثهم في الشوارع بغية اتهام الجيش الروسي عقب إعلان انسحابه من المدينة بأربعة أيام.

كما كانت منظمة الخوذ البيضاء الإرهابية التابعة لتنظيم جبهة النصرة أو هيئة تحرير الشام تعمل على تصوير عمليات إنقاذ لمدنيين زعمت أن الجيش العربي السوري قتلهم أو قصفهم أو استهدف أماكن سكنهم، كانت هناك أيضاً مراكز معلومات ومجموعات عمل إرهابية تعمل في أوكرانيا بدعم من الولايات المتحدة الأميركية وحلف شمال الأطلسي حتى قبل بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة لحماية إقليم دونباس، وحان دورها لتقديم إنتاجها المعلوماتي القائم على الكذب والتضليل بهدف تشويه صورة الجيش الروسي وتغيير الرأي العام العالمي وممارسة الضغط على المجتمع الدولي للانضمام إلى العقوبات الغربية الاقتصادية على موسكو، وهو ما تم عبر حزمة جديدة من العقوبات الغربية – الأميركية على مسؤولين روس وعلى عائلاتهم أيضاً.

ما قام به الغرب بقيادة أميركية – بريطانية ضد سورية من تضليل، كإحدى الأدوات التقليدية لترسانة الحرب الهجينة والمعلوماتية الغربية ضد خصومهم، تقوم به الآن ضد روسيا وقيادتها وجيشها الذي يقارع عنجهية وتسلط الغرب الاستعماري المتوحش.

أوجه التشابه في مجرى الأحداث بين الحرب الإرهابية المفروضة على سورية والهجمة الغربية الدعائية لشيطنة روسيا كثيرة، وتكاد تكون نفسها ولكن بتسارع أكبر، وأبرزها المتاجرة بحقوق الإنسان والعمل الإغاثي والتحضيرات لاستفزازات كيميائية، لاتهام دمشق وموسكو باستهداف مرافق ومناطق سكنية مدنية، وإظهار العسكريين في كلا البلدين بأنهم مجرمون، وأبرز الاتهامات وبالطبع لن يكون الأخير ما يروج له الغرب حول استهداف محطة قطارات كراماتورسك التي خصها الرئيس الأميركي جو بايدن بجزء كبير من حديثه الأخير، ما يؤكد التنسيق المباشر لتنفيذ الجرائم التي حدثت على الأرض بين الآمر والمنفذ.

العمل الروسي المنظم والدقيق كشف الخطوات اللاحقة التي تفكر بها واشنطن وحلفاؤها خاصة حول الاستفزازات الكيميائية واستهداف المدنيين، حيث تحدثت الدفاع الروسية عن تفخيخ القوميين لمخازن مواد كيميائية لتفجيرها واتهام الجيش الروسي بهذه الأفعال.

كما أخفق الغرب الاستعماري في إنجاز أهدافه في سورية سيفشل في تحقيقها مع روسيا، التي اكتسبت الخبرة اللازمة لمواجهة أساليب الغرب ومن خلفه واشنطن وأذرعهم المتطرفة المختلفة الأسماء والأشكال، ولكن هناك خاسر حقيقي على كل المستويات، وهو من يسير في الركب الأميركي على حساب مصالحه الوطنية وعلاقاته الدولية وهذه الخسارة حتمية وستخلق الانقسامات والنزاعات بين دول وتحالفات غربية عديدة ولو بعد حين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن