رياضة

قصص وحكايا الدوري الكروي الممتاز … المنافسات ما زالت قائمة رغم ضعف الآمال والأحلام وخيوط الهبوط تتوضح

النتائج الأخيرة التي سجلتها مباريات المرحلة الـ19 من الدوري الكروي الممتاز وسعت دائرة الأمان، وأشعلت كل خطوط المنافسة، سواء على القمة أو في المؤخرة.

ورغم أن الذي يتنافس على القمة فريقان إلا أن هذا التنافس كبير وشديد ورياحه الهوجاء بدأت تعصف بالدوري، والمنافسة وإن كانت مقتصرة على فريقين إلا أن جميع فرق الدوري شركاء فيها لأنهم أطراف مؤثرة في كل مرحلة وفي كل المباريات.

وما حدث مع الوثبة بملعب الحمدانية يجعلنا نعيد النظر بكل المباريات التي أحد طرفيها الفريقان المتنافسان، وخصوصاً على مستوى الحكام ولسنا بصدد التشجيع للاستعانة بحكام من خارج البلاد، ولكن من الضروري دعم الحالة التحكيمية ومنح الحكم مساحة أوفر من الأمن والأمان.

حكم مباراة الأهلي والوثبة من الحكام الدوليين الشباب الذين قادوا مباريات قوية ونجحوا فيها، وهو من مجمل الحكام الواعدين، وما حدث معه في المباراة يشير إلى ظروف غريبة، من المؤكد أنه يتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية ما حدث، لكن مازلنا بحاجة إلى عوامل أفضل وآليات أكمل ليكون الحكم قادراً على أداء المباريات بنجاح.

اللجنة المؤقتة في اتحاد كرة القدم لم تتخذ القرار المناسب والسريع في اليوم التالي، وهذا يصعب الأمور، ما يؤكد عدم قدرة اللجنة على اتخاذ القرار الحاسم والصعب كما هي الحال في الكثير من القرارات السابقة، والجدل ما زال قائماً حول توصيف الحالة وأسباب التوقف.

وأسباب التوقف لا يتحمل مسؤوليتها أي من الفريقين أو جمهورهما، بل يتحمله الحكم الذي كان متخبطاً بقراراته، إضافة إلى أنه سمح بإقامة المباراة دون وجود رجال حفظ النظام الذين أكدوا على حضورهم وبناء على كلمة (سيأتون) انطلقت المباراة.

من المؤكد أن اللجنة لا تحتاج إلى كثرة مداولات ومناقشات فالحالة معروفة والقوانين موضوعة لتوصيف كل حالة وإعطائها الحل المناسب، واتحاد اللعبة وجد نفسه أمام حالتين، إما استكمال المباراة بنفس الشروط، مع اعتماد (سكور) المباراة الأصلي، من حيث التشكيلة والبطاقات الحمراء والصفراء والتبديلات، وإما إعادة ا لمباراة من نقطة الصفر تطبيقاً للوائح وهذا ما حدث.

لكن الغريب هو الوقت الطويل في مناقشة هذا الأمر، وللأسف فإن القائمين على كرتنا دائماً يحبون كسب الوقت ربما من أجل التفكير الجيد، فقد نجد فكرة ذهبية خارج أوقات الاجتماع.

حرب ضروس

من اللافت للنظر أن الكرامة هذا الفريق بدأ يتخبط يمنة ويسرة، وها هو يتلقى الهزائم الكثيرة المتلاحقة في وضع لا يشير إلى أن الفريق يسير بالطريق الصحيح، وحتماً هناك مشاكل ومطبات تعترض لاعبي الكرامة، بل إنها تعترض الفريق كله لدرجة أنه لم يقدم المطلوب منه.

في الواقع فإن نادي الكرامة يعيش حالة من الشقاق والخلاف وإن كانت غير ظاهرة، وتعرض لعدد من الاستقالات والترميمات بصفوفه، ولم يتحقق الانسجام التام حتى الآن، سواء في الإدارة أم في الفريق.

وهناك حرب ضروس ضد مدرب الفريق أيمن الحكيم، فهناك من يقف معه وآخرون يهاجمونه وربما يضعون العراقيل أمامه، وبغض النظر عن المخطئ وعن المحق فإن الكرامة فارس الكرة السورية الخاسر الأكبر في هذه المعادلات.

ومن الفرق التي تواجه الحرب الضروس فريق عفرين الذي رفع الراية واستسلم، وعلى ما يبدو أن راية الاستسلام ستكون مرفوعة عند فريقي الشرطة والنواعير، فإن خسرا مباراتيهما في الجولة المقبلة فلا أمل يرتجى من بقائهما بالأضواء وضمن المحترفين.

وللحق فإن النواعير على سبيل المثال يعاني من مشاكل إدارية عديدة، ويتلازم معها مشاكل مالية، بحيث لم تعد الإدارات المتعاقبة قادرة على تحمل نفقات الاحتراف وعقود اللاعبين، ما أدى إلى مثل هذا الموقع المؤهل إلى الدرجة الأولى.

تجربة تستحق التأمل

التجربة التي خاضها فريق حرجلة بالدوري الممتاز لاشك أنها تجربة جيدة، ويمكن تلخيصها بالإنجاز الحقيقي لفريق لم يمض على تأسيسه سوى أربع سنوات، استطاع في موسمه الأول الصمود وإثبات الذات رغم قلة الخبرة في التعامل مع الدوري، ولم تخدم الظروف فريق حرجلة في الموسم الثاني له (الحالي) فتعرض للكثير من المطبات والعقبات ومع ذلك فقد صمد، ولولا أن الهبوط لم يكن لأربعة لما وقع تحت ضغط التهديد.

اليوم فريق حرجلة على شفا الهاوية فقد يهبط وقد ينجو، وضمن هذه المعايير فإننا يجب أن نجري تقييماً شاملاً للفريق في هذين الموسمين من كل النواحي، أولاً من الناحية المعنوية فقد كسب إنجازاً فريداً فلعله أول فريق يصل للممتاز بعد أربع سنوات من تأسيسه، وهو أول فريق من ريف دمشق يصعد إلى الدرجة الممتازة.

العمل في نادي حرجلة أكثر من جيد ونحن نرى المنشآت الرياضية الحديثة وملعب كرة القدم المتميز شاهدين على جدية التعاون مع الرياضة وتدل على حرص القائمين على النادي على الازدهار الرياضي.

اليوم بعد هذا الإنجاز الكبير صار لنادي حرجلة قاعدة تؤهله ليؤسس عليها كرة القدم المستقبلية، ولينعش العديد من الألعاب الرياضية الأخرى التي يمكن أن تزهر.

بالمقارنة بين ما يقدم للفريق من عقود ومال وتجهيزات وبين ما يقدمه الفريق من أداء ونتائج، فإن العملية الفنية لم ترق لمستوى المال المدفوع.

وعلى سبيل المثال فإن خبرة الفريق الفنية حرمته العديد من النقاط التي أضاعها نهاية الوقت وهذا حدث معه أكثر من مرة وآخرها الخسارة أمام الطليعة 1/2، ولو أنه حافظ على الصمود الدفاعي في هذه المباريات لكان الآن بين فرق الوسط إن لم يكن متقدمهم.

بكل الأحوال التجربة التي خاضها حرجلة جيدة، لكن السؤال الذي نطرحه إذا كان الجهاز الفني والإداري والطبي للفريق من خارج حرجلة، إذا كان اللاعبون من محافظات شتى، فهذا الأمر غير مفيد على المنظور البعيد.

النادي يعمل باحترافية عالية ولم نسمع أنه كان على خلاف يوماً ما مع لاعب أو مدرب من أجل المال، ولم يقصر في التزاماته وواجباته، لكن بعد هذه التجربة لا بد من العمل على بناء قاعدة كبيرة من أبناء المدينة لتكون نواة فريق المستقبل (فلا حك جلدك مثل ظفرك).

إعادة مباراة الاتحاد والوثبة

على هامش مباراة الاتحاد والوثبة فقد قررت اللجنة المؤقتة ما يلي:

1- تنفيذ ما جاء في لائحة المسابقات المعتمدة لدى الاتحاد العربي السوري لكرة القدم على إعادة المباراة كاملة في مدينة حلب اليوم الثلاثاء تاريخ 12/4/2022 تمام الساعة 16.00 على أرض ملعب الحمدانية بجمهور.

2- عدم السماح للاعب المطرود محمد الأحمد من فريق نادي الاتحاد المشاركة مع ناديه في هذه المباراة.

3- يجوز لنادي الاتحاد إشراك لاعب بديل منه في المباراة المعادة على أن يلتزم الناديان بأسماء اللاعبين الواردة أسماؤهم في ضبط المباراة الأولى التي توقفت مع إلغاء جميع حالات الإنذار التي جرت في المباراة.

4- تكليف لجنة الحكام الرئيسية اتخاذ ما ترونه مناسباً بحق حكم المباراة الدولي محمد قناة لعدم القيام بواجباته ووضع اللاعبين أمام مسؤولياتهم والتأخر باتخاذ القرار لإلغاء هدف فريق الوثبة وعدم قدرته على استكمال المباراة.

5- توجيه الشكر والتقدير للحكم الرابع علاء قناة لإبلاغه حكم الساحة عن الحالة التي تم تنفيذها من حارس مرمى نادي الوثبة عند احتسابه ركلة حرة غير مباشرة حيث كانت الكرة متحركة وليست ثابتة.

6- تكليف لجنة الحكام الرئيسية بتعيين طاقم للمباراة.

7- التأكيد على اللجنة الفنية ونادي الاتحاد تأمين رجال حفظ النظام بالعدد الكافي وتأمين كل مستلزمات إقامة المباراة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن