الصين أكدت أن التغيرات في باكستان لن تؤثر في العلاقات الثنائية … برلمان باكستان ينتخب شهباز شريف رئيساً للوزراء.. ونواب خان يستقيلون
انتخب مجلس النواب الباكستاني، أمس الإثنين، شهباز شريف رئيساً جديداً للوزراء بعدما أطيح بسلفه عمران خان الذي استقال من مقعده في الجمعية الوطنية إلى جانب معظم أعضاء حزبه قبيل التصويت.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن القائم بأعمال رئيس البرلمان، سردار أياز صادق، قوله أمس: «تم انتخاب ميان محمد شهباز شريف رئيساً للوزراء، بحصوله على 174 صوتاً من أصل 342 في المجلس.
وسيشكل شريف الآن حكومة جديدة يمكن أن تبقى في السلطة حتى آب 2023، وهو موعد إجراء الانتخابات العامة.
فيما احتج النواب من حزب رئيس الوزراء المقال معلنين استقالتهم بشكل جماعي من مجلس النواب، احتجاجاً على تشكيل الحكومة.
وذكرت تقارير إعلامية نقلاً عن شاه محمود قرشي وزير الخارجية السابق ونائب رئيس حزب خان «حركة إنصاف» في خطاب قبل انتخاب رئيس الوزراء الجديد «نعلن أننا جميعاً نستقيل».
وكانت الجمعية الوطنية الباكستانية اعتمدت كلاً من شهباز شريف، وشاه محمود قريشي كمرشحين لمنصب رئيس الوزراء الجديد.
ويشغل شهباز شريف منصب رئيس حزب الرابطة الإسلامية المعارض، وهو مرشح أحزاب المعارضة، أما قريشي فهو نائب رئيس حزب حركة إنصاف، وكان يشغل منصب وزير الخارجية في الحكومة المعزولة.
وصوّت البرلمان الباكستاني، السبت الماضي، لمصلحة حجب الثقة عن حكومة عمران خان، فيما قدم رئيس البرلمان ونائبه استقالتهما قبيل القرار.
وكان عمران خان قد دعا الباكستانيين إلى التحرك لإجهاض ما وصفها بمحاولة المساس بسيادة البلاد، وقال: إن المساعي لعزله تعكس سخط واشنطن لمعارضته سياساتها في المنطقة، قائلاً: «إن تصويت حجب الثقة كان جزءاً من مؤامرة تقودها الولايات المتحدة للإطاحة به من السلطة».
وشهباز شريف هو الشقيق الأصغر لرئيس الوزراء الذي تولى المنصب 3 مرّات وطالته فضائح فساد، نواز شريف، ووردت تكهنات في وسائل الإعلام الباكستانية تفيد بأن الأخير قد يعود قريباً من منفاه في بريطانيا.
وأقيل نواز شريف عام 2017 وسجن لمدة 10 سنوات بتهم تتعلق بالفساد، إثر معلومات سرّبت في وثائق بنما، لكن تمّ الإفراج عنه ليخضع للعلاج في الخارج.
وفي أول رد فعل على الأحداث في باكستان، قالت الصين أمس الإثنين، إنها ستحافظ على سياسة العلاقات الودية مع باكستان بغض النظر عن كيفية تغير الوضع السياسي في باكستان.
ونقلت وكالة «شينخوا» عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لي جيان قوله: «بصفتنا جيراناً وأصدقاء وثيقين بالنسبة لباكستان، فإننا نتمنى بإخلاص أن تبقى جميع الفصائل في باكستان متحدة، وتتشارك في حماية الاستقرار والتنمية بشكل عام على المستوى الوطني».
وأضاف المتحدث: «نعتقد أن التغيرات التي يشهدها الوضع السياسي في باكستان لن تؤثر في الوضع الشامل للعلاقات الصينية-الباكستانية».
على خط مواز شهدت مختلف المدن الباكستانية، منذ مساء الأحد وقفات احتجاجية ضخمة نظمها أنصار خان، ضد قرار إقالته.
وسائل إعلام باكستانية أفادت بأن الاحتجاجات خرجت في كل من العاصمة إسلام أباد وكراتشي ولاهور وبيشاور والعديد من المدن الأخرى تلبية لدعوة خان.
ورفع المحتجون في الوقفات العلم الباكستاني وأعلام الحزب، مرددين شعارات مؤيدة لخان ومنددة في الوقت ذاته بالأحزاب المنافسة التي أقالته.