عربي ودولي

تخبط سياسي يشهده المكون السني في معركته الانتخابية … «الوفاء للمقاومة»: الرد على الأميركي بالمشاركة الكثيفة في صناديق الاقتراع

أكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن عز الدين أن الاستحقاق الانتخابي القادم مهم جداً، داعياً إلى أوسع مشاركة في عملية الاقتراع، وذلك بالتزامن مع أسابيع قليلة تفصل لبنان عن انتخاباته التشريعية التي تبدو هذا العام مختلفة عما كانت عليه في الدورات السابقة، واللافت فيها هو غياب الزعامات السياسية السنية التي أعلنت عزوفها تباعاً عن الترشح، بدءاً من رئيس الوزراء السابق وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري، مروراً برؤساء الحكومات السابقين تمام سلام ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة، الذين خرجوا أيضاً من دائرة الانتخابات المرتقبة، وأعلنوا عدم ترشحهم.

وحسب موقع «المنار» أكد عز الدين أن الرد على المشروع الأميركي الهدام الذي يريد إبقاء لبنان في أزماته الاقتصادية والمالية والنقدية، يكون من خلال المشاركة الكثيفة في صناديق الاقتراع.

وقال عز الدين: نحن نثق بأنفسنا، ونمتلك من التمثيل الشعبي الذي يؤهلنا لأن نذهب إلى صناديق الاقتراع بكل ثقة وقوة.

وحسب موقع «المنار» شدد عز الدين خلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة الشعيتية الجنوبية، على أن الأميركيين مستمرون في الضغط على لبنان، وبوضع العراقيل أمام إعادة بناء الدولة والإصلاح السياسي والإداري والاقتصادي فيه، ويعتبرون أن ما يقومون به هو بمنزلة المعركة السياسية التي حددوا لها هدفاً هو استهداف المقاومة وسلاحها وقوتها.

وأضاف عز الدين: لن يتركنا الأميركي نرتاح من أجل أن يحصل هو وجماعته وأدواته في لبنان على النتائج التي يريدها من خلال صناديق الاقتراع ألا وهي الأكثرية النيابية، ليتحكّم بعد ذلك أكثر فأكثر من خلال نفوذه بمؤسسات الدولة وأجهزتها، وليزيد من الضغوط على لبنان للتنازل لمصلحة العدو الصهيوني والأجنبي وصندوق النقد الدولي، مطالباً أميركا بكف أيديها عن التدخلات في شؤون لبنان، وعن الضغوط التي تمارسها عليه، وعن الفتن التي تبثها بين اللبنانيين وتحرض بعضهم على بعض.

على خط مواز جعل عزوف تيار المستقبل عن خوض الانتخابات النيابية اللبنانية واعتذار قيادات سنية بارزة، المكون السني في الشارع اللبناني أمام خيارين إما مقاطعة الانتخابات كما فعلت الزعامات، وإما الإقبال والمشاركة لبناء مرحلة جديدة مقبلة.

وجاء الغياب الأول لتيار المستقبل عن المشهد السياسي منذ 3 عقود، بعد إعلان الحريري في كانون الثاني 2022 تعليق نشاطه في الحياة السياسية وعدم الترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة.

ولم يكن إعلان انسحاب الحريري يقتصر على اسمه، بل دعا المنتسبين إلى تيار المستقبل لاتخاذ الخطوة نفسها، وأكد ذلك بقوله إنه يعلن عدم الترشح للانتخابات النيابية وعدم التقدم بأي ترشيحات من تيار المستقبل أو باسمه.

وحسب ما نقل عنه موقع «الميادين» قال الكاتب في الشؤون السياسية غسان ريفي في وقت سابق: إن التخبط السياسي الذي يشهده المكون السني في معركته الانتخابية يبدو جلياً، والدليل على ذلك هو كثرة اللوائح الانتخابية السنية التي لم يرَها ريفي مؤشراً إيجابياً، بل هي إثبات لعدم وجود قيادات تنظم هذه العشوائية في اللوائح.

من جهته وجد النائب اللبناني وليد سكرية في عزوف الحريري والقيادات السياسية السنية البارزة عن الانتخابات، فرصة لولادة سياسية سنية جديدة، ومرحلة مؤاتية لضخ دم جديد في هذا المكون اللبناني وواجهاته السياسية التي لم تتغير منذ عقود، قائلاً إن: مرحلة عائلة الحريري كان ينبغي أن تنتهي، لأنها ألغت كل الزعامات السنية، وحصرتها بهذه العائلة فقط، لافتاً إلى أن كل القيادات السنية السابقة يجب أن ينتهي دورها.

وبالنسبة إلى التخوف من نسبة الإقبال على الانتخابات، أضاف سكرية: إن بيروت خاصةً، لكونها تضم نسبة كبيرة من أنصار «المستقبل»، ربما تشهد حالة من الضياع بعد عزوف الحريري والقيادات البيروتية، لكن عدد اللوائح في المناطق اللبنانية الأخرى التي تضم مرشحين من الطائفة السنية يبشر بإقبال كبير، مضيفاً: إن القيادات الحالية والمرشحة للانتخابات ضعيفة نسبياً، لكن عند وصولها إلى المجلس ستثبت نفسها ودورها، والشعب اللبناني في النهاية هو الذي سيحاسبها على الأخطاء.

وأغلق باب الترشح للانتخابات النيابية على 1043 مرشحاً، وتظهر بيانات وزارة الداخلية أن أعداد الناخبين المسجلين في القوائم الأولية ناهزت 3,97 ملايين، بينهم أكثر من 225 ألف مغترب.

ويشكل أبناء الطائفة السنية في لبنان، القوة الناخبة الأكبر في لبنان، إذ بلغ عددهم 1.081.520، بفارق بسيط عن الطائفة الشيعية البالغ تعداد الناخبين فيها 1.073.650 حسب لوائح الشطب الصادرة عن وزارة الداخلية اللبنانية، وذلك من أصل 3746483 ناخباً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن